* خاض الشاب فؤاد عبد الواحد المنافسة الفنية الكبيرة وتوج بتاج الفن الخليجي .. غنى أغاني راقية في كلماتها وألحانها وبصوته العذب وجمع إلى جانب ذلك صورة جميلة ولباقة وثقة بالنفس وثقة بالفن ذاته .. فرح به نجوم غناء عرب كبار، وفرح بتتويجه اليمنيون .. فشكراً للذين آزروه برسائلهم ، وللذين سافروا إلى بيروت لحضور الجولة الأخيرة وفي مقدمتهم الفنان العملاق أيوب طارش ، و كذلك يحيى محمد عبدالله صالح وشكراً لليمنيين جميعهم وفي مقدمتهم ذلك الرجل الفقير الذي قال لي لقد اشتريت ثلاثة “ كروت” استخدمتها كلها للتصويت لصاحب الرقم (15) .. للفنان فؤاد.الجمال هو صبغة الله التي أضفاها على الكون بكل ما فيه .. حتى الورقة الصغيرة في الشجرة الصغيرة ..تجد هذا الجمال الذي قصد قصداً .. جميلة في تكوينها في تقاسيمها في خطوطها في منظر حوافيها .. بينما يمكن أن تقوم بوظيفتها الأساسية لو جعلها الله في أقبح منظر .. ولكنه نشدان الجمال .. والفن وفي مقدمته فن الغناء هو أعلى ضروب الجمال في الحياة ، خاصة إذا تضافرت عناصره: صوت .. لحن .. كلمة .. صورة .* أرجو أن يكون فؤاد عبد الواحد استمراراً لحلقة متواصلة في سلسلة الفن اليمني ، وأن يتعامل المجتمع مع فؤاد ومن سيظهر في هذه الفترة والموالية لها بنفس الروح القوية التي يتعامل بها مع كل الأشياء الجميلة والحياة الجميلة .. نريد استمرار هذا الجمال على خطى الحارثي وبن سعد وأحمد بن أحمد قاسم والقعطبي وأضرابهم من عظماء الغناء الراحلين .. ونريد من العظماء الأحياء مثل عطروش وأيوب طارش أن يبقوا قريبين من الفنانين الشباب .. ونريد من الحكومة أن تساعد الجميع من أجل أداء رسالتهم .. وأن تقدم لهم ما يوازي نصف المساعدات والأموال التي تقدمها لأعداء الجمال وأعداء الحياة الذين ينفثون سموم البغضاء والحقد والكراهية ويشوهون صورة هذا المجتمع .. نريد من الحكومة أن تعيد إلى المواد المدرسية روحها .. وروحها هي الموسيقى وفنون الغناء والتمثيل والرسم التي شطبت من المنهج المدرسي.. سمعت مرة وزير التربية يبرر هذا “ الشطب” بالقول : لدينا أولويات ، وهذه الآن على الأقل ليست أولويات ! إنه أضعف تبرير .. إذ كثير من الطاقات والأموال تسخر لمصلحة الذين يعتبرون تقبيح صورة هذا المجتمع أولوية بالنسبة لهم.* بقي أن أقول للناس في بلادي إن انتصاركم المشكور للفنان فؤاد عبد الواحد لا ينبغي أن يكون انتصاراً للعصبية الوطنية .. أي لأنه يمني .. بل انتصار للفن ذاته .. ورفض لكل المكفرين وأعداء الفن والحياة الذين يقولون إن الغناء يفسد القلب ويثير غريزتكم لاشتهاء النساء والغلمان ، وإنه ينبت النفاق ويغري بالحرام وإنه صوت الشيطان الذي يسوق إلى النيران ، وأنه “قلة حياء”.بالله عليكم هل هذه أوصاف موجودة في فؤاد عبد الواحد ، أو في أغاني الحارثي أو فيصل علوي أو عطروش أو أيوب طارش ومحمد سعد عبدالله .. ؟ مع ذلك أنصح الولد فؤاد أن يكون يقظاً في حال علاقاته مع تجار الفن .. وألا يتورط مع أصحاب الفيديو كليب الذين يبخسون الفن ويقدمون صاحبة “السرة” و”النهدين” على الفنان المحترم .
أخبار متعلقة