مخطئ من يظن أنه مثلما اتفق العالم اجمع على تحديد الثامن من مارس يوما عالميا للمرأة فانه اتفق كذلك على أن يكون (21 ) مارس عيداً للأم ، فعلى الرغم من أن جميع دول العالم تحتفل بعيد الأم إلا أن لكل دولة تاريخا معينا تحتفل به تبعا لأساطير دينية تؤمن بها أو لفصول سنة تتبعها وإن كنا الآن لسنا في صدد الحديث عن تفاصيل أسباب ذلك الاختلاف.نحن في اليمن لا ادري منذ متى بدأنا نحتفل بهذه المناسبة ولكننا اخترنا الاحتفال بعيد الأم في (21) مارس مثلما تفعل بعض الدول التي يأتي اختيارها لهذا اليوم ليكون متزامنا مع بداية فصل الربيع وما يحمله هذا الفصل من جمال وعطاء . من هذا المنطلق فإن هناك جماعة تفضل الاحتفال بهذا اليوم، وعلى الرغم من اختلاف طريقة كل شخص في الاحتفال بهذا اليوم ونوعية وقيمة الهدية التي يقدمها للأم إلا أنهم مجمعون على وجوب الاحتفال بهذه المناسبة، في مقابل ذلك نجد آخرين يرفضون جملة وتفصيلا فكرة تخصيص يوم للاحتفال بعيد الأم ويعتبرون ذلك بدعة وتقليداً أعمى للغرب لان الإسلام لا يعرف سوى عيدين هما:الفطر والأضحى، وان ديننا الإسلامي يلزمنا باحترام أمهاتنا طوال حياتنا وليس في يوم واحد فقط و أصحاب هذه الجماعة يسعون إلى إقناع الآخرين بوجهة نظرهم تلك الداعية إلى ضرورة التخلي عن الاحتفال بعيد الأم .بالنسبة لي لا أظن أن تخصيص يوم للاحتفال بالأمهات فكرة خاطئة بل اعتبرها مناسبة لأن ينسى الأبناء مشاغل الحياة ويبادروا إلى التعبير عن مشاعرهم نحو هذه المخلوقة أو تلك التي ربت وتعبت وإن كان ذلك لايعني أن علينا أن ننسى تضحيات الأمهات أو البر بهن وأن نتذكرهن في عيدهن فقط وإنما أن تكون أمهاتنا هن أول ما يخطر بأذهاننا في ذلك اليوم وليس أعمالنا ، ومع ذلك فإني اتفق مع رأي تلك الجماعة التي تقول إن ديننا الإسلامي يحثنا على احترام أمهاتنا، بل وأزيد على ذلك أن كل الأديان السماوية رفعت من شأن الأم، بل سأوافقكم وأقول أن الاحتفال بعيد الأم بدعة وتقليد للغرب إذاً دعونا نعمل على ابتكار عيد للأم خاص بنا نحن المسلمين ولا نقلد فيه احداً وليكن مثلاً مرة في الشهر يلئتم فيه الأبناء حول أمهاتهم وإلا فأني سأجد نفسي مضطرة لسؤالهم لماذا تحاربون أولئك الذين يحرصون على الاحتفال بأمهاتهم وتعتبرون ما يقومون به لايمت للدين بصلة؟؟ وان كنتم تحرصون -حقاً- على وضع الأمهات في مكانة عالية فلماذا لاتوجهون نصائحكم تلك إلى الأبناء العاقين!؟ الذين يسيئون معاملة أمهاتهم ويرمون بهم في دور المسنين أو يدفعون بهم إلى التسول لأنهم عجزوا عن الإنفاق عليهم حتى أن الواحد منا يشعر بالخجل ويتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه بدلا من رؤية امرأة مسنة تفترش الشارع منتظرة أن يرمي إليها المارة بقطعة نقود أو أن تقترب منك وتسألك والعبرة تخنقها والحياء يرتسم على ملامحها ودمعتها على طرف عينيها .ألا تدفعنا رؤية ذلك المنظر إلى التحسر على الزمن الذي نعيش فيه ونحن نرى النساء المسنات يتسولن وهن في أرذل العمر،لأنه ليس هناك من يرعاهن ويوفر لهن احتياجاتهن ، أم انه أصبح قدر الأم في مجتمعنا أن تعيش في شقاء دائم منذ لحظة الميلاد حتى الوفاة.ختاماً أقول: يامن تنادون بتقديم فروض الطاعة والولاء للأمهات على مدار العام وتنصحون المحتفلين بعيد الأم بالتخلي عن هذه البدعة -بحسب رأيكم- لماذا لاتوجهون نصائحكم تلك للأبناء العائقين للبر بأمهاتهم؟؟ لماذا لاتتحركون وتقدمون شيئا لأولئك النسوة وتدعون المجتمع إلى التآزر والتعاضد معكم في ذلك ؟ فلا أظن أن دعوة مثل تلك ستجابه بالرفض .
أخبار متعلقة