شخصيات خالدة
مفكر وأديب مصري كبير، قدم للأدب العربى عشرين مجموعة قصصية وخمس روايات وعشر مسرحيات، ترجمت أعماله إلى 24 لغة عالمية منها 65 قصة ترجمت إلى الروسية.ولد يوسف إدريس عام 1927 في إحدى قرى محافظة الشرقية ، لأسرة من متوسطي المزارعين تضم عددا من المتعلمين الأزهريين .تعلم في المدارس الحكومية والتحق بعد دراسته الثانوية بكلية الطب في جامعة القاهرة التي تخرج منها عام 1951 ، و عايش ظهور ( وتطور ) التيارات الفكرية والسياسية الوطنية التي انتعشت في مراحل الاستقلالبدأ نشر قصصه القصيرة عام 1950 في الوقت الذي كان يتردد فيه الأدب المصري القصصي ، بين نزعة وجدانية ونزعة تميل إلى التطبيق الحرفي لاتجاهات علم النفس التحليلي.صدرت مجموعته القصصية الأولى " أرخص ليالي " عام 1954 ، ووضعت هذه المجموعة البداية الفعلية للواقعية المصرية ، ثم ظهرت موهبة إدريس في مجموعته التالية " العسكري الأسود " التي صدرت عام 1955والتي وصفها أحد النقاد بـ " أنها تجمع بين سمات دستوفسكي وسمات كافكا معا " .تسند رؤية إدريس الأدبية والفكرية إلى حساسية فائقة وإدراك نافذ - ذاتي للغاية - لمظاهر الوجود الإنساني وحقائقه ، أكثر مما تسند إلى " معرفة " معلوماتية محدودة .في مقدمة مجموعته " جمهورية فرحات " يقول عميد الأدب العربي طه حسين : " أجد فيه من المتعة والقوة ودقة الحس ورقة الذوق وصدق الملاحظة وبراعة الأداء مثل ما وجدت في كتابه الأول ( أرخص ليالي) على تعمق للحياة وفقه لدقائقها وتسجيل صارم لما يحدث فيها ... ".إلى جانب اهتمامه بالقصة القصيرة التي يعتبر أبرز ممثليها في الأدب العربي اهتم بالرواية والكتابة المسرحية .ومن أعماله المسرحية ، " ملك القطن " و " جمهورية فرحات " و " اللحظة الحرجة " و " الجنس الثالث " و " المخططين " و " البهلوان " . انشغل يوسف إدريس في السنوات الأخيرة ، ومنذ انتظامه في الكتابة للأهرام ، بعدد من القضايا الثقافية والاجتماعية الساخنة .من أبرز مؤلفاته في القصة القصيرة، بيت من لحم ، لغة الآي أي ، العتب على النظر ، أقلتها ، قاع المدينة ، النداهة ، رجال وثيران ، حادثة شرف ، آخر الدنيا ، أرخص ليالي .حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1991 وفي العام نفسه رحل يوسف إدريس ليترك بصماته على تطور القصة العربية ، وتأثيراته الظاهرة على عدد من الأدباء الشبان في مصر والعالم العربي .