مع الأحداث
في تقديري، والقاعدة تنتقل من فشل إلى فشل، أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة (النساء الإرهابيات)، لأن التمويه والتخفي والمرور أمام عيون الأمن أسهل على المرأة منه على الرجل، نظراً للعادات والتقاليد المرعية في أغلب مناطق المملكة، والتي تغطي وجه المرأة، وأحياناً كفيها كذلك.ومن الواضح، أن مرحلة الإرهاب - كما نصَّ كتابهم المقدس (إدارة التوحش) - ستكون مرحلة العمليات الصغرى والمؤثّرة، بعكس المرحلة السابقة التي كانوا يجهدون فيها لتنفيذ العمليات الكبيرة والمدوية إعلامياً وأمنياً؛ بينما أن هذه العمليات الصغيرة والتكتيكية التي على غرار عمليات (العصابات) لا تتطلب من التخطيط والتجهيز وتجنيد المنفذين ما تتطلبه العمليات الكبيرة والمعقدة، وفي ظني سيكون العنصر النسائي في هذه العمليات حاضراً وبقوة. وجه المرأة هويتها؛ وعندما تتقنع فإنها تلغي أول ما تلغي هذه الهوية؛ ليجد رجل الأمن أن التأكد من هوية التي أمامه ضرب من ضروب المستحيل. وهذا لن يفوت على أساطين الإرهاب. وليس لدي أدنى شك أنهم سيستغلون هذه الثغرة الأمنية، وسينفذون من خلالها لتنفيذ عملياتهم؛ خاصة أن أيديولوجيتهم تقوم على أساس أن الغاية تبرّر الوسيلة؛ حتى وإن كانت هذه (الوسيلة) سفك الدماء التي حرَّم الله أن تسفك. ونحن - حسب هذه التوقعات - في حاجة ماسة إلى قدر من الشجاعة والموضوعية واستشراف المستقبل والاستعداد لأسوأ الاحتمالات، بحيث نقرأ هذه الحالة قراءة موضوعية، ولا ننتظر أن يقع الفعل لنبادر إلى رد الفعل. ولأن القضية قضية أمنية، وسيترتب عليها مفاسد كبيرة كما هو تاريخنا مع القاعدة وعملياتها، ولأن (الوقاية) من الإرهاب ومسبباته ووسائله خير من علاجه، ولأن الوقاية أن يتأكد رجل الأمن من هوية المرأة التي يريد أن يتأكد من هويتها من خلال كشف وجهها، ولأن كشف الوجه بالنسبة للمرأة قضية (خلافية) كما هو معروف، فلماذا لا تصدر فتوى من هيئة كبار العلماء تبيح لرجل الأمن على سبيل (الحصر) أن يتأكد من هوية المرأة بكشف وجهها له، وعندما تتطلب الحالة الأمنية ذلك، نظراً (للضرورة) الأمنية. وإذا كان هناك من يرى أن الحجاب هو (حكماً) تغطية الوجه، فإن دفع الضرر الأكبر بالضرر الأصغر والمفسدة الكبرى بالمفسدة الصغرى أصل من أصول الشريعة؟؛ فإذا اتفقنا على مشروعية هذه القاعدة، فلماذا - إذن - لا يتم إعمالها في هذه الشؤون حفاظاً على الناس، ومنعاً للجريمة، ومحاصرةً لمن في قلوبهم مرض من العبث بأمن الناس وحياتهم؟ كما أود أن نلتفت إلى أن هناك تجمعات نسائية يسمونها (دعوية)، تدور حولها الكثير من الشبهات، تتم في المنازل، وبعيداً عن أعين رجال الأمن. وحسب علمي فإن بعض هذه التجمعات هي تجمعات شحن (أيديولوجي) محض، وهي اليوم أنشط من أي وقت مضى، ومنتشرة، وبالذات في (ردهات) ونشاطات مدارس البنات غير الصفية. ولكي لا يسبق السيف العذل، فإننا معنيون بالحيطة والحذر والتنبه إلى هذه التجمعات التي تتذرع بالدعوة والوعظ، بينما قد يكون لها أهداف وغايات أخر، كي لا يسبق الحزام الناسف العذل هذه المرة أيضاً. [c1]*عن/صحيفة ( الجزيرة ) السعودية[/c]