صنعاء/ذويزن مخشفتواصل صحيفة "14أكتوبر" لليوم الثاني على التوالي رصدها للأحاديث والقراءات التحليلية لبعض المشاركين في مؤتمر "الديمقراطية والإصلاح السياسي وحرية التعبير" بالمنطقة العربية الذي انعقد في صنعاء على مدى اليومين وقد خصصت للتعرف والإطلاع على الرأي العلمي والنظرة العامة لتلك الإصلاحات التي يطرحها الغرب على دول المنطقة فإلى هذه المتابعة.- يقول الدكتور عبد العزيز المقالح الشاعر والأديب اليمني الكبير في الوطن العربي لا تزال حرية التعبير من وجهة نظري وعدا لم يتشكل في الواقع وبالتالي فالحديث عنها "ضرب من الحلم والأمل والظن الحسن لكن هذا لا يمنع من أن نتصورها كما يطيب لأحلامنا ان تتخيلها فنراها مسئولية أكثر منها حقا لما يتبع وجودها من واجب احترام الآخر ومرهفة حدود حرية الذات التي تبدأ عندها حرية الآخرين. وكيفية التصرف بهذه الحرية بما لا يجعلها مبررا للهدوان ومصادرة الآخر وحقه في ممارسة حريته لاسيما في مثل أوضاعنا العربية التي يفتقد فيها الفرد إلى الوعي المطلوب لممارسة هذه الحرية إذ يحول دون تشكل هذا الوعي الضروري للحرية بل لعله شرط أساسي لها ما ورثناه من جهل وعسف وقمع ومركزية السلطات والمؤسسات وطرق الإنتاج والعمل وأشكال الفكر ومستوى التعليم وسواها.. لعلها كلها كانت ولا تزال حائلا لوجود هذا الوعي الذي نراه يكمل شرط الحرية ولا نتخيل وجودها بدونه"...ولفت المقالح في حديثه للضرورة التنبه بأنه "ولا ننسي أن المسئولية في الوطن العربي بطوله وعرضه ومنذ قرون تعد واحدة من الفرائض الغالية لأسباب كثيرة منها وأهمها غياب الحرية وعدم ممارسة التفكير النقدي الحر والاكتفاء بإلقاء المسئولية على عاتق صاحب النظام الذي تحمل عن الناس جميعا تسيير السلطة بمفرده وتحمل ما يتبعها من مسئوليات. وهذا ما جل البعض يرى أن وقتا طويلا سوف يمر قبل أن يبدأ الإنسان العربي وليد هذا التكوين الاجتماعي الخاص يشعر بأهمية أفعاله وضرورة أن يتحمل مسئولية نتائجها سلبا وإيجابا".وخلص الشاعر والأديب اليمني الكبير المقالح رؤيته بأهمية حرية التعبير في الدول العربية من خلال الاستنتاج بتجربته في مجال الاهتمام في الكتابة الشعرية لعدة عقود مضت فقال "أدركنا أن لغة الحوار وكيفية إيصال الرأي جزء هام من خطاب الحرية ذاتها إذ لا ندري كيف نصف أو نفهم بعض ما يكتب باسم الحرية وتحت إشهارها وهو يفتقر إلى أبسط لوازم احترام الآخر فضلا عن رأيه وفكره. ولا يخفى الدافع وراء مثل هذه اللغة المتسترة بوهم الحرية فهو يتركز في تقديس الذات وافتراض الصواب فيها دائما. وفي افتراض الأخر خصما يستحق الإلغاء والمحو ثم تأتي الحرية لتكون بعد ذلك مجرد غطاء لتلك الممارسات".وأضاف المقالح قائلاً "وفي مناخ كهذا لا غرابة أن يسود الابتذال والإسفاف في استخدام حرية التعبير من قبل أشخاص لا يملكون المقومات الأساسية للوعي بمعنى الحرية ولا تصدر كتاباتهم عن بصيرة وفهم عميق لما يجري أو تزلق من رؤى سديدة ومفيدة في تشخيص الأوضاع ونقدها موضوعيا.ويبقى الأمل في أن نعي جميعا أن من لوازم حريتنا وجود حرية الآخر وأن من جماليات الحرية التعبير عنها برقي وسمو بوصفها من الأحلام الجميلة الموعدة".