كل ماقلنا ان زمن العبودية والاستغلال والاحتكار قد قرب على الزوال كلما طلت علينا مظاهر وسلوكيات تنتمي لذلك الزمن المظلم من حياة البشر هنا وهناك رغم السؤال التاريخي القائل : "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احراراً " ..؟ فالحرية نزوع فطري عند بني البشر يمارسها الاطفال منذ نشأتهم الاولى يرفضون ويقاومون بل ويواجهون بعنف كل من يأخذ حقهم حتى لوكان شيئاً تافهاً ولايكتفون بالشكى والبكاء والاستجداء لايستكينون او يحبطون اويستسلمون حتى ينتزعوا حقوقهم وهكذا مع كبرهم تكبر حقوقهم وهكذا تكون مواقفهم من حقوقهم وحرياتهم مهما تقادمت كما هو الحال من حقوق التعليم والصحة والعمل والسكن والحق في العلم والثقافة والمعرفة فهذه الحقوق وغيرها هي شرط الحرية والديمقراطية الحقيقية في اي مجتمع كان وهي ليست هبة امريكية او مساعدة اوربية وغربية للشعوب والدول الاخرى كيفية المساعدات الموهومة لكن الحرية فطرة انسانية ازلية وهي لاتعطي وانما تنتزع من سالبيها.وكذا العدالة الاجتماعية والفردية صارت الى جانب الحرية والديمقرطاية شرط الوجود الحر والفاعل لكل انسان وهذا هو منحى التغيير ليس فقط في الدول الضعيفة والصغيرة وانما ايضاً في الدول الكبيرة والقوية لتخرج من خلالها كل شعوب الارض من عبودية العمل المآجور وهي قضية عالمية تهم كل شعوب الارض ولابد من انجازها ان عاجلاً او اجلاً وهذا هو الخيار الوحيد امام البشرية وهو وحدة الكفيل باستعادة الانسان لانسانيته وللبراءة الانسانية صفاؤها ونقاؤها وسيادة السلام وقطع الطريق امام اسباب الحروب والنزاعات على اختلافها فمن يستبعد الاخر ليس حراً وهو وحدة من يستحق الابادة وتخليص البشرية منه وسقف الحرية لاينتهي الا عند ملامسة حرية الآخرين والحرية كل لايتجزأ فهي مطلب الرجال والنساء على حد سواء ولاسيما في ما يتعلق بالحرية الاقتصادية والسياسية وهنا فقط تكون الحرية الكاملة عندما يصبح كل الناس شركاء في النار والماء والكل ،شركاء في الارض والثروة والمال العام وهذا هو المدخل الوحيد للعدالة الاجتماعية والفردية ومهما بدت الصورة مظلمة وكابوسية في عالمنا اليوم الا ان زمن الحرية والديمقراطية والعدالة آتٍ لاريب فيه ولابد ان يكون هناك نهاية لعذابات البشر فلم يعد مقبولاً ولامحتملاً ان نرى ونسمع ونشاهد الاعداد المتزايدة من مظاهر المجاعات والتسول واتساع رقعة الحالات النفسية والجنون ومظاهر الفقر والبطالة والجهل والمرض بين شعوب الارض ولابد من عملية انقاذ شاملة ومترابطة بين كل شعوب الارض.لايوجد سبيل آخر لتوحيد طاقات شعوب الارض غير هذه الارضية من البؤس والشقاء لنستعيد حريتنا ولنعيش حياتنا بعزة وكرامة وبأمن وآمان واطمئنان دون ان يتوهونا في صراعات هامشية وجانبية غير حقيقة فما يوحد الناس هي حاجاتهم ومصالحهم واهدافهم المشتركة ولاشيء غير ذلك ياجموع الفعلة.
من يستعبد الآخر ليس حراً
أخبار متعلقة