انادير مدينة وميناء تقع في الشرق الروسي الأقصى على خليج انادير ، وتبعد عن موسكو 9000 كم ، تأسست المدينة في بداية الأمر كمخفر حدودي عام 1649 وأزيل هذا المخفر عام 1771 . وفي عام 1889 أعاد مسؤول المنطقة بناء المخفر وسماه مخفر ( مارينسك الجديد ) على شرف الإمبراطورة ماريا فيودوروفنا زوجة القيصر الكسندر الثالث. لقد كان تأسيس المخفر لتلبية المصالح الجيوسياسية للدولة الروسية بسبب الخلافات بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا على الجزء الشمالي للمحيط الهادئ. وكان سبب تأزم الأوضاع هو محاولات أمريكا الاستحواذ على المياه الإقليمية بعد أن باعت الحكومة القيصرية منطقة الاسكا وجزر الوشيان إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1867 . لذا صدرت أوامر القيصر عام 1888 بتقوية وتدعيم حدود الدولة الشمالية الشرقية وتم تشكيل قضاء انادير. بعد إعادة تأسيس المخفر بدأت البعثات العلمية الروسية تنطلق من هذا المخفر. ونظرا لموقعه الاستراتيجي جذب اهتمام التجار الروس والأجانب العاملين في مجالي استخراج الذهب وصيد الأسماك. وبعد اكتشاف رمال الذهب عام 1906 على مسافة قريبة من البلدة تم تأسيس شركة مساهمة تشرف على عمليات استخراج الذهب وبيعه.في عام 1923 أصبح اسم البلدة رسميا بلدة انادير. لقد بدأ توسع البلدة بعد تأسيس دائرة تشوكوتكا الوطنية عام 1930 حيث أصبحت انادير مركزا لها عام 1932 وبعدها بسنتين قررت الحكومة المركزية منح البلدة صفة مدينة. إلا أنها حصلت رسميا على هذه الصفة بعد الحرب الوطنية العظمى.وفي السبعينات من القرن الماضي أسست بعض المؤسسات الصناعية في المدينة و أصبحت المدينة المركز الإداري لدائرة تشوكوتكا ذات الحكم الذاتي.ومع نهاية القرن الـ 20 بدأت المدينة مرحلة جديدة في حياة المدينة والمنطقة عموما حيث بدأ التوسع العمراني وافتتحت كلية للفنون الجميلة.إن الطبيعة في المنطقة قليلة الأشجار ، إلا من بعض الأنواع المقاومة للبرد والرياح ، وذلك بسبب الموقع الجغرافي القاسي وشدة الرياح التي تهب من جهة البحر، أما في فصل الربيع فتتحول المنطقة إلى سهوب خضراء تزينها زهور برية مختلفة الألوان والأشكال وكذلك تنمو نباتات الأثمار البرية إضافة إلى أنواع كثيرة من الفطر التي تنمو في المنطقة، ومن أهم أنواع الأشجار التي تنمو هناك هي أشجار جار الماء والحور والصفصاف.وفي نهاية شهر ابريل تقام سنويا منافسات صيد الأسماك من تحت الجليد يساهم فيها السياح ، كما تقام هناك مهرجانات للرقص والغناء.وترتبط المدينة حالياً بغيرها من المناطق الروسية والعالم بواسطة الخطوط الجوية والطرق البحرية.