د.زينب حزامتعاني السينما الفنية اليمنية - كفن وصناعة وتجارة - من مشاكل كثيرة..أهمها نقص الدعم المادي من فبل الدولة وأكثرها على السينما الوثائقية، إضافة إلى قلة دور العرض السينمائي في معظم المحافظات اليمنية وتحويل دور العروض السينمائية في عدن إلى محلات تجارية..ونحن هنا لا نستطيع القول إننا لا نملك السينما اليمنية ولكنها موجودة بمستوى غير مقبول،المعدات الفنية المستهلكة والتي لم تعد تواكب التقدم التكنولوجي في مجال صناعة السينما، ارتفاع اسعار التذاكر في مجال صناعة السينما، تكرار أفلام في موضوعها وافتقارها إلى نصوص جيدة وجديدة..وعدم مواكبتها لمناقشة قضايا المجتمع اليمني المستحدثة..اعتمادها على الجهود الفردية لبعض الشباب اليمني الدارسين في الخارج والمتخصصين في مجال الإنتاج السينمائي،والاعتماد على عدد محدود من الممثلين والممثلات وإهمال ذوي المواهب الجادة في مجال التمثيل،ما أصاب المشاهد بالممل وغياب دور الدولة ومساهمتها في عدم بناء دور السينما والمسرح وتشجيع مهنة التمثيل والعمل السينمائي،إضافة إلى الأسباب السابقة،نشوء أزمة سينما ومسرح في اليمن،وغياب الإعلام الفني في معظم الصحف والمجلات المحلية،وإخفاق الجهاز الإعلامي في إيصال المعلومات عن الفنون المسرحية والسينمائية إلى المشاهد،وإلقاء الضوء على الجوانب الإيجابية والسلبية للأفلام المنتجة محلياً ومنها الأفلام الوثائقية وتشجيع استيراد ألأفلام السينمائية المستوردة من الدول العربية والأجنبية..وعدم تشجيع كتاب ومبدعي القصص وسيناريوهات الأفلام من المبدعين اليمنيين.
المخرج عقبي
وفي ضوء ما تقدم،أصبح النقد السينمائي في الصحف المحلية أحد أسباب غياب السينما،حيث تنشر بعض الصحف المحلية تكفير العمل السينمائي من مسرح وسينما يؤدي إلى عزوف الممثلين عن هذا المجال وانصرافهم إلى أعمال أخرى.وهناك عدد لا يستهان به من الأفلام والمسلسلات المصرية التي تناولت قضية المرأة العربية، وأظهرت وبدأت دور المرأة الصحفية في المجتمع العربي لمكافحة العنف ضد المرأة والطفل وأحياناً تبدو هذه الظاهرة وكأنها من قبيل الموضة أو الاتجاه العام وللمرأة الصحفية دور هام،في المجتمع العربي بشكل عام فهي تثير لدى العامة الكثير من التساؤلات فهي دائماً تبحث عن القضايا التي تمس المرأة من مشاكل الزواج المبكر والطلاق وتعدد الزوجات والهموم الاقتصادية التي تتعرض لها الأسرة العربية في جميع الدول العربية،منها ارتفاع الأسعار للمنازل التي تعتبر أساس الحياة الزوجية للشباب من ذوي الدخل المحدود،وقد لعبت الفنانة الكبيرة المصرية يسرى دوراً مميزاً في مسلسلها الرمضاني كصحفية تدافع عن حقوق أطفال الشوارع ومساهمة الصحافة في الدفاع عن هؤلاء الأبرياء الذين يقعون فريسة في أنياب الذئاب البشرية التي تستغل قوتها ونفوذها المالي في تجارة الأطفال وممارسة العنف ضدهم،وقد لعبت الفنانة يسرى كصحفية بارزة في مسلسلها الرمضاني حيث عالجت قضية أطفال الشوارع ودور الصحافة في إبراز هذه القضية،وكذلك قضية المرأة العربية المثقفة في مجال الصحافة وأساليب العنف التي تمارس ضد الصحفية العربية أو التقليل من شأن عملها رغم كفاءاتها العربية الصحفية،وجاء تقديمها على هوى المؤلفين والمخرجين وكتاب السيناريو متبايناً تبايناً شاسعاً،وجاء أيضاً هذا التقديم خطيراً وحساساً- بشكل- خاصة بعد أحدث في حرب العراق وراح ضحيتها أكثر من عشرين صحفياً وصحفية إضافة إلى تعرض بعض الصحفيات في بعض الدول العربية إلى أعمال العنف والمضايقات ما حول هذه الأحداث إلى أعمال سينمائية تعالج قضايا العنف التي تمارس ضد الصحفيين،فمن الممكن أن يؤثر هذا التقديم إذا كان خاطئاً أو مشوهاً على عدد لا يستهان به من المشاهدين قد يكون منهم أناس في أشد الحاجة إلى دعم الصحافة العربية في كشف معاناتهم وهمومهم في شتى مناحي الحياة.إن التفاعل بين السينما والصحافة له تأثيره على المجتمع،فالعمل الصحفي يعكس الأحداث العالمية ويقدم الأخبار بشكل يومي دون تلفيق أو مجاملة لأي جهة رسمية[c1]الدراما اليمنية والصحافة[/c]
المخرجة خديجة
وفي بلادنا قدمت الدراما اليمنية عدداً من المسلسلات،يبرز فيها دور الصحفي اليمني.وقد جاءت بقالب درامي إذاعي،ومع ألأسف أيضاً أن، الدراما اليمنية إلى حد ما قد نجحت في ربط هذه الصورة بالشكل الكاريكاتوري الساخر،مع العلم بأن الصحفي اليمني يتمتع بالقدرة والثقة والتعاطف مع مجتمعه،وتتوفر فيه الصفات الموضوعية والخبرة في تقديم قضايا المجتمع..بالطبع نحن لا نطالب الدراما اليمنية بتقليد أفلام السينما العربية ولكن نطالبها بأن تستند على أصول علمية،بمعنى أن تكون لها ركيزة صحيحة،فلا تسقط في دوامة الخطأ في تقديم صورة الصحفي أو المرأة الصحفية،مع الاهتمام بالموسيقى التصويرية التي كثيراً ما نرى إهمالها في المسلسلات الدرامية المحلية في بلادنا.أن الفنان اليمني خاصة في مجال الدراما المسرحية يحمل في داخله إنساناً حساساً يعشق تاريخ مجتمعه ويقدمه بقالب فني شيق ينال إعجاب المشاهد له.ومن خلال عملي الصحفي تعرفت على عدد من الفنانين في مجال المسرح والسينما الوثائقية والمخرجين والكتاب وتعرفت على مجموعة من الأسماء تمتلك موهبة الكتابة..وقد أبدعوا في هذا المجال وقدموا العديد من الأعمال الدرامية في الإذاعة والتلفزيون، وبإمكاننا الاستفادة منها وتحويلها إلى أعمال سينمائية والرفع من مستوى الفيلم السينمائي في مجالات الإخراج والقصة والسيناريو والإنتاج والتمثيل.وأتساءل هنا:هل ما حدث في السينما اليمنية حدث بالمصادفة كما يقول البعض،أما أن هناك من يسعى إلى عرقلة بناء السينما اليمنية؟،حقاً هناك من لا يملك الثقافة فعمد إلى تحويل دور السينما إلى محلات تجارية خاصة في مدينة عدن..ما أدى إلى ابتعاد الكتاب والأدباء عن كتابة السيناريو السينمائي..ومع هذا أنا لست معنية بقضية التفاؤل والتشاؤم في إعادة الاعتبار للسينما اليمنية، ولكن في رأيي أن الإنجاز الفني الحقيقي هو بجمال ذاته مصدر للتفاؤل والفرح في واقع ينقصه الكثير منها دعم فن كتابة النص المسرحي والسينمائي وإعادة بناء دور جديدة للسينما اليمنية المعاصرة.أن دور السينما والمسرح في اليمن تعاني من منتصف الثمانينات من نقص في التمويل،وإن ذلك جعل الممثل المسرحي يتجه نحو الدراما الإذاعية والتلفزيونية والسينما الوثائقية..وأما الرأسمال الوطني أصبح أكثر حذراً في الإنتاج السينمائي والمسرحي.سوى كان المعنى الحقيقي لهذه الأزمة هو قلة العروض المسرحية،ولا يوجد في الوقت الحاضر سواء الأعمال المسرحية للشباب من ذوي المواهب الفنية والتي أخذت الطابع التجاري على مسرح الهواء الطلق وقد حققت هذه المحاولات الشبابية المتحمسة نجاحاً باهراً،رغم شحة الإمكانيات في إعداد المسرح النموذجي لعروضهم المسرحية،وبرزت كتابات شبابية جديدة ويسعى مجلس الفنون الشبابي للمسرح إلى تحقيق مساحة عمل ومسرح أكثر تنوعاً بجمهور أوسع والمزيد من المغامرة والتجريب وتوسيع قاعدة المسرح الجماهيرية،وفي مطلع هذا العام الجديد2009م نتمنى لهؤلاء الشباب خوض العمل السينمائي وتقديم كل ما هو جديد في عالم الإخراج السينمائي والمسرح.