المعهد الدبلوماسي اليمني
صنعاء/فريد محسن علي:قرار قيادة وزارة الخارجية في إنتقاء الكادر للتمثيل الدبلوماسي كان قراراً صحيحاً وعلمياً في نفس الوقت ،فالدبلوماسي إذا لم يكن ملماً بقواعد المهنة وأصولها وغاياتها ويملك مواصفات المهنة والتي من أهمها الثقافة الواسعة والاطلاع المستمر،فلا يستحق أن نطلق عليه صفة الدبلوماسي،فالعمل في السلك الدبلوماسي يجب أن يعتمد على المؤهلات المقنعة.وماعدا ذلك لايعدو الأمر كونه إرضاء لفلان أو علان من الناس في الوسط القيادي أو لبيت من البيوتات الكبيرة،والوساطة في العمل الدبلوماسي تعني الفشل وتشويه سمعة البلد من أفراد لايجيدون حتى كتابة تقرير،ولايحاولون تطوير أنفسهم من خلال الاطلاع والمعرفة،عموماً غير الناجح هو من يمثل بلده خير تمثيل وهو الذي يحسن ترجمة سياسة وطنه.فالكفاءة وحسن الاختيار تظل مسئولية كبيرة تتحملها القيادة.فقد جاءت فكرة إنشاء المعهد الدبلوماسي اليمني ضرورة ملحة تتطلبها الحاجة لتأهيل الكادر الدبلوماسي ويتحدث السفير د.علي مثنى حسن عميد المعهد الدبلوماسي اليمني عن أهمية المعهد والنشاط الجاري فيه قائلاً:العمل الدبلوماسي بحاجة إلى تأهيل مستمر ومتواصل،ولتطوير الاداء الدبلوماسي كان لابد من إنشاء صرح علمي متخصص تابع لوزارة الخارجية يقوم بتدريب كوادر وزارة الخارجية،وقد صدر قرار التأسيس في فترة التسعينات بعد قيام الوحدة اليمنية،إلا أن المعهد بدأ نشاطه فعلياً في عام 2001م،ومازلنا في إنتظار القرار الجمهوري،وتم مؤخراً مناقشة القرار بمجلس الوزراء ، ولأن المعهد يؤدي دوراً مهماً في مجال تأهيل وتدريب الكوادر بمختلف المجالات فإننا نأمل من قيادتنا السياسية الاسراع في صدور القرار.والمعهد بطبيعة الحال في إطار خطة عامة لوزارة الخارجية ، ووفقاً لتعليمات قيادة الوزارة، وضمن توجيهات فخامة الرئىس/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهو رية (حفظه الله). تهدف إلى الارتقاء بمستوى الأداء للعاملين في السلك الدبلوماسي،وتحقيق تلك الأهداف مرتبط أساساً بتوفر الكادر الدبلوماسي الذي يحتاج إلى المؤهلات الضرورية التي تتطلبها الدبلوماسية المعاصرة.ويتم التأهيل في المجالات الدبلوماسية والسياسية وبالأخص للملتحقين الجدد بالوزارة ويحصل الدارس في المعهد على شهادة كشرط اساس،وحتى اللحظة لم نصل بعد إلى إتفاق مع الاكاديميين على تسمية الشهادة والصيغة المناسبة لتسميتها.كما ينظم المعهد دورات انعاشية قصيرة لكوادر الوزارة المعنيين في بعثاتنا للخارج وتهدف هذه الدورات إلى تمكين المبعوثين من الالتقاء بقيادة الوزارة وبعض القيادات من الوزارات والمؤسسات ذات الصلة للتزود بالنصائح والمعلومات المرتبطة بعملهم في السلك الدبلوماسي.[c1]الإنجليزية والفرنسية[/c]هناك قسم خاص باللغات،وقسم للغة الفرنسية،أفتتح في نوفمبر من العام المنصرم، وتجري عقد دورات للغة الانجليزية،ولدينا برامج انعاشية للعاملين بسفاراتنا في الخارج وتعقد سنوياً وهي من اسبوعين إلى ثلاث أسابيع،ودورات أخرى للسفراء المعنيين يلتقون فيها بمسئولين في كبار الدولة،ويطلعون على مختلف الانشطة وعمل مؤسسات الدولة.وللمعهد أنشطة تتعلق بمعاهد الدبلوماسية العربية والاجنبية ومراكز الابحاث.ومن أهدافنا في المستقبل فتح أبواب المعهد لجميع موظفي الدولة العاملين في مجال العلاقات الخارجية لتلقي دورات تأهيلية قصيرة في مجالات محددة.[c1]إلقاء الكلمات ومهارات التعامل[/c]ويضيف الدكتور/مثنى أن الملتحقين حققوا تقدماً ممتازاً فيما يخص اللغة الفرنسية ، واستفاد الدارسون من المواد المتنوعة في الدبلوماسية والعلوم السياسية والقانونية ومرتكزات سياسة بلادنا الخارجية وتقنيات كتابة التقارير ومهارات التعامل في السلك الخارجي والاتيكيت،والمحاضرون هم في الغالب من كوادر وزارة الخارجية ذوي الخبرات والمؤهلين ومن الاساتذة والاكاديميين الذين لديهم باع طويل في تخصصاتهم.وقد أدخلنا في برنامج المعهد مواد تتعلق بمهارات إلقاء الكلمات ومهارات التعامل مع الاعلام،ومواد تتعلق بالمام الدارس بالتراث والثقافة اليمنية، والدبلوماسي ينبغي أن يكون ملماً بالجوانب السياسية والقانونية والدبلوماسية ومهارات التعامل مع هذه المهمة الحساسة والتي تعتبر واجهة الدولة.وبالنسبة للمنهج نستعين بمناهج المعاهد المتخصصة في بلادنا،وما يخص مناهج الكمبيوتر أيضاً نستعين بمناهج المعاهد نفسها، ونحاول البحث عن الأفضل خاصة عند تدريس المواد السياسية والقنصلية والدبلوماسية والقانونية،ولايمنع بأن نأخذ ونستفيذ كذلك من مناهج المعاهد الدبلوماسية العربية والاجنبية والتي سبقتنا في هذا المجال وهي مواكبة لمتطلبات العصر الراهن.[c1]العقلية المتفتحة[/c]أدخلنا بعض التعديلات على سياسة المعهد وكلها تطويرية،حيث أصبحنا نعتمد على إمكانيات وقدرات دبلوماسيينا المتقاعدين والذين لايزالون في الخدمة الفعلية،ويمكن في بعض القضايا نستعين بكفاءات وخبرات من الخارج،ولأن رسالة المعهد تكمن في إتاحة الفرصة لكوادر الخارجية في التواصل مع مختلف المدارس السياسية والفكرية لتكوين العقلية المتفتحة القادرة على فهم مختلف التيارات الفكرية والسياسية.وإنشاء المعهد الدبلوماسي اليمني يستجيب اليوم لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية الرامية إلى تطوير وتفعيل أداء الدبلوماسية اليمنية والرفع من مستوى الكادر الدبلوماسي بمختلف المجالات ليصبح قادراً على تحمل مسئولياته بكفاءة وتميز.[c1]منتدى المعاهد الدبلوماسية[/c]للمعهد علاقات مشابهة مع عدد من المعاهد الدبلوماسية العربية والاجنبية،وأصبح عضواً في منتدى المعاهد الدبلوماسية العربية ويشارك في اللقاءات السنوية لهذا المنتدى،وكانت آخر مشاركة لنا لقاء في المنتدى الذي دعا اليه المعهد الدبلوماسي السعودي في نوفمبر 2005م في الرياض،ونسعى للاشتراك في المنتدي الدولي للمعاهد الدبلوماسية،ونسعى إلى تفعيل وتنشيط حضورنا وإتصالاتنا بالمعاهد الدبلوماسية ومراكز الدراسات في جميع أنحاء العالم، وتتمحور أوجه التعاون في الاستفادة من تجارب وبرامج تلك المعاهد والاستفادة من برامج التأهيل وتبادل الاصدارات.