اعذروني
ذوو الإعاقة أكثر الناس رقة في الشعور ، ربما يكونون قد فقدوا بعضاً من حواسهم ، ربما لم يكتمل نموهم ، ولكن بقدر ما فقدوه من ماديات أجسادهم، فقد وهبهم الله إرادة وقلوباً تبصر قبل أن تبصر أعينهم ..لم يخلق الله الناس عبثا ولم يميزهم بحسب قدراتهم وأعراقهم أو بحسب ألسنتهم وألوانهم ، بل جعل الميزة لمن اتقى وعبده مخلصا له الدين ، ما يعني أن البشر سواسية مهما اختلفت بناءاتهم الجسدية أو قدراتهم المادية .. إلا أن هذا قد ينساه الكثيرون ويغفلون عنه ، وعليه كل من يحسب نفسه منزها عن النقص من الذين عافاهم الله من المرض أو النقص في جسده تأخذه العزة فتكون نظرته مؤلمة تجاه ذوي الإعاقة ، إما شفقة أو ازدراء بسبب إعاقتهم .. وهذا قد يسبب للمعاقين « حالات من الاكتئاب والحزن رغم أنهم يحاولون بكل قدراتهم أن يخفوا هذا .. ما دفعني للحديث عن هذا الموضوع ما يعانيه بعض فئات ذوي الإعاقة سواء في بيوتهم أو مدارسهم أو حتى في مراكزهم وجمعياتهم من قبل البعض الذين يتناسون أن هؤلاء بشر مثلهم ، فتكون معاملتهم تجاههم إما بالصراخ في وجوههم أو مناداتهم بألفاظ بشعة ، كما أنهم يعدونهم كخدم لهم .. فلا يحترمون لا إنسانيتهم ولا إعاقتهم ، وهذا يسبب شعورآص بالإحباط للمعاق ويؤثر على تجاوبه مع الحياة بشكل سليم يمكنه من تجاوز محنة الإعاقة والتعايش مع الآخرين بشكل طبيعي.. لمثل هؤلاء نقول « إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .« صدق الله العظيم» .