لندن / رويترز : يتوقع على نطاق واسع أن يتوج البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب مانشستر يونايتد حصيلته المثيرة من الألقاب بالتفوق على أربعة منافسين آخرين وإحراز جائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لأفضل لاعب في العالم يوم الاثنين المقبل. ويبرز ثنائي اسبانيا تشابي هرنانديز وفرناندو توريس اللذان قادا منتخب بلادهما للفوز بكأس الأمم الاوروبية 2008 كمنافسين قويين في ظل تفضيل مدربي وقادة المنتخبات الوطنية الذين يصوتون في الاستفتاء الخاص بالجائزة للإنجازات على الصعيد الدولي في بعض الأحيان عنه على صعيد الأندية. ويكمل الارجنتيني ليونيل ميسي جناح برشلونة والذي قاد بلاده للفوز بالميدالية الذهبية في دورة بكين الاولمبية 2008 وصانع الألعاب البرازيلي كاكا الفائز بالجائزة العام الماضي المرشحين الخمسة للجائزة. وأثار ترشيح كاكا هذا العام بعض الدهشة بعدما خاض عاما مخيبا للآمال نسبيا عانى خلاله صانع ألعاب ميلانو الايطالي من الكثير من الإصابات. وبدا أن كاكا نفسه استبعد فوزه بالجائزة هذا العام الى جانب ميسي وتشابي وتوريس بقوله إن رونالدو هو الاختيار الأنسب للفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب والتي تمنحها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية وهو ما تحقق بالفعل في ديسمبر كانون الأول الماضي. وركزت تلك الجائزة التي يصوت في الاستفتاء الخاص بها صحفيون متخصصون في كرة القدم على أفضل اللاعبين الذي يلعبون في اوروبا لكن منذ اختيار الفيفا قائمة مختصرة من لاعبين في أندية اوروبية في العامين الماضيين أصبح من الصعب التمييز بين الجائزتين. والواقع أنه في السنوات الثلاث الماضية كان الفائز بالكرة الذهبية يحرز أيضا جائزة الفيفا. وبفضل مهارات رونالدو الفردية ومعدل تسجيله المدهش للأهداف وإنجازات ناديه في 2008 فإنه سيكون من الصعب أن يتخيل المرء خروجا عن هذه القاعدة يوم الاثنين المقبل. وأحرز رونالدو المولود في جزيرة مادييرا البرتغالية 42 هدفا في الموسم الماضي وهو رقم مذهل ليقود يونايتد للفوز بثنائية الدوري الانجليزي الممتاز ودوري أبطال اوروبا.
وختم اللاعب البرتغالي العام بإنجاز آخر بعد أن قاد يونايتد للفوز بكأس العالم للأندية رغم التأثير المتواضع لهذا اللقب على اختيار الفائز بجائزة الفيفا والتي اكتمل التصويت الخاص بها في منتصف ديسمبر كانون الأول الماضي. ومثل خروج البرتغال من نهائيات كأس الأمم الاوروبية 2008 من دور الثمانية النقطة السلبية الوحيدة بالنسبة لرونالدو هذا العام وهو ما قد يمثل الأمل بالنسبة لتشابي وتوريس رغم أنه لم يكن للبطولة الاوروبية في السابق الكثير من التأثير على وجهة الجائزة بنفس القدر الذي يكون لنهائيات كأس العالم. ومنذ 1991 تاريخ بدء منح جائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم اعتاد الفائزون بكأس العالم على الفوز بالجائزة في الأعوام التي تقام فيها البطولة. لكن حين يتعلق الأمر بكأس الأمم الاوروبية فإن الفرنسي زين الدين زيدان الذي أحرز جائزة الفيفا ثلاث مرات هو اللاعب الوحيد الذي أحرز اللقب في نفس عام فوزه مع منتخب بلاده بكأس الأمم الاوروبية. ولم يكن الحظ حليفا لأي دنمركي أو الماني أو يوناني للوصول حتى للتصفية النهائية للجائزة رغم تتويج المنتخبات الثلاثة بكأس الأمم الاوروبية في أعوام 1992 و1996 و2004 على الترتيب. لكن هذه النقطة لن تقلق توريس كثيرا بما أنه أضاف إلى اللقب الاوروبي تسجيل هدف الفوز لاسبانيا في مرمى المانيا في نهائي كأس الأمم الاوروبية والقوة الدافعة لفريقه ليفربول في تصدره للترتيب في الدوري الانجليزي الممتاز. أما تشابي فلعب دورا قد يكون أهم في انتصار اسبانيا بعد اختياره كأفضل لاعب في البطولة من قبل الاتحاد الاوروبي لكرة القدم. ومثل زميله في برشلونة ميسي يمكن لتشابي الاستناد إلى الأداء الرائع للنادي القطالوني في النصف الأول من الموسم الحالي سواء في دوري الدرجة الأولى الاسباني أم في دوري أبطال اوروبا. وبغض النظر عن المهارات الفردية للاعبين فإن الحديث سيثور عن تحول كبير في موازين القوى سيطرأ على الجائزة إن فاز بها رونالدو أو توريس. وحتى الآن أحرز جميع اللاعبين المتوجين بالجائزة لقبها وهم يلعبون لأندية في اسبانيا أو ايطاليا. ومن المؤكد أن فوز رونالدو أو ليفربول بها سينظر إليه من قبل البعض في اسبانيا وايطاليا كدليل آخر على السيطرة المتعاظمة للدوري الانجليزي الممتاز على اللعبة. نبذة عن المرشحين الخمسة لنيل جائزة الفيفا لأفضل لاعب.. اضافة اولى .[c1] ليونيل ميسي [/c]
لا تتوقف المقارنات بين ليونيل ميسي والأسطورة الارجنتيني دييجو مارادونا وبدا مناسبا أن الأخير الذي يتولى حاليا تدريب منتخب الارجنتين كان موجودا باستاد فيسنتي كالديرون يوم الثلاثاء الماضي ليشهد ثلاثية مدهشة من ميسي مع فريقه برشلونة في مرمى اتليتيكو مدريد في كأس ملك اسبانيا. ويحظى ميسي (21 عاما) بنفس الموهبة الخارقة في مهارات السيطرة على الكرة بل ويتفوق على سلفه بسرعة رائعة كما كان هدفه الذي لا ينسى في مرمى خيتافي في مباراة بكأس ملك اسبانيا في ابريل نيسان 2007 نسخة طبق الأصل تقريبا من هدف مارادونا لصالح منتخب الارجنتين في مرمى انجلترا في كأس العالم 1986. وانضم ميسي المولود في روساريو بمقاطعة سانتافي بالارجنتين في 24 يونيو حزيران 1987 إلى برشلونة وهو في الثالثة عشرة من عمره. وتألق في صفوف فرق الناشئين ومنحه المدرب السابق الهولندي فرانك ريكارد الفرصة للعب مباراته الأولى مع الفريق الأول وديا ضد بورتو البرتغالي في نوفمبر تشرين الثاني 2003 وهو في سن 16 عاما. وكانت المباراة الأولى لميسي مع منتخب الارجنتين ودية في اغسطس اب 2005 ضد المجر وهو نفس المنافس الذي واجهه مارادونا في أولى مبارياته مع الارجنتين في سن 16 عاما. وقاد ميسي الارجنتين لإحراز الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الاولمبية ببكين 2008 وساهم بأهدافه العشرة مع برشلونة في دوري الدرجة الأولى الاسباني هذا الموسم في احتلال الفريق للصدارة. كما أحرز ميسي خمسة أهداف للفريق القطالوني في دوري أبطال اوروبا هذا الموسم. [c1] كاكا [/c]يواجه كاكا صانع ألعاب ميلانو ومنتخب البرازيل مهمة صعبة في الاحتفاظ بلقب أفضل لاعب في العالم من قبل الفيفا والذي ناله في 2007. وبسبب سلسلة من الإصابات في 2008 تراجع مستوى اللاعب البرازيلي البالغ من العمر 26 عاما ويبدو مجرد ترشيحه للجائزة هذا العام إنجازا جيدا. وحين ابتعدت عنه الإصابات عاد كاكا المتدين ليصبح قوة دافعة لميلانو ويقود خط الوسط والهجوم بانطلاقاته الجريئة وتمريراته الدقيقة. واحتل ميلانو المركز الخامس في دوري الدرجة الأولى الايطالي الموسم الماضي وخرج من دوري أبطال اوروبا الموسم الماضي على يد ارسنال الانجليزي في دور الستة عشر. ولو كان الفريق لعب في وجود كاكا لكان الفارق كبيرا. وتبرز التسديدات القوية كأحد أبرز المميزات الأخرى للاعب البرازيلي الموهوب لكن إخفاقه بعض المرات في تسديد ركلات جزاء وركلات حرة قد يحسب عليه. وهناك نقطة أخرى قد تحسب عليه أيضا وهي تصريحه بأن كريستيانو رونالدو يستحق الجائزة بدلا منه. [c1]كريستيانو رونالدو [/c]لا يحظى كثير من اللاعبين في العالم بالإعجاب الذي يتمتع به رونالدو ورغم بعض المرات التي يلجأ فيها للأداء المسرحي فإنه لا خلاف على قدرته على استخدام قدراته للتأثير على نتائج المباريات. ويتمتع الجناح البرتغالي بالقوة والسرعة وإجادة ضربات الرأس وتنفيذ تسديدات في غاية القوة ويقدم أفضل مستوياته في الأوقات المهمة ولعل في هدفه بنهائي دوري أبطال اوروبا الموسم الماضي أبلغ مثال على ذلك. وانضم رونالدو إلى مانشستر يونايتد الانجليزي بعد رحيل ديفيد بيكام مباشرة لكنه لم يكن بمثابة البديل المباشر له. فبينما يتمتع بيكام بدقة التمريرات والجهد الوافر فإن رونالدو يتفوق في مهارات المراوغة على سحرة السيرك. ومنذ وصوله إلى مانشستر يونايتد تراجعت بشكل مطرد شخصيته الاستعراضية ليتحول في الموسم الماضي إلى ماكينة أهداف لا تتوقف. وأحرز رونالدو 42 هدفا في الموسم الماضي وهو رقم غير تقليدي ليقود الفريق للفوز بثنائية دوري أبطال اوروبا والدوري الانجليزي الممتاز ويحجز لنفسه مكانا في تاريخ يونايتد إلى جانب المهاجم الراحل جورج بست. وبالطبع وبعد هذا السيل من الأهداف شعر مشجعو يونايتد بالراحة بقرار رونالدو المولود في جزيرة مادييرا البرتغالية البقاء مع الفريق والتخلي عن امال الانتقال لريال مدريد بطل اسبانيا. [c1]فرناندو توريس [/c]احتضنت جماهير ليفربول اللاعب الاسباني الشاب في القلوب منذ انتقاله للفريق من اتليتيكو مدريد في 2007 مقابل نحو 20 مليون جنيه استرليني. وتعاقب على ليفربول العديد من اللاعبين الهدافين على مر السنين بينهم ايان راش وكيني دالجليش. ويتمتع توريس بملامح من كليهما. ولدى مهاجم منتخب اسبانيا جميع مقومات الهداف الفطري من سرعة ومراوغة وتسديدات لا تخطئ الهدف لكنه أيضا قادر على التعاون مع زملائه والحفاظ على السيطرة على اللعب وامتلاك الكرة. والأهم من ذلك أنه أثبت قدرته على التأقلم مع الضغوط في كرة القدم الانجليزية ويحاول دائما الضغط على المدافعين وهي مزية أكسبته احترام الجمهور في جميع أندية انجلترا. وأحرز توريس 24 هدفا مع ليفربول في موسمه الأول بالدوري الانجليزي الممتاز وهم رقم قياسي جديد لمهاجم أجنبي في موسمه الأول. ومضى بعدها ليقود منتخب بلاده للفوز بكأس الأمم الاوروبية 2008 في النمسا وسويسرا مسجلا الهدف الوحيد في النهائي في مرمى المانيا. وتعرض توريس للكثير من الإصابات هذا الموسم لكنه إذا بقي سليما من الآن وحتى مايو ايار المقبل فقد يتمكن ليفربول من الاحتفال بلقبه الأول في الدوري منذ نحو 20 عاما. [c1] تشابي هرنانديز [/c]توج لاعب وسط منتخب اسبانيا تشابي هرنانديز تألقه مع منتخب اسبانيا في نهائيات كس الأمم الاوروبية 2008 والفوز بلقبها باختياره كأفضل لاعب في البطولة من قبل الاتحاد الاوروبي لكرة القدم في يونيو حزيران الماضي. ولعب تشابي (28 عاما) دورا محوريا في خط وسط اسبانيا الذي نال الكثير من الإشادة في البطولة بفضل لمساته المميزة وتحكمه وتمريراته المتقنة التي ساهمت بشكل كبير في الأداء الهجومي للفريق. وكان تشابي صاحب التمريرة الحاسمة لتوريس في طريقه لتسجيل هدف الفوز في المباراة النهائية التي تغلبت فيها اسبانيا 1 -صفر على المانيا. وتشابي متخرج من فريق الشباب في برشلونة النادي الذي انضم إليه وهو في سن 11 عاما وفي ديسمبر كانون الأول الماضي كافأه النادي بتمديد عقده حتى 2014. ومؤخرا أضاف تشابي إلى مهاراته العديدة تسجيل الأهداف حيث أحرز سبعة أهداف للفريق في الدوري الموسم الماضي رغم الأداء المخيب للآمال من قبل برشلونة. لكن الفريق يؤدي بطريقة جيدة هذا الموسم ويتفوق بفارق 11 نقطة على أقرب منافسيه في صدارة دوري الدرجة الأولى الاسباني. وتمثل قدرة تشابي على الأداء الجماعي جزءا اساسيا من كرة القدم الشاملة التي يفضل كل من برشلونة والمنتخب الاسباني الذي خاض معه تشابي 68 مباراة اتباعها.