سيوة واحة في الصحراء الليبية (الصحراء الغربية في مصر) بالقرب من الحدود المصرية الليبية، تقابلها على الجانب الآخر من الحدود واحة الجغبوب. تبعد سيوة حوالي 300 كم. عن ساحل البحر المتوسط إلى الجنوب الغربي من مرسى مطروح التي تتبعها إداريا.متوسط مستوى الواحة ينخفض 18 مترًا تحت سطح البحر. السيويون أمازيغ يتكلمون اللغة السيوية وهي إحدى تنويعات اللغة الأمازيغية، كما توجد نسبة من السكان من أصل أفريقي أسود (من غرب أفريقيا جنوب الصحراء) هم التكرور الذين أثروا ثقافيا في الواحة منذ القدم، ويعد المهرجان الصوفي السنوي الذي يقام في الخريف من كل عام بمثابة حدث ثقافي وسياحي مهم في الواحة.بحكم التكوين العرقي والثقافي ظلت سيوة عبر تاريخها مرتبطة بعلاقات وطيدة مع المجتمعات التي شكلت في مجملها ثقافة الصحراء الكبرى الأفريقية وشكلت مع الواحات الأخرى محطات أساسية في رحلات القوافل عبر الصحراء ما بين أقصى المغرب ووادي النيل، كما كانت جزءا من الكيان الثقافي والسياسي السنوسي حتى سيّر محمد علي إليها حملات لفرض النفوذ المصري عليها عندما أرسى الدولة الحديثة.من أبرز معالم سيوة أطلال البلدة القديمة المعروفة باسم شالي. كما توجد فيها آثار معبد أمون مقر أحد أشهر عرّافي العالم القديم ، وتكثر في واحات سيوة الينابيع والبحيرات الصغيرة، تشتهر بتمرها وزيتونها ومنتجات الزيوت والصناعات اليدوية من سجاد والمنسوجات.كما كانت تشتهر بصناعة طراز مميز من الحلي الفضية، والتي لم يبق في حوزة السكان المحليين منها الكثير بسبب تكالب السواح الأوربيين الذين كانوا أول من اهتم بها.توجد في سيوة مراكز للاستشفاء الطبيعي وفنادق فاخرة بنيت بشكل يسعى لأن يكون بسيطا ومنسجما مع البيئة الطبيعية والثقافية للواحة، إضافة إلى فنادق أخرى عادية؛ وتستقطب المنطقة أعدادا متزايدة من السياح كل عام.إضافة إلى مشكلة التصحر، تواجه الواحة مشكلة مركبة في مواردها المائية تتمثل من جهة في زيادة استهلاك المياه الجوفية من الخزان الرملي النوبي بقدر يزيد على قدرته على التجدد، بسبب زيادة النشاط الزراعي واستصلاح الأراضي الذي جذب إليه مستثمرين من خارج الواحة بتشجيع من الحكومة، وكذلك بسبب صناعة تعليب المياه التي يوجد منها خمسة مصانع في محيط الواحة.و من جهة أخرى، وبسبب زيادة استهلاك المياه، تعاني الواحة من تدهور نظام تصريف المياه الزراعية فيها ما يؤدي إلى تملّح الأراضي وهدر للمياه في شكل نمو مساحة بحيرة كبيرة من المياه العادمة التي لا تصلح للزراعة ولا الشرب . كما تواجه الواحة مشكلات أخرى، بعضها مرتبط بمشكلات التنوع الأحيائي التي تشترك معها بيئات عديدة بسبب النشاط الإنساني، سواء المحلي أو ذلك الناتج عن السياحة، وكذلك مشكلات متعلقة بالهوية الثقافية لسكان الواحة.كانت الواحة على مر تاريخها مجتمعا منعزلا منغلقا يتصف بنظام اجتماعي مستقر له تقاليد وعادات خاصة، إلا أن الانفتاح الذي شهدته في العقود الأخيرة بسبب السياحة أحدث تغيّرات في الأنماط السلوكية السائدة بين الأجيال الحديثة، مثل ظاهرة تسوّل الأطفال بين السائحين التي لم تكن موجودة من قبل.كما أن سعي المزارعين إلى زراعة الأصناف المطلوبة تجاريا أدخل إلى الواحة أمراضا زراعية جديدة لم تكن موجودة في نظامهم الزراعي شبه المعزول.
(سيوة) واحة وسط الرمال المصرية الليبية
أخبار متعلقة