أقواس
تناول الأستاذ " حاتم الصكر " في دراسة حديثة له السيرة الذاتية النسوية والسياق النظري الأدبي والفكري الذي نشأت في إطاره المفاهيم والدلالات لأشكال من الكتابات النسائية المختلفة وتوقف عند مسألة إهمال السيرة الذاتية في أدبنا وحل مشكلات تجنيسها التي تجلت في إطار نظرية الأدب. بالطبع الدراسة أوضحت بعض دوافع اللبس والغموض في أدب المرأة وكان هذا لو استشهد الباحث بالإضافة إلى بعث كلما هو حديث ومعاصر في أدب المرأة وفكرها وإطلاع القارئ على الإنتاج الأدبي النسوي بمجموعة من القاصات والروائيات العربيات اللواتي اشبعن أدبهن بروح البوح والوضوح الإبداعي والتعريف بأهم الاتجاهات التي شكلت وتشكل مفاصل أساسية بأدب عصرنا الحديث. كما برزت الدراسة بعض نواحي القهر ولم تركز على شكل النوع القهري الذي تعاقبت الأزمنة والأجيال عليه وهو لم يتغير بالإضافة إلى ذلك توقف الباحث طويلاً أمام بعض الشهادات لكاتبات يمنيات ولكنه لم يخلص إلى تبيان وجه الصلة بين بوح المبدعة اليمنية والمبدعة العربية في كونهن ينطلقن من شكل النوع القهري في تفسير طابع التمايز في الانطلاق من بوحهن . وضعية المرأة في الجزيرة والخليج مثلاً لا تتكيف مع تجسيد المنظور الجنسي في الكتابة حين نكشف القصد الكامن وراء ظاهرة بوحهن نلمس تطبيق الناموس العام القائم على عدم استجلاء نواحي الإبداع في كتاباتهن التي تتفرع في دوافعها عن طبيعة صراع ( الانا ) في ظل العجز النوعي لان السلطة الأبوية هي السلطة المطلقة وحجة الاستغلال والسيادة النوعية لهذه الانا عاجزة عن البوح لأنها ستقمع بسوط الوصاية وهذا ما نطالعه بمقتطفات من كتاباتهن وأرائهن ولكن هل استطعن عكس هذا المضمون من خلال التعبير عنه بوضوح شعراً وقصة رواية نقداً ادبياً .. حتى في مجال الفكر الاجتماعي لم نستلهم البواعث التحررية في التراث العربي من اجل إبراز حدة القهر كخصوصية تعبيريه علماً بان الحياة عبارة عن علاقة مركبة يعني في ( تجديد مستمر ) كثير من الآراء بعض الشهادات كانت لها موقعها الريادي من منظور واقعي وليس معياراً جمالياً في التجربة الإبداعية لان هناك تجاهل لكثير من الخصائص الجمالية للنصوص أما الكلام فيدخل في إطار الكلام النظري. فبواكير الكتابات الإبداعية عندهن نخبوية انعزالية إذن لا يحق لهن أن ينعين على البقية إهمالهن لإشكالية ( الانا ) في النوع الذي أدى إلى تدوين البوح الأدبي من قبل الذكور وكأنه بوح للسلطة الذكورية فقط. بمعنى أخر المرأة كانت وما زالت ظروفها تفرض عليها الكتابة برقيب داخلي لصيقٍ بها في كل اللحظات.