حدث وحديث
للعيد نكهة وفرحة .. وما بينهما بون شاسع، وأمل خائب فقد غالى المغالون في الأسعار .. وتقطعت بهم وبنا السبل، وصاروا هم كالوحوش، ونحن كالفرائس لانجاة لنا ولامنقذ إلا الله الذي بيده كل شيء، وهو قادر على كل شيء إنه تعالى ربنا سميع مجيب!والعيد الذي نفرح به كمسلمين ونتبادل فيه أطراف الحديث والتحايا والتهنئات .. صار اليوم يؤرقنا ويبعث فينا الحيرة .."50 ألفاً أو ثلاثين ألفاً" وكيف لأحدنا أن يفرح "وهو لم يجد له ـ على رأي أخواننا المصريين ـ مطرح".إن العيد فرحة ورحمة وتعاطف وخير وبركة .. لكن هناك من يحاول أن يجعله على غير ذلك، أو معظم هؤلاء المغالين يعلمون تمام العلم أن الناس محدودو الدخل ولاقدرة لهم على مواجهة الغلاء .. إذن .. كيف لإنسان أن يعيّد وهو حزين .. كيف له أن يفرح وهو لايملك حتى قيمة كيلو اللحمة الذي صار اليوم بـ "1800" ريال ؟ .. إذن أين هي الرحمة وهم هكذا يغالون .. حتى راس الكبش الذي كان يباع لوحده لمن يحب أن يتلذذ بأكله .. اليوم يقطع قطعاً صغيرة ويضاف إلى كيلو اللحمة.لقد كان العيد على مدى سنوات طوال عيد محبة ورحمة، عيد تعاطف وتآزر .. عيداً للغني والفقير .. لكن هذه السنة يبدو ـ والله أعلم ـ آن الغني اصر على أن يأكل الفقير .. بدل أن يدعمه بكل ما أوتي من خير وبركة .. وهي مصيبة أن تصل الأمور إلى هذا الحد .. فالعيد لايكون إلا فرحة للجميع، وكان الله في عونهم جميعاً .. فالغني المُقتدر سيجازيه الله على ذلك، والفقير المعسر سيكله الله من حيث لايعلم، لمن يرأف به ويحسن إليه..اليوم يذهب الناس إلى المعايدة وكلهم فرحة .. إلا من هم في صحة متعبة وجيوب فاضية .. لكن رحمة الله ورأفته بهم سوف تعوضهم ما فات عليهم وما غالى به الأغنياء الذين صاروا هذه الأيام لايأبهون لشيء .. وكأنهم خالدون، والخلود والبقاء لله سبحانه وتعالى .. وهكذا هو الكمال ايضاً له وحده!عيد بأية حال عدت يا عيد .. وبقية البيت الشعري يمكن للقارئ أن يكملها على كيفه وعلى مزاجه، ومعذرة "بعد ذلك" للمتنبي ثم لأبي الشعراء الشاعر محمد محمود الزبيري، أن نحن حرفنا ذلك أو حورناه ..وعيد مبارك سعيد على كل الناس الطيبين .. ورحم الله الناس الذين اختارهم الله إليه قبل العيد، ورحم من هم في هذه الحياة أيضاً ..وكل عام وأنتم ونحن بخير