هدف الهيئة الرئيسي الوصول إلى عمل خارطة أثرية للجمهورية مهام كثيرة تضطلع بها الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات أهمها الحفاظ على الآثار والتركيز على أعمال التنقيب والصيانة والترميم ونشاط مكثف وملموس للبعثات الأثرية على مستوى محافظات الوطن وجهود ومساعي كبيرة لتسجيل عدد من المعالم والمدن والمواقع التاريخية ضمن الثرات العالمي وخطط استراتيجية أنية ومستقبلية هدفها الكشف عن المزيد من الآثار وتوثيقها وإنشاء المتاحف المتخصصة لحفظ الآثار يأتي ذلك تنفيذاً لتوجيهات فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وخلال العام الجاري سيبدأ التنقيب الأثري لأول مرة في مدينة مأرب القديمة.. لمعرفة أكثر حول كل ذلك وعن أهم الاكتشافات الأثرية.. التقت صحيفة 14 أكتوبر الدكتور/ عبدالله با وزير رئيس الهيئة العامة للآثار والمخطوطات والمتاحف وهاكم الحصيلة.أجرى اللقاء/ محمد سالم الجداسينعمل حالياً على وضع سجل وطني شامل للمواقع الأثرية في الجمهورية اكتشافات أثرية مثيرة للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية في اليمن القديم بداية تحدث الأخ رئيس الهيئة حول اهتمام هيئة الآثار بالتنقيبات والمسوحات الأثرية وأعمال الصيانة والتوثيق، قائلاً :الهيئة تقوم بنشاط واسع وكبير على مستوى محافظات الجمهورية حيث تنتشر الفرق الأثرية وفرق المسح والصيانة والتوثيق في مختلف المواقع الأثرية وكل ذلك يتم بالتنسيق والتعاون مع فروع الهيئة في المحافظات أضف إلى ذلك بأن الهيئة تركز اهتمامها على أعمال المسح والتنقيب كون ذلك يسهم في الكشف عن أشياء تاريخية جديدة وفريدة لم تكن معروفة من قبل وتمدنا بمعلومات تكشف عن حلقات جديدة من تاريخ اليمن القديم والهدف من المسوحات الأثرية التي تنفذها الهيئة هو أن تصل إلى تحقيق الخارطة الأثرية على مستوى الجمهورية إضافة إلى حصر المواقع الأثرية في الجمهورية لمعرفة أولويات الصيانة والترميم لهذه المواقع الأثرية والتاريخية وبحيث يكون هناك سجل وطني شامل للمواقع الأثرية في الجمهورية.. كما أننا نعمل على وضع الحراسات الأمنية على تلك المواقع لحمايتها من العبث والنبش العشوائي الذي يحصل لبعض المواقع من قبل بعض ضعاف النفوس الذين لا يقدرون أهمية ومكانة هذه الآثار العظيمة التي هي ملك للشعب والإنسانية جمعا ونحن نحرص دائماً وبالتنسيق مع السلطات المحلية في المحافظات على وضع الحماية الكاملة للمواقع الأثرية والتاريخية..وحول الاستعدادات والتحضيرات لبدء التنقيبات الأثرية في مدينة مأرب القديمة عاصمة دولة سبأ قال الدكتور باوزير في هذا السياق..
مدينة مارب
الآن نحن في مأرب ضمن لجنة برئاستي ومعي رئيسة المعهد الإيماني للآثار في صنعاء حيث التقينا بالأخ/ عارف عوض النروكا محافظ المحافظة وذلك على ضوء التوجيهات الكريمة من فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي يبدي اهتماماً كبيراً بالآثار والكشف الآثاري وخاصة في محافظة مأرب الغنية بالآثار وذات السمعة والصيت التاريخي الكبير والمعروف وهي المنطقة التي قامت عليها مملكة سبأ في عصر ما قبل الإسلام، ومأرب فيها من المواقع الأثرية ما يثير الاهتمام والإعجاب في نفس الوقت ونحن نعمل الآن وفقاً لهذه التوجيهات الكريمة من فخامة الأخ الرئيس وبالتنسيق والتعاون الكامل مع الأخ الأستاذ/ عارف عوض النروكا محافظ محافظة مأرب على وضع الترتيبات اللازمة لبدء التنفيذ لأول موسم أثري في مدينة مأرب القديمة من قبل بعثة المعهد الإيماني للآثار وذلك خلال العام الجاري 2006م وكما تعرف أن مدينة مأرب القديمة واسعة جداً حيث تمتد لأكثر من أربعة كيلو مترات وهي منطقة هامة تاريخياً لذا نتوقع أن يبدأ العمل فيها خلال هذا العام ونحن نعمل كما أشرت بصورة مشتركة ومتكاملة ومنسقة مع المعهد الإيماني للآثار وقيادة محافظة مأرب للوصول إلى هدف رئيسي ومهم وهو الكشف عن مكون تاريخ مدينة مأرب القديمة وإبرازه إلى حيز الوجود وأحب أن أشير هنا إلى أن الألمان يلعبون دوراً كبيراً في الحفاظ على المعالم الأثرية التاريخية في نطاق محافظة مأرب في عرش بلقيس ومعبد صرواح وسد مأرب القديم حيث تم عمل أسوار حماية لهذه المواقع من قبل البعثة الألمانية وحول الاكتشافات التي تمت مؤخراً في مأرب وعن دور الهيئة في حماية هذه الاكتشافات وتوجهات الهيئة المستقبلية لإدراج بعض المواقع والمعالم الأثرية ضمن سجل التراث العالمي.. تحدث رئيس الهيئة قائلاً :-بالنسبة للاكتشافات التي تمت مؤخراً في محافظة مأرب تجعل مأرب منطقة أثرية وسياحية من الدرجة الأولى حيث شهدت مؤخراً اكتشافات كبيرة ومثيرة جداً من أهمها سد مأرب القديم حيث كشفت البعثة الألمانية عن وجود أساسات في قواعد صخرية تشير إلى وجود سد أثري أقدم من سد مأرب الحالي يعود إلى 450 قبل الميلاد وهذا السد التاريخي يعتبر مفخرة من مفاخر التاريخ اليمني العريق.. إضافة إلى اكتشافات أثرية في معبد المقه بصرواح كشفت عنها أيضاً البعثة الألمانية منها نقش أثري كبير يعتبر ثاني أهم النقوش اليمنية القديمة المعروفة حتى الآن وهو نقش (قاهر الملوك) يبلغ طوله 7.24م وإرتفاعه 72سم أما سمكه فيبلغ 51 سم وهو يذكر المكرب السبئي يثع امر وتار بن يكرب ملك وتاريخه العسكري والحروب التي خاضها وجوانب عديدة عن الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية الواقعة بين نهاية القرن السادس ونهاية القرن الرابع قبل الميلاد واكتشافات كثيرة وكبيرة جداً في معبد آوام ومدينة براقش ومعبد بران وسد الجفينة جميعها على درجة كبيرة من الأهمية لتاريخ اليمن القديم اجتماعياً وزراعياً وسياسياً وعسكرياً وكما ذكرت كل هذه الاكتشافات والمعثورات الأثرية تؤكد لنا بأن محافظة مأرب منطقة أثرية وسياحية من الدرجة الأولى ولهذا نحن نهدف في الوقت الحاضر إلى العمل من أجل تسجيل وإدراج المعالم التاريخية الهامة لمدينة مأرب ضمن سجل التراث العالمي بالتعاون والتنسيق مع منظمة اليونسكو وتوجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية تتركز بدرجة أساسية على الاهتمام بمدينة مأرب القديمة التي هي العاصمة القديمة لمملكة دولة سبأ والبعثة الألمانية ستعمل على التنقيب في هذه المدينة الهامة تاريخياً وذلك لكشف عن محيط المدينة ومساكنها وقصورها ومعابدها الأثرية ويعتبر هذا المشروع الأثري من أهم المشاريع وأضخمها في بلادنا من الناحية الأثرية والعلمية كونه يمثل هدفاً أثرياً وعلمياً هاماً لدى كافة المهتمين والمختصين الأثريين.. ونحن نقدر تقديراً عالياً لفخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على اهتمامه البالغ بالآثار وحرصه الدائم على متابعة الاكتشافات الأثرية وتوجيهاته المستمرة بمواصلة الأعمال الأثرية للكشف عن المزيد من الآثار والحفاظ عليها.. كما أشكر الأخ الأستاذ/ عارف عوض النروكا محافظ مأرب على تعاونه لتسهيل مهمة البعثة الألمانية لسير التنقيبات في مأرب وهذا التعاون الكبير يمكننا من الوصول إلى الكشف عن التاريخ المطمور والذي هو بحاجة إلى من يظهره ويبرزه للأعيان وعن جهود الهيئة لإقامة متحف الآثار في مأرب قال الدكتور باوزير :مشروع متحف مأرب الآن يخطو الخطوات التنفيذية والفعلية له حيث تم تحويل المبالغ الخاصة بهذا المشروع إلى الصندوق الاجتماعي للتنمية وقد تم تكليف مديرة المعهد الألماني للآثار لوضع المخصصات والتصاميم اللازمة لهذا المشروع ونحن نتوقع خلال الأسبوع القادم بأن يتم إعداد مسودة الإتفاقية للتوقيع عليها من قبل الأطراف المعنية وبمجرد التوقيع على هذه الاتفاقية سوف تبدي الخطوات الأولى لعملية التنفيذ لهذا المشروع الحيوي والهام لمدينة مأرب وسيكون له مردود إيجابي للحفاظ على القطع الأثرية ويسهم في تنمية الحركة السياحية لمحافظة مأرب.