حدث وحديث
فضل مصلح الحبيشي :نظام العمل بالسجون لم يعد كما كان قديماً, أي أنه ليس قائماً على أساس عزل السجين وإيلامه جسدياً ونفسياً, بما يتوافق مع حجم العقوبة باعتباره مخطئاً بحق الجميع وإنما أصبح الآن نظاماً إصلاحياً أكثر منه عقابياً يسير وفقاً لإستراتيجية ثابتة وضعتها وزارة الداخلية تتمثل في منهج واضح تجاه السجين يقوم بالإضافة إلى حبسه بموجب العقوبات المحددة في القانون وحكم المحكمة على تأهيله وإعداده مهنياً ومراعاة الجوانب النفسية والإنسانية في معاملته ليكون صالحاً ومنتجاً في المجتمع – يخرج إليه ويندمج فيه بعد قضاء مدته.ورغم ما تقوم به الدولة من جهد في هذا الميدان إلا أن السجين وخاصة رب الأسرة المعسر مازال يشعر بالغبن والقلق أثناء تمضية محكوميته في السجن لأنه يفكر في حاجة أسرته إلى رعايته وقضاء أهم شؤونها, ويشعر بالخوف على مصير عائلته وأطفاله الصغار نتيجة غيابه.. وهذا الأمر يقضُّ مضجعه وينعكس على صحته وسلوكه واستجابته للبرامج الإصلاحية من تعليم وتدريب مهني, وبالتالي يفقده الاستقرار النفسي والاجتماعي وكذلك القدرة على الاستفادة من العفو عن السجناء المعسرين وذوي السلوك الحسن الذي يصدره فخامة رئيس الجمهورية في شهر رمضان من كل عام.عمل طيب وتقليد جميل يمكن أن تضيفه وزارة الداخلية إلى برامجها وضمن إستراتيجيتها في هذا الاتجاه لمعالجة قضية الاستقرار النفسي والاجتماعي للسجين.. التقليد هذا والنظام سيساعد السجين على ذلك الاستقرار كجزء من برامج الإصلاح وذلك بالسماح لمن قضى نصف محكوميته أو نحوها وبالذات من يعول أسرة بالخروج بكفالة لمدة لا تقل عن 24 ساعة مرة واحدة في الأسبوعين أو مرة واحدة في الشهر لزيارة أسرته وذويه يتفقد خلالها أسرته وما تحتاج إليه ومعرفة أخبار أطفاله وشؤونهم عن قرب, ويسمح للمتزوج بالخلوة الشرعية في بيته وفي جوٍ يختلف تماماً عن أجواء السجن.هذه الخطوة إذا نفذت, بالتأكيد سيكون لها مردودات إيجابية تخلق في نفس السجين شعوراً بالاطمئنان وتجعله يفكر جدياً بالخروج نهائياً عقب قضاء مدته أو بالعفو الرئاسي عنه وتدفعه إلى التوبة والعزم على عدم العودة إلى ما بين القضبان مرة أخرى.