الطب والأمومة الآمنة
عرض / إيفاق سلطان سيفإن الأمومة المأمونة بديهة من البديهيات ولكن للأسف الشديد كثيرا ما تتحطم على أرض الواقع في كثير من المجتمعات وخصوصا في مناطق دول العالم الثالث، فوضع المرأة في هذا العالم النامي تتسم بمشاكل كثيرة ومنها مشكلة وفيات الأمهات.ويقصد بالأمومة المأمونة مرور مدة الحمل والولادة وما بعد الولادة والأم بأمان .. وتجنب الأسباب التي تؤدي إلى وفاة الأمهات والمثبتة طبيـا وهذا ما سنقوم بعرضه .. [c1]أسباب طبية [/c]وهي تعرض المرأة الحامل إلى نزيف وتعسر في الولادة وأيضـا الإجهاض غير الآمن المفتقر إلى الرعاية الصحية الكاملة، وارتفاع في ضغط الدم أثناء الحمل أو العدوى بالالتهابات الجرثومية وآفات القلب.. كما أن الحمل قبل سن 18 عاما يعرض الحامل إلى الإجهاض التلقائي المتكرر، الولادة المبكرة والمتعسرة ، كما يؤدي إلى التمزقات الجسدية مثل الناسور البولي والشرجي وانفجار الرحم .[c1]أسباب اجتماعية واقتصادية [/c]هناك أسباب اجتماعية واقتصادية تتعرض لها المرأة الحامل، فتؤدي إلى وفاتها، أو فقدان جنينها ومن هذه الأسباب التالي :إهمال رعاية البنات في طفولتهن، والزواج المبكر في أول سن المراهقة، قبل أن يكتمل نضج الفتاة، وأيضـا الفقر والأمية وسوء التغذية مع العمل المرهق والشاق، وبعض الممارسات الضارة التي تشجعها التقاليد والاجتماعية، والإجحاف في حق المرأة وتدني وضعها الاجتماعي والاقتصادي، وكذا عدم مشاركة المرأة في اتخاذ القرارات التي تؤثر سلبـا في حياتها وصحتها، عدم توفير خدمات كافية للصحة الإنجابية.وأخيرا السلوك الإنجابي غير المنتظم (سن مبكر ومتأخر للإنجاب، ارتفاع عدد الولادات، تقارب مرات الحمل).[c1]تجنب الزواج المبكر والمتأخر يقلل من نسبة الوفاة [/c]هناك طرق يجب إتباعها والالتزام بها طبيـا لخفض نسبة وفيات الأمهات منها : معرفة السن المناسب للإنجاب هي سن ما بعد الـ (18) إلى (35) عامـا، ويجب على الفتيات تجنب الحمل في سن ما قبل ال(18) عامـا، لأن المرأة لا تكون مهيأة جسديـا ولا نفسيا للحمل، ويرجح أن تلد طفلها ناقص الوزن، وتواجه تعسر في الولادة وتحتاج إلى تدخلات جراحية مثل العملية القيصرية، كما أن الحمل بعد سن الـ (35) عامـا قد تتعرض المرأة فيه إلى مشاكل صحية مختلفة مثل ضغط الدم والدوالي واحتمال وجود سكر وغيرها من الأمراض.[c1]رعاية الحامل[/c]عندما تكون المرأة حاملا يجب أن تزور المراكز الصحية منذ بداية الحمل مرة واحدة كل أربعة أسابيع حتى الأسبوع الـ (28)، وبعدها تتم زيارة المركز الصحي كل أسبوعين حتى الأسبوع الـ (36)، بعد ذلك زيارة مرة واحدة كل أسبوع حتى موعد الولادة المقرر لها، أو على الأقل تقوم بأربع زيارات خلال مدة الحمل وتزداد عدد الزيارات حسب ظروف كل حالة، لمعالجة أي مشكلة صحية مرافقة للحمل مثل القيء، الغثيان، الإمساك وغير ذلك، وتقديم المشورة عن التغذية والرعاية الصحية والتركيز على حالات الحمل الخطيرة (المترافقة بارتفاع ضغط الدم، داء السكر وفقر الدم)، التأكد من فحص الجنين ومراقبة نموه بالفحوصات الضرورية مثل كشافة التلفزيون، تتم في بدء الحمل للتأكد من وجود حمل وتقدير سن الحمل، ثم في الأسبوع الـ (16) لتقي التشوهات الجنينية ثم تتكرر في الأسبوع الـ (28) للتأكد من وضعية المشيمة ثم في الأسبوع الـ (36) لتحديد مجيء الجنين والولادة.[c1]علامات إنذار يجب الانتباه إليها أثناء الحمل[/c]ومن الأعراض الصغيرة التي يجب أن تنتبه إليها المرأة الحامل هي عدم زيادة وزن الحامل وسوء التغذية أو الزيادة المفرطة في الوزن (داء السكر، حمل توأمي، انسمام حملي وشحوب الجفن الداخلي للعين ، فقر الدم 10 - 20 %) من الحوامل لديهن فقر دم نتيجة سوء التغذية وتكرار الولادات، تورم غير طبيعي في الأطراف والوجه أو البطن.أما الأعراض أو العلامات الخطرة فهي : النزيف الرحمي أثناء الحمل والولادة أو بعد الولادة، الصداع الحاد مع ألم في منطقة الشرسوف في الصدر و ارتفاع درجة حرارة الجسم وألم شديد في البطن، انفجار جيب المياه وعدم الإحساس بحركة الجنين أو توقف الحركات تمامـا.[c1]الرعاية ما بعد الولادة[/c]في المدة التي تلي الولادة مباشرة حتى (40 يومـا) بعد الولادة يجب أن تقدم للمرأة (النفاس) الرعاية الكاملة وهي : معرفة المشاكل التي تحدث في مدة النفاس مثل النزيف الرحمي وإفرازات مهبلية غير طبيعية ذات رائحة كريهة، ارتفاع درجة الحرارة أكثر من (38 درجة مئوية) أو مشاكل في الحلمة واحتقان في الثدي يعيق عملية الرضاعة أو وجود بواسير أو نواسير ولادية وأيضـا عدم تراجع الرحم إلى الحوض نتيجة لحدوث التهابات، وحدوث تغيرات في مزاج وتصرفات الأم، النظافة الشخصية لجسمها، خصوصًا للأعضاء التناسلية، والتغذية الجيدة والمتوازنة وشرب السوائل بكثرة وأخذ بعض العناصر المغذية مثل الحليب، الخضروات والفواكه والسكريات، وكذلك أخذ حبوب الحديد لمنع حدوث فقر الدم.