[c1]المجتمع المدني في اليمن نموذج[/c]- دكتورة ابتسام الكتبي أستاذة العلوم السياسية بجامعة ابوظبي وهي مشاركة ضمن وفد دولة الإمارات العربية المتحدة فقد تصورت نظرة الإصلاحات التي تدعو إليها الدول الغربية أنها حسبما اعتقدت في البداية إنها كمشروع للدول لا يوجد فيه ما يعيب وقالت مضيفة "هو أساسا الإصلاح نضوج الشروط الداخلية للعامل الخارجي يمكن يكون عاملاً مساعداً إذا كان فعلا لديه الرغبة الحقيقية في نقل المجتمعات إلى مجتمعات تمثل ديمقراطيات حقيقية وليس من باب تحسين شكل الحكم".. وأضافت الكتبي تقول "الحاصل إن الخارج ليس لديه رغبه حقيقية في الديمقراطية ما عنده رغبه في تحسين شكل الحكم القائم يعني نوعاً من الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد لكن لا توجد رغبة حقيقية في قيام ديمقراطية تؤدي إلى إحلال نخب جديدة محل النخب الحالية لان هذا معناه أن تصل إلى الحكم قوى لا تتوافق مع الأجندة الخارجية مع المصالح الخارجية وبالتالي إشكالية الخارج هي تكمن في هذه المعضلة انه يريد ديمقراطية تتوافق مع مصالحه بحيث لا تخرج عن حدود الدور المرسوم له".وسئلت الكتبي من الصحيفة أيضا حول ماذا كان هناك إصلاحات أوجدتها فعلا الدول العربية حاليا فقالت "في الحقيقة يوجد نوع من الانفتاح السياسي المحدود بالدول العربية لكن لم يصل إلى درجة إصلاحات حقيقية.. وأيضا هناك نسبة وتناسب يمكن المغرب تختلف عن دول أخرى في المنطقة وبالتالي ما حدث لا أستطيع الزعم انه في إصلاح حقيقي هو الذي حدث تحسين لأشكال الحكم".وأكدت أستاذة العلوم السياسية الإماراتية ابتسام الكتبي أنه مع استضافة اليمن لهذا المؤتمر الذي يناقش توجهات من الإصلاحات ولغايات هادفة فإنه يمكن القول إن اليمن تميز على نحو هذا المسار قائلة "من ناحية المجتمع المدني". وتابعت قولها "لا استطيع زعم انه قوي كل القوة ولكن بمقارنة مع دول في شبه الجزيرة العربية لايوجد نوع من المستوى السياسي أكثر من دول مجاوره. يوجد نوع من الحراك في المجتمع المدني اليمني بشكل اكبر من الدول المجاورة".[c1]تأييد مع الانتباه[/c]- ومن جانبه يرى الكاتب والصحفي اللبناني المعروف خير الله خير الله أن الإصلاحات الخارجية ضرورية لكل بلد لكنه استدرك قائلا: على الدول الغربية إن تأخذ بعين الاعتبار وضع هذه البلدان في مسألة الإصلاحات.وقال خير الله "نظرتنا للإصلاحات من الخارج ضرورية ولكن على هذه الإصلاحات أن تأخذ الخصائص المتعلقة بكل بلد. لا يمكن أن تكون الإصلاحات تنطبق على بلد ولا تنطبق على آخر. فعلى سبيل المثال الإسراع بهذه الإصلاحات يضرب الاستقرار فإذا أخذنا العراق نموذجا فما حصل في العراق هناك كلام كبير عن الإصلاحات في العراق على أنه (العراق) سيكون نموذجا في المنطقة ولكن تبين إن الكلام عن الإصلاحات شيء والوضع العراقي الذي نراه امامنا حاليا شيء آخر". وأضاف يقول "أنا أؤيد الإصلاحات التي تدعو إليها الدول الغربية.. والانفتاح على هذه الإصلاحات بكل بساطة وان لا نخشى من هذه الإصلاحات ويجب على هذه الإصلاحات أيضا أن تراعي كل دوله منفرده". وعن خطوات اليمن التي قطعتها في مجال الإصلاحات الديمقراطية والسياسية قال الكاتب السياسي اللبناني خير الله خير الله "اليمن دخلت في عملية إصلاحية منذ فترة طويلة منذ تحقيق الوحدة حيث حل النهج الديمقراطي والتعددية الحزبية في هذه الدولة".واعتبر المحلل السياسي اللبناني إن على اليمن ليمضي أكثر في تطورات تلك الإصلاحات التي يسير بها عليه التركيز على معالجات مهمة في قضية الإصلاحات والقضايا الداخلية في اليمن .وقال خير الله هناك أمران رئيسيان يجب على اليمن النظر إليهما وهما مشكلة "النمو السكاني الكبير جدا الذي يؤثر كثيرا على أي عملية تنمية بالبلد.. والأخر إعادة البرامج التعليمية بمعنى تؤدي إلى رفع مستوى التعليم في البلد"..وأضاف قائلا "اعتقد أن التقبل لهذه الإصلاحات ولاستمرار في هذه الإصلاحات يجب أن تكون هناك قاعدة قوية في البلد وهذه القاعدة القوية لا يمكن أن تقوم من دون تنمية حقيقة فالتفجر السكاني احد العوامل تلك مع ضرورة وضع أسس جديدة للتعليم أكثر تطورا".
مشاركون في مؤتمر صنعاء للديمقراطية والإصلاح السياسي وحرية التعبير يتحدثون لصحيفة "14 أكتوبر"
أخبار متعلقة