[c1]التعليـم :[/c]ظل التعليم هدفا رئيسا من الأهداف التي سعى الملك عبد العزيز و أبناؤه من بعده على تحقيقها لأبناء المملكة و محاولة تعميمه مجانا لأهل هذه البلاد ، و قد أدرك قادة المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز حتى الوقت الحاضر أن تعليـم أبناء المملكة و بناتها هو الثروة الحقيقية والدعامة الأساسية لبناء دولة قوية مسلمة عصرية .وقد تطور التعليم تدريجيا حسب إمكانات البلاد الاقتصادية و البشرية ، و لكنه خطا خطوته الواعدة منذ تولى الأمير فهد بن عبد العزيز أول وزارة للمعارف في المملكة ، وقتها بدأت تظهر ملامح السياسة التعليمية وأسسها التي كانت النواة للنهضة التعليمية المذهلة التي نعيشها في هذا الوقت ، و يقوم التعليم في المملكة على العديد من الأسس العامة والتي نخص أهمها بما يلي :توكيد التوجه الإسلامي الصحيح للتعليم ،وإبراز القيم الإسلامية ، توكيد التعليم على الإيمان بالله ربا و بالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه و سلم رسولا و نبيا ، التطور الإسلامي للكون و الإنسان و الحياة وأن الكون كله خاضع لمشيئة الله تعالى ، الحياة الدنيا مرحلة إنتاج و عمل يستثمر فيها المسلم طاقاته عن إيمان وهدى للحياة الأبدية الخالدة في الدار الآخرة ، الرسالة المحمدية هي المنهاج الأقوم للحياة الفاضلة ، العمل بالقيم العليا التي جاء بها الإسلام لقيـام حضارة إنسانية راشدة ، الإيمان بالكرامة الإنسانية التي قررها القـران الكريم.تهيئـة الفرص أمـام الطالب و الطالبة للإسهام في تنمية و تطور المجتمع الذي يعيش فيـه .الإفادة من التنمية التي شارك فيها ، تقرير حق الفتاة في التعليم بما يلائم فطرتها ويعدها لمهمتها في الحياة على أن يتم ذلك بحشمة ووقار .كما تتضمن سياسة التعليم أسساً مهمة أخرى تتلخص في تنمية روح الولاء لشريعة الإسلام - النصيحة لكتاب الله وسنة رسوله بصيانتهما ورعاية حفظهما وتعهد علومهما و العمل بما جاء فيهما ، تربية المواطن المؤمن ليكون لبنة صالحة في بناء أمته و يشعر بمسؤليته لخدمة بلاده و الدفاع عنها .[c1]الاستقرار:[/c]من الحقائق البديهية المسلم بها أن الأمن و التنمية صنوان لا يفترقان ، فكما يقال : لا تنمية بدون استقرار ولا استقرار بدون أمن ، و قد تنبهت المملكة العربية السعودية لهذه الحقيقة منذ بدايات إنشائها ـ و لقد أولت المملكة هذه المسألة جل اهتمامها ممثلة في وزارة الداخلية التي تضطلع بالدور الأساسي و الرئيسي في حفظ الأمن و العمل على تعميمه و المحافظة على راحة وطمأنينة المواطنين و المقيمين ، و قد تضافرت العديد من العوامل التي أسهمت فيما وصلت إليه من أمن و استقرار يضرب به المثل ، و من هذه العوامل : حرص المملكة ممثلة في قياداتها منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز و حتى عهد خادم الحرمين الشريفين على تطبيق الشريعة شريعة الله و أحكامها خاصة ما يتعلق منها بالمسائل الجنائية و الحزم في ذلك مما أدى إلى تقليل دوافع الانحراف و الجريمة ، و أشعر المارقين و العابثين بصرامة التطبيق في الأحكام الشرعية .[c1]الاتصالات:[/c]أولت الدولة اهتماما خاصا لقطاع الاتصالات فكان أحد أهداف خطط الدولة التنموية ، و قد نفذت وزارة البريد و البرق و الهاتف مشروعات ضخمة في هذا المجال فارتبطت المملكة بالعالم عن طريق الأقمار الاصطناعية أو الكوابل البحرية و المحورية ، كما أنشأت الوزارة مركزا للمعلومات الهاتفية يعمل بواسطة الحاسب الآلي مقره الرياض ، و قد تطورت خدمة الاتصالات خاصة في المدن الكبيرة ففي الرياض مثلا يوجد ( 17) مقسما للهاتـف الآلي أكثر من (2.5) مـليون خـط ، إضافة إلى هواتف العملة و خطوطها ـ وأولت الدولة الخدمة الهاتفية اهتماماً واضحا في مكة المكرمة ، حيث مئات الآلاف من الحجاج و العمار الذين يفدون إلى المدينة المقدسة في موسم الحج و العمرة فعممت بها الخدمة الهاتفية و أنشأت مئات من هواتف العملة في المدينة و في المشاعر . هذا إضافة إلى شبكات الهاتف الجوال التي بلغ عدد خطوطها ما يقارب الخمسة ملايين.[c1]تحلية المياه المالحة و تطورها:[/c]كان توفير المياه الصالحة للشرب يشكل معضلة رئيسة في جزيرة العرب قبل العهد السعودي الزاهر ، و قد تحسنت خدمات المياه في عهد الملك عبد العزيز و ابنه الملك سعود ، حيث تمكنت الدولة من مواجهة المشكلة بعدة وسائل كحفر الآبار الارتوازية ، و تجميع مياه العيون في بعض الأودية و نقلها إلى المدن ، و لكن مع زيادة النمو السكاني و العمراني في المملكة كانت الوسائل السابقة غير مجدية، لذا بدأت المملكة العربية السعودية في الأخذ بأحدث أساليب تنقية المياه المالحة و هو تحويل مياه البحر إلى مياه عذبة فأنشئت عام 1389هـ محطتين لذلك في الوجه و ضبا على ساحل البحر الأحمر . و نتيجة لنجاح هذه المحطات تم إنشاء محطة لتحلية المياه في جدة عام 1390هـ / 1970م .[c1]الرياضة و الثقافة : [/c]تولى المملكة اهتمام كبيرا بالرياضة و الشباب و النشاط الثقافي بكل أنواعه ، لذا أنشئت الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي تطورت من مديرية عام 1394هـ / 1974م لتتولى المسؤولية عن النشاطات الرياضية و الاجتماعية و الثقافية ، و قد شهدت الرياضة السعودية تطورا باهرا في عهد خادم الحرمين الشريفين و حققت نجاحا كبيرة خاصة كرة القدم السعودية حيث حصلت على كأس أمم آسيا (3) مرات ( 1984ـ 1988 ـ 1996 ) لذا فقد امتلكت الكأس إلى الأبد . كما حصل منتخب المملكة للشباب على كأس العالم للشباب عـام 1989م ، و قد حصلت أيضا على كأس دورة الخليج لعام 1996م .وأذهل فريق المملكة المراقبين في مسابقة كأس العالم عام 1994م بالرغم من وصوله البطولة لأول مرة فقد قدم مستوى باهرا صعد به الفريق إلى دور أل 16 .و في المجال الفني و الثقافي فقد حققت الرئاسة العامة لرعاية الشباب نجاحا ملموسا ، فقد أنشئت الأندية الأدبية التي يبلغ عددها حاليا (12) ناديا ، كما أنشئت الجمعية العربية السعودية للثقافة و الفنون التي لها (8) فروع في مدن المملكة . و تحرص الدولة على تشجيع الحركة الثقافية حيث تقيم معظم المناطق ( الإمارات ) الآن جائزة للتفوق العلمي مثل جائزة الأمير محمد بن فهد و غيرها من الجوائز المماثلة خاصة في الرياض و أبها و الباحة و مكة المكرمة و تبوك و غيرها من المناطق .أما المهرجانات الثقافية و التراثية فيأتي في مقدمتها المهرجان الوطني للتراث و الثقافة و المعروف بالجنادرية ، الذي تطور من سباق للهجن إلى مؤسسة ثقافية متميزة تستقطب كل عام نخبة من المفكرين و المثقفين من العالم العربي و الإسلامي و الغربي ليتناقشوا في المسائل الثقافية المعاصرة.
المملكة العربية السعودية بين الأمس واليوم 2 - 2
أخبار متعلقة