فايز عبدالجواد ((ما هكذا تورد الإبل)) وليس من المنطق أن نوهم أنفسنا بما ليس له وجود .. وليس من الوطنية أن نتهم بعضنا تصريحاً أو تلميحاً بالعمالة لإسرائيل لأنه ليس شرطاً لأحد ما تدعيه .. وهنا أريد أن أؤكد على مايلي:أولاً : إن حركة فتح التي كانت تشكل الحكومة التي سبقت حكومة حماس هي من سلمتكم السلطة على شاشات التلفزة وهي من كانت بيدها سلطة الإعداد والإشراف والفرز للانتخابات ونتائجها.ثانياً : إن من ناضل من أجل إيجاد قبول دولي لدخولكم العملية الانتخابية والسلطة هو فخامة السيد الرئيس / محمود عباس أبو مازن.ثالثاً : أنتم دخلتم العملية الانتخابية تحت مظلة أوسلو وكنتم تعلمون ما هي استحقاقاتها.رابعاً : انقلبتم على السلطة وأنفسكم لأنكم كنتم في حكومة الوحدة الوطنية تنفيذاً لأجندات تعلمونها جيداً تحت ذريعة أنكم تريدون المقاومة وأبو مازن والسلطة يمنعونكم وتيار دايتون وما شابه ذلك من افتراءات .. فإذا بكم اليوم تقدمون على تهدئة مع الاحتلال تدعونها انتصاراً عظيماً وهي ليست كذلك.لأن الاتفاق تم بشروط إسرائيل وليس بشروطكم والدليل على ذلك:أولاً : الاتفاق محصور في غزة واستثنى الضفة لمدة ستة أشهر .. وهذه ثغرة كبيرة حرص الاحتلال عليها لتثبيت الفصل بين الضفة وغزة بمعنى أن له الحق بممارسة القتل في الضفة وعليكم منع الفصائل من الرد عليها في غزة وهذا ما حدث بالفعل ووصفتم من يرد بالصواريخ بأنها خيانة وعمالة للاحتلال وحصلتم على امتداح أولمرت وباراك لكم على هذا الإنجاز العظيم والتطابق في الرؤى مع الجانب الإسرائيلي.ثانياً : الاتفاق لم يتضمن رفعاً كلياً للحصار وإنما رفعاً تدريجياً وتحديداً كم يتضمن فتح معبر رفح الذي سيكون محل مفاوضات ستحسم هي فيما إذا سيتم فتحه أم لا وعلى أساس اتفاق المعابر وبالتالي أنتم ما زلتم محكومين بمزاجية الاحتلال في ذلك.ثالثاً : اتفاق التهدئة لم يشمل آليات رقابة فعالة من طرف ثالث ما يعني أنه اتفاق في مهب الريح.وبالتالي علينا لكي نصل إلى أهدافنا أن نكون صادقين مع أنفسنا وألا نقع في أوحال الكذب الممجوج الذي للأسف كما يقول المثل كلما دق الكوز في الجرة اتهمت الآخرين بالخيانة والعمالة.وللأسف الشديد الحقيقة أنكم هللتم لهذا الاتفاق لا لكونه كما يدعي البعض انتصاراً أو تخفيفاً لمعاناة شعبنا بل لأنكم اعتبرتموه انتصاراً لانقلابكم وأنه ترسيخ للأمر الواقع وهذه هي الطامة الكبرى لأن إسرائيل هي نفسها تسعى لتكريس الانفصال والاستفراد بالشعب الفلسطيني سواء في الضفة المحاصرة بالجدران أو في غزة التي عجزتم عن تأمين حبة الدواء لها إلا عبر وسطاء عند الاحتلال الذي تدعون أنكم أجبرتموه على الهدنة.ورغم ذلك فإننا مع التهدئة واستمرارها لا لترسيخ سلطة ولكن رأفة بهذا الشعب المسكين الرازح تحت نير القصف الإسرائيلي والجوع والمرض ورحمة الإنفاق التي استخدمت بجدارة لجلب الضرائب على بواباتها.وبدلاً من اتهام حكومة فياض التي نجحت حتى الآن بجلب المستثمرين إلى الضفة وتسعى من أجل تطهير الضفة من محدثي الفلتان الأمني وليس من المقاومين كما يدعي البعض بدلاً من اتهامها بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي لاجتثاث المقاومة وهي فرية سبق وأن اتهمهم بها الشهيد الراحل / ياسر عرفات عليكم أن تسعوا للوحدة الوطنية والقبول بالمبادرة اليمنية وتنفيذها لأنها هي الضمانة الوحيدة لنا ولكم لأن الفرق في حبائل الوهم سيبقينا في مهب الريح التي لا تبقي ولا تذر.[c1]* أمين سر حركة فتح إقليم اليمن[/c]
أخبار متعلقة