لا سعيد الشهري ولا محمد العوفي، العائدان من معتقل غوانتانامو، قائدان في “قاعدة اليمن”. فهما بطلان لمسرحية حاول التنظيم تمريرها على الجمهور. ومع مطلع الأسبوع الحالي بث التنظيم اليمني تسجيلاً لأربعة مطلوبين قال إنهم قادة الصف الأول، فإضافة إلى السعوديين الاثنين، جاء ناصر الوحيشي وقاسم الريمي الفاران من سجن المخابرات اليمني قبل 3 أعوام.ما الذي نستعيده من خلال الجلسة الرباعية على الأرض في التسجيل؟ مجرد محاكاة لمشهد لقاء الرباعي أسامة بن لادن وأيمن الظواهري ومحمد عاطف وسليمان أبوغيث في التسجيل، الذي ظهروا فيه عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ولكن الأكيد أن أياً من الرباعي في اليمن لا يملك أية مفاتيح تخوله لقيادة تنظيم شرس كهذا. ليس هذا فحسب، بل لا ناصر الوحيشي بتقديمه قائداً ولا سعيد الشهري، بالتعريف على أنه نائب، يملكان أدوات القيام بالمهمة المناط بها التنظيم في المرحلة الحالية. إذاً، ما مهمة التنظيم الحالية، ومن يقوده؟ بداية، يجب الأخذ جيداً باحتمال وجود قيادة خفية خلف هؤلاء الأربعة، وأنهم ليسوا إلا واجهة تقدم إلى أجهزة الأمن والجمهور؛ لأسباب أمنية، وربما سياسية. أما المهمة الحالية، فيمكن قراءتها من خلال اختيار عنصرين سعوديين ليكونا في الواجهة. واستذكار مسيرة التنظيم، الذي يتصدى لقيادته العنصر اليمني دائماً، ومن خلفه السعوديون، وذلك جرى داخل السعودية من خلال القائدين خالد الحاج وإبراهيم الريمي. مسار التنظيم في المنطقة يثبت انتهاء وجوده في السعودية وتقهقره في العراق، ولذا اختار هذه المرة، أو اختير له، موقعاً آخر، ليكون محطة رئيسة تستقبل السعوديين وتصدر من خلالهم العمليات المؤجلة انطلاقاً من الأراضي اليمنية. إذ يعتقد القائمون على التنظيم أن العمل من اليمن أسهل بعد الضربات الموجعة داخل السعودية. ولن يكون يسيراً استقطاب السعوديين إلى اليمن، إذا لم يكن هناك أية واجهة سعودية، تكون العامل الجاذب الرئيس في هذه المهمة. يضاف إلى ذلك أن ظهور عنصرين عائدين من غوانتانامو، وقد استفادا من برنامج التأهيل والمراجعة في الرياض، يحمل بعداً آخر سينعكس بكثير من السلبية على أطراف عدة، فنحو عشرة سعوديين مازالوا في غوانتانامو وكذلك قرابة المئة يمني، لا يؤمل حالياً الإفراج عن أي منهم سريعاً، طالما كانت النتيجة، ولو بنسبة محدودة، قد انتهت إلى وجودهم تحت مسمى «قائد» في اليمن. وكذلك سيمتد التأثير إلى أسرهم، الذين انتظروا طوال سبع سنوات بلا نتيجة، وصولاً إلى أسر الموقوفين في السعودية، والمزمع الإفراج عنهم بعد إعادة التأهيل، إذ أن التشديد على عملية الإفراج، ومراجعة نتائج الاستجابة لبرنامج التأهيل والمناصحة، لن يكونا كسابق عهدهما. اللطيف في حديث سعيد الشهري ومحمد العوفي، وقد ظهر الأخير في صورة «غيفارا» وليس «الزرقاوي»، أنهما قدما شهادة حسن سيرة وسلوك لسجون المباحث، وكذلك ختم بجودة برنامج «المناصحة». فلم يزعما وجود أي تعذيب أو اساءة معاملة داخلها، كما أن تحذير العوفي للمساجين من البرنامج التأهيلي، دليل على نتائجه الإيجابية وقوة تأثيره.[c1]----------------------------------* عن / صحيفة “الرياض” السعودية[/c]
|
مقالات
العائدون من غوانتانامو ليسوا أبرياء ؟
أخبار متعلقة