بيروت / 14 أكتوبر / من: توماس بيري : قال قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان إن الجيش اللبناني هزم مسلحي فتح الإسلام في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين ليحمي لبنان من عنف يماثل المشهد العراقي لكنه حذر من استمرار تهديد جماعة مشابهة. وفرض الجيش اللبناني سيطرته الكاملة الأحد على مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بعد أكثر من ثلاثة أشهر من القتال مع مسلحي فتح الإسلام الذين تحصنوا داخل المخيم. وتأكد وجود شاكر العبسي الزعيم الفلسطيني للجماعة بين 33 مسلحا قتلوا في معارك مع الجيش الأحد عندما كانوا يقومون بمحاولة يائسة للفرار من المخيم في شمال لبنان أنهت القتال في المخيم. وقال قائد الجيش العماد ميشال سليمان لجريدة «السفير» اليومية اللبنانية "لو تصورنا ماذا كان يمكن لهذه المجموعة الإرهابية ان تفعل لو مضت في مخططها لرأينا المشهد العراقي يصيب لبنان." ، وظلت القوى الأمنية تبحث أمس «الاثنين» عن أي من المسلحين قد يكون استطاع الفرار. وكان العماد ميشال سليمان عرف فتح الإسلام على أنها جناح من تنظيم القاعدة على الرغم من قول الجماعة إنها تستلهم أفكارها من القاعدة لكنها لا تربطها علاقات تنظيمية بها. والقتال في مخيم نهر البارد هو أسوأ عنف داخلي يشهده لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. وأسفر القتال عن مقتل أكثر من 300 شخص بينهم 162 جنديا. واندلع القتال في 20 مايو عندما قال الجيش ان فتح الإسلام هاجمت مواقع له بالقرب من المخيم وفي مدينة طرابلس الشمالية. ورحب زعماء لبنانيون بهزيمة الجماعة ووصفوها بأنها انتصار وطني. لكن داعية إسلاميا قال ان لبنان لا يزال يواجه تهديدات من مجموعات إسلامية مشابهة حتى ولو ان "ملف فتح الإسلام أغلق." وقال فتحي يكن رئيس جبهة العمل الإسلامي إحدى اكبر الجماعات المسلمة السنية في لبنان "الذي حدث يمكن ان يكون إغلاقا لملف فتح الإسلام في مخيم نهر البارد ولكن لا يمكننا اعتبار ذلك انه إغلاق لملف حركات أخرى أو تنظيم القاعدة أو جند الشام أو عصبة الأنصار أو غيرها في لبنان." وكان يكن يشير بذلك إلى جماعة عصبة الأنصار وجند الشام وهي جماعات إسلامية سنية تتمركز في مخيم في جنوب لبنان. وكان الجيش اشتبك مع جند الشام في مخيم عين الحلوة في وقت سابق من يونيو حزيران مما أدى إلى مقتل جنديين واثنين من المسلحين. وقالت الحكومة اللبنانية ان فتح الإسلام حرضت على العنف في مخيم عين الحلوة ووصفت الجماعة بأنها أداة في يد المخابرات السورية الأمر الذي نفاه المسلحون ودمشق.
ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان البالغ عددها 12 مخيما غير خاضعة لسيطرة الدولة والامن فيها في ايدي الفصائل الفلسطينية. غير ان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة قال ان نهر البارد سيكون الان تحت سيطرة الدولة اللبنانية وليس اي سلطة أخرى. كما تعهد السنيورة بان الدولة ملتزمة بإعادة بناء المخيم والذي يقع في معظمه تحت الركام. ومن المقرر ان يعقد مؤتمر دولي للمانحين في العاشر من سبتمبر المقبل. وفر معظم سكان المخيم ومجموعهم 40 ألفا في الأيام الأولى من القتال ومعظمهم لجأ إلى مخيم البداوي القريب للاجئين الفلسطينيين. وقال الجيش انه لن يسمح لأحد بدخول نهر البارد ودعا السكان إلى عدم العودة في الوقت الحالي. ومن المعتقد ان تكون فتح الإسلام قد نصبت شراكا خداعية في داخل الأبنية. في سياق أخر طالبت عائلة زعيم جماعة فتح الإسلام شاكر العبسي الموجودة في الأردن بتسليمها جثمان ابنها الذي قتل أمس الأول في مواجهات مع الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد شمالي لبنان.وقال الشقيق الأصغر لشاكر -عبد الرزاق العبسي- إنه توجه أمس لوزارة الخارجية الأردنية وطالبها رسميا بالعمل على تسلم عائلة العبسي جثمان ابنها الذي قتل في اليوم الأخير من المعارك بين فتح الإسلام والجيش اللبناني التي استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر.وأضاف العبسي "أحتسب شقيقي شهيدا في سبيل الله"، وزاد "همنا الآن أن نحضر جثمانه وندفنه هنا في بلده الأردن".وأوضح الشقيق الأصغر لزعيم فتح الإسلام أن عائلة العبسي ستفتح بيتا "للشهيد"، مطالبا السلطات الأردنية بالعمل الجاد على نقل جثمان شقيقه إلى الأردن "كونه مواطنا أردنيا".وكشف عن تقديم العائلة قبل أيام طلبا مماثلا للخارجية الأردنية بالسماح لعائلة العبسي بالانتقال للعيش في الأردن، لكنه قال إنه لم يتلق أي رد على طلباته حتى الآن.وأِشار إلى أن "اتصالات غير مباشرة" جرت في الأيام الأخيرة بين عائلة العبسي في عمان وزوجة شاكر العبسي التي خرجت مع عائلات مقاتلي فتح الإسلام من مخيم نهر البارد الأسبوع الماضي.تجدر الإشارة إلى أن شاكر العبسي ولد في مخيم عين السلطان بالقرب من مدينة أريحا بالضفة الغربية عام 1955، وعاش سنوات طفولته في مخيم الوحدات الواقع ضمن حدود العاصمة الأردنية عمان، إلى أن غادر الأردن عام 1973 متوجها لسوريا.