أبوح لكم
من الظواهر التي تثير الاهتمام وتبعث على الحيرة في حياتنا الفنية ان الكثير من فنانينا ( شعراء وملحنين ومطربين) يعانون من عوز ثقافي ومعرفي ملحوظ .. ليس بالنسبة لعموم المعطيات الثقافية وانما حتى بالنسبة لما يتصل بمجال ممارستهم الفنية وتعاملهم في اطار الغناء وواقع الطرب نفسه ؟ وتتضح علائم هذه الازمة عندما يتحدث هؤلاء في المقابلات المفتوحة وخاصة في الاذاعة والتلفزيون ..؟ حين يكون المطلوب منهم الادلاء باراء وملاحظات حول بعض الامور المتعلقة بماضي وحاضر ومستقبل الفن فتكون اجاباتهم متواضعة يصعب الركون اليها واعتمادها في بعث جدل واع وحوار جاد يمكن الوصول عبره الى المبتغيات المتوخاة بصدد الواقع الراهن للغناء اليمني !! وفي الواقع .. انه ليس بجديد التأكيد على ان مسببات هذه الحالة التي يعانيها اولئك تعود اساساً الى امكاناتهم المعرفية الذاتية وثقافتهم الفنية .. لكن الجديد هو التأكيد على اهمية ان يتجه هؤلاء وبجدية نحو التزود بما يعينهم على استيعاب تفاصيل الماضي واستجلاء معطيات الحاضر واستشراف آفاق المستقبل والإلمام بكل ما يتعلق بالحركة والواقع الفني كما يكون انتمائهم الى هذه الحركة مبرراً وانتسابهم الى هذا الواقع مشروعاً وفعلهم في اطاره مبدعاً وخلاقاً . وبالطبع لن يتأتى لهم ذلك بعيداً عن المساعي الجادة الهادفة مد جسور التواصل بينهم وبين اسلافهم من جهة التفاعل الثري مع من حولهم من معاصرين مبدعين وما حولهم من عطاءات ابداعية ناضجة من جهة ثانية .الامر الذي سيشكل لهم دوماً قاعدة يمكنهم الانطلاق منها صوب العطاء المبدع المقرون بالادراك والوعي لطبيعة واهداف الرسالة التي يحملونها والوظيفة التي يؤدونها في حياة المجتمع ووجدانات وعقول الجماهير المتلقية ! وكما ان لكل قاعدة استثناء فأن ما تمت الاشادة اليه هنا في هذه الكتابة العاجلة لا يعني الجميع ..؟ حتى وان كان الاستثناء بينهم محدوداً ومحدوداً جداً !!