دمشق ـ باريس / متابعاتفي اول رد فعل على الحلقة الأولى من المقابلة التي بثتها محطة "العربية" امس الأول الجمعة لنائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام رفض أعضاء مجلس الشعب خلال جلسة عاصفة باتهامات وأوصاف من العيار الثقيل كل ما قاله خدام، وطالب المجلس بفتح ملفاته كافة و ملاحقته سياسيا و قضائيا و محاكمته، معتبرا ان خدام اختار اسيادا جددا على حساب الوطن وأجمع النواب على نعته برمز من رموز الفساد، واتهموه بالاثراء مع اولاده من المال العام. وفي بيروت قال وزير الشباب والرياضة اللبناني احمد فتفت، العضو في كتلة "المستقبل" ( الحريري) في حديث الى اذاعة "لبنان الحر" إن موقف خدام ايجابي، ووضع النقاط على الحروف في شكل نهائي". وأضاف: "شهد شاهد من أهله، وأكد خدام كل ما كانت تقوله القيادات اللبنانية وربما الشعب اللبناني قبلها. ووصف أقوال خدام بأنها بطاقة معايدة مهمة للبنانيين وللحقيقة ، واعتبر كلامه رسالة مهمة الى الشعب السوري الذي تكوّنت لديه في الفترة الاخيرة شكوك حول الحملات في اتجاه النظام السوري، مشيرا الى ان خدام أوضح حقيقة الكثير من الامور". واعرب الوزير فتفت عن اعتقاده "بأن القيادات والشعب السوري سيراجعون أنفسهم ليروا اذا كان في الامكان الاستمرار في هذا الاسلوب ". واشار الى "ان خدام ترك للسوريين فسحة تنحصر بتوجيه التهم لبعض الأمنيين، واذا عرفوا أن يستغلوها فيمكنهم انقاذ كل الموقف، لكن اذا بقوا على الطريقة الموتورة نفسها فهذا يعني اننا مقبلون على أيام صعبة ". واعتبر "ان لبنان سيخرج بالتأكيد من كل الصعوبات بنتيجة ايجابية لمصلحة العلاقات اللبنانية -السورية رغم العراقيل المتوقعة في 2006". وسئل عن توقعاته للسنة 2006 فأجاب: "انا متفائل، وأتوقع انحسار الاغتيالات لأن نتائجها لا تؤدي المطلوب منها". وعن الخلاف بين الشيعة وبقية الأفرقاء في الحكومة قال الوزير فتفت: "ان كلام القيادات الشيعية على ان الخلاف سياسي وليس طائفيا، رسالة ايجابية ويعني ان هناك امكانية للحلحلة". واضاف: "القيادات الشيعية تدرس بشكل واضح كلام خدام، وترى الى أي حد ستستمر اللعبة الاقليمية على انها الاساس وليس المصالح اللبنانية الداخلية". اما عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرة فقال في حديث إذاعي عن كلام خدام: "واخيرا شهد شاهد من أهله". واعتبر ان "كلامه يظهر ان النظام السوري يواجه كل تقدم نحو كشف الحقيقة يواجهه بمحاولات تخويف وعمليات ارهابية جديدة". لافتا الى "ان النظام السوري ما زال يتمتع بالسيطرة على أدواته التي تنفذ له أهدافه داخل لبنان". واعتبر ان "العام 2005 كان مثقلا بالايجابيات والسلبيات معا"، مشيرا الى "اننا محكومون بالحوار بالتوافق بقدر ما تكبر التباينات بيننا، وان ما أوصلنا الى التوافق هو عدم تدخل اي سلطة وصاية بحوارنا الداخلي والا كانت تفجرت الحكومة".و بدوره قال النائب وائل ابوفاعور( من كتلة وليد جنبلاط) : "شهد شاهد من أهله، فخدام اذا لم يكن من اصحاب القرار فهو من الدائرة العليمة بتفاصيل القرار في سوريا، وقد اختصر الكثير من القضايا التي كان يحاول النظام السوري الهروب منها لا سيما المناخ الذي كان يحكم علاقة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بسوريا وحملات التحريض". ولفت النائب ابو فاعور الى "ان كلام خدام أكد الحس التلقائي للشعب اللبناني الذي اتهم النظام الامني السوري باغتيال الرئيس الحريري وبكل الجرائم الاخرى"