الرئيس السوداني في كلمته في الجلسة الافتتاحية:
ألقى فخامة الرئيس/ عمر حسن البشير/ رئيس جمهورية السودان كلمةً في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الرابعة لقمة دول تجمع صنعاء قال فيها :بسم الله الرحمن الرحيم فخامة الأخ الرئيس/ علي عبد الله صالح/ رئيس الجمهورية اليمنيةفخامة الأخ/الرئيس / عبد الله يوسف أحمد رئيس جمهورية الصومال الاتحاديةدولة الأخ/ ميليس زيناوي / رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الفيدراليةنتقدم بالشكر للأخ الرئيس علي عبد الله صالح وعبره إلى الشعب اليمني وحكومته على كرم الضيافة وحُسن الوفادة الذي استقبلنا بهما منذ أن وطأت أقدامنا أرض اليمن السعيد في مدينة عدن التاريخية الجميلة، ولا غرابة في ذلك فالكرم يماني والحكمة يمانية. وأرجو أن أُرحب ترحيبًا حارًا بنظام جمهورية الصومال وحصولها على العضوية الكاملة في تجمع صنعاء للتعاون، ويحذونا الأمل في أن تحذوا بقية دول المنطقة ذات الطريق وتتسارع للإنضمام والالتزام في واديه تحقيقًا للأمن والاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية في منطقة القرن الأفريقي وجنوب البحر الأحمر.الأخوة الأعزاء إنّ انعقادالقمة الرابعة بمدينة عدن وبحضور جميع قادة التجمع يصيب بكل التأكيد إلى أنّ هذا التجمع قد أصبح واقعًا معاشًا يرجى منه الكثير.. كما أنّ التزام قادة التجمع بحضور القمة لهو دليل آخر التزام الدول الأعضاء بالمبادئ الأساسية للتجمع المتمثلة في تطوير التعاون بين الدول الأعضاء في كافة المجالات بغرض تحقيق تطلعات شعوب المنطقة وتعزيز العَلاقات التاريخية والاجتماعية والثقافية والاستقرار السياسي وحل الخلافات عبر الطرق السلمية بالإضافة إلى التعاون في محاربة الإرهاب واحترام حقوق الإنسان والديمقراطية والحكم الرشيد.الأخوة الأعزاء تنعقد هذه القمة بعد مرور عام على انعقاد القمة الثالثة في الخرطوم وقد شهدت منطقتنا خلال هذه الفترة تطورات سياسية مهمة ونشاطًا مكثفًا للتجمع على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية.نرجو من هذه الأنشطة الاستمرار بذات الهمة والعزيمة حتى نتمكن من تحقيق الاستقرار السياسي والرفاهية الاقتصادية لشعوب منطقتنا.الأخوة الأعزاء على صعيد الوضع في الصومال فإننا ننظر بعين الرضا لما تحقق فقد انتقلت الحكومة الانتقالية إلى داخل الأراضي الصومالية، نأمل أن تتوافر لها كافة المعونات الضرورية والدعم الدولي والإقليمي حتى تتمكن من إنشاء مؤسساتها وبسط سيطرتها على كامل أرض الصومال ضمن صومال موحد مساهم مع جيرانه في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.الأخوة الأعزاء أما على صعيد الوضع بين إثيوبيا وأريتريا فعلى الرغم من التوتر الذي حدث في الأيام الماضية؛ إلا أننا على ثقةٍ بأنّ صوت العقل سوف يسود وأن يعمل الحوار على حل الخلاف بالقريب العاجل بمساهمة من المجتمع الدولي والإقليمي.الأخوة الأعزاءأما في السودان فقد تمّ اتفاق السلام الشامل بمساهمة فاعلة من دول "الإيجاد" والمجتمع الدولي، ذلك الاتفاق الذي أنهى الحرب في جنوب السودان وقد بدأ تنفيذ اتفاقية السلام بعزيمة قوية وشراكة حقيقية بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية. وفي هذا الإطار تمّ تكوين حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الوطني ومجالس الولايات وأجازت الدستور الانتقالي وتكوين الحكومات الولايات ومجالسها وإنشاء مفوضية البترول ويتم تنفيذ بنود اتفاقية السلام بصورة مرضية فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية والعسكرية. أما على صعيد المصالحة الداخلية فقد تم التوصل إلى اتفاق مع التجمع الوطني المعارض تحت رعاية الأخوة في جمهورية مصر العربية، حيث شارك التجمع بموجب ذلك الاتفاق بحكومة الوحدة الوطنية على مستوى الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات.أما في دارفور في غرب السودان فما زالت المفاوضات تتقدم يومًا بعد يوم في أبوجا برعاية الاتحاد الأفريقي.ويحمل وفدنا تفويضًا كاملاً لتسريع الخطى ووضع نهاية عاجلة للأزمة التي طال أمدها وتسببت في كارثة وترويع الآمنين، ويحذونا الأمل في أن نصل إلى اتفاق شامل بالقريب العاجل لتعيد لـ "دار فور" سيرتها الأولى أمن ورخاء.الأخوة الأعزاءعلى الصعيد السياسي فقد شهدت الفترة الماضية زيادة في وتيرة الزيارات المتبادلة بين المسئولين في بلدان التجمع، وذلك بغرض التشاور وتنسيق المواقف السياسية والدبلوماسية على الصعيدين الدولي والإقليمي.أما في الجانب الأمني فقد عقدت اللجنة اجتماعات لتبادل المعلومات وتنسيق الجهود لمحاربة ظاهرة الإرهاب وتحقيق الاستقرار الأمني في الدول الأعضاء.كما شهد العام المنصرم تعاون دول التجمع مع المجتمع الدولي لمحاربة ظاهرة الإرهاب البغيضة.الأخوة الكرام يسعدني أن أُقرر أنّ حجم التبادل التجاري بين بلدان التجمع قد بدأت بالتطور بشكل إيجابي عقب إنشاء هذا التجمع.ونأمل أن ينعكس ذلك في القريب العاجل على دول التجمع في البحث والتوقيع على الاتفاقيات حول المزيد من مجالات الاستثمار وإزالة الحواجز الجمركية وغيرها. وكذلك إقامة مناطق تجارة حرة بين دول المنطقة والاستفادة من الطريق البري الذي يربط بين السودان وإثيوبيا والخط الملاحي الذي يربط بين اليمن وإثيوبيا واليمن والسودان. وفي المستقبل القريب لربط الدول الثلاث بدولة الصومال الشقيق. كما تعلمون فقد تمّ التوقيع على مذكرة لإنشاء مجلس مشترك لرجال أعمال في دول التجمع وتمّ بحمد الله موافقة أعضاء هذا المجلس من اليمن وإثيوبيا والسودان. ونوصي بأن يتم التفاهم بين رجال الأعمال لإنشاء شركة قابضة للأمن الغذائي وصناعة الألبان والحبوب الزيتية وصناعة الجلود وغيرها، في المجالات التي تخفف من أعباء المعيشة على الشعوب للاستغناء عن الاستيراد من الدول الصناعية المتقدمة والاعتماد على ذاتها.الأخوة الأعزاء لاشك في أنّ تطور التجارة والصناعة والاستثمار بين بلداننا يستوجب آليات فاعلة لتنفيذ ذلك ومن أهم هذه الآليات عقد اتفاقية مصرفية تساعد على إنسياب التبادل التجاري والاستثماري وعليه نوصي بعقد اجتماع عاجل للفنيين المختصين في هذا المجال لبلدان التجمع بغرض الوصول لمثل هذه الاتفاقية.الأخوة الأعزاء إنّ بناء طاقات شعوبنا لتحمل السدود والدعائم للتطور والنمو ولتحقيق ذلك يستوجب التبادل في مختلف المجالات المتوافرة في بلدان التجمع.وبهذه المناسبة أرجو أن أدعو الأخوة في دول التجمع للاستفادة من البرامج الترفيهية التي يقدمها معهد تقديم الجمارك في السودان والذي يعتبر معهدًا دوليًا بواسطة منظمة الكميلشن.الأخوة الأعزاء ختامًا فإنّ ما تحقق خلال هذه الفترة هو بالتأكيد دون الطموح ولكننا على ثقة بأننا سوف نحقق النجاح ويعم الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية والرفاهية لشعوبنا في ظل التزام كافة أعضاء التجمع بالمبادئ الأساسية والأهداف التي تأسس عليها التجمع.ولكم خالص التهنئة بالعام الجديد وبأعياد الميلاد المجيدة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.