غضون
* الإرهابي السعودي سعيد الشهري الموجود في مكان ما في اليمن والذي يعد الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب حمّل وكيله اليمني خالد رسالة مصورة إلى الممولين يقول لهم إن التنظيم بحاجة إلى المال فسارعوا إلى البذل في سبيل الله من أجل الجهاد ضد اليهود والنصارى، وسلموا تبرعاتكم لهذا الشخص الذي ترونه جالساً إلى جواري!.ويبدو أن تنظيم القاعدة يمر بأزمة مالية كما يعتقد وهذا قد يفسر خموده في هذه المرحلة لأن صنع الاحزمة الناسفة وشراء السيارات وتفخيخها وتجنيد المفجرين يكلف أموالاً كثيرة، غير ان هذا التفسير المحتمل لا ينفي أن التنظيم يتحرك ويدبر أموراً ما في الخفاء قد يفاجئنا بها في أي وقت، وهو حتى في ظل أزماته المالية لا يعدم الحيلة، ففي آخر عملية له وهي التي استهدفت مساعد وزير الداخلية السعودي استخدم في تنفيذ العملية أشياء بسيطة وهي شاب يدعى عبدالله عسيري ونصف كيلوجرام من المتفجرات التي وضعت في (المستقيم) أي في جوف العسيري مع قليل من الحيلة التي لا تحتاج سوى قلة حياء وقلة مروءة ودين.* إن خمود او صمت تنظيم القاعدة في هذه الظروف يعتبر مريباً، فلا يمكن أن يفوت فرصة انشغال الحكومة بالحرب في صعدة والمشاكل الأخرى، وأزمته المالية لا يعني انها شديدة او ماحقه، ولابد أن وراء هذا الصمت والكمون عمليات كبيرة هو منهمك للإعداد لها وتحتاج الى عدم اثارة انتباه الأمن اليه لكي يتمكن من انجازها، فالظروف بالنسبة له تعد مثالية الأمر الذي يستدعي يقظة عامة.لا أقول ذلك من باب التكهن، فالذين يتابعون سلوك التنظيم يمكن ان تتوافر لهم مثل هذه التفسيرات والاستنتاجات، وفي كل الاحوال يتعين على الجهات المعنية بمكافحة الإرهاب عدم الركون الى ما يوصف بهدوء تنظيم القاعدة وأزمته المالية.. ففي ظل الحصار والقبضة الأمنية على العناصر الإرهابية في السعودية استطاع الوصول الى منزل مساعد وزير الداخلية، وقبلها تمكن من نقل وفاء الشهري زوجة سعيد الشهري من منزل والدتها ونقلها الى اليمن، وقيل ان الذين أخذوها من المنزل بسيارتهم ليسوا وسطاء بل هو الشهري نفسه!.* وزير الداخلية مطهر رشاد المصري قال أمام النواب أمس إن أجهزة الأمن أحبطت وسجلت (142) نشاطاً إرهابياً واعتقلت (257) متهماً بتنفيذها منذ منتصف العام الماضي الى منتصف هذا العام، وهذا أمر مطمئن، لكن ماذا عن الفترة الأخيرة التي وقعت فيها جرائم في مأرب ومحاولة اغتيال مسؤول الأمن السياسي في عدن ولحج وأبين.. هل لها علاقة بالإرهابيين أم أنها جرائم جنائية.؟.وماذا عن الإعداد لإحباط هجمات إرهابية محتملة كما أشرنا سابقاً في ظروف تعد مثالية لتنظيم القاعدة الذي يقال إنه يتحرك في صفوف جماعة التمرد في صعدة وجماعات المناطقية والكراهية في مناطق جنوبية خاصة في أبين وبعض مديريات الضالع؟.نثق بقدرة أجهزة الأمن في مكافحة الإرهاب في أي مكان في اليمن، لكن بالنسبة لما سماه الرئيس ذات يوم “مثلث الشر” تحتاج هذه الأجهزة أولاً لفك تحالف بعض المشايخ في مناطق المثلث بالجوف ومأرب وشبوة مع الإرهابيين، وبدون ضرب هذا التحالف سيظل الإرهابيون يدبرون الخطط وهم في ملاذ آمن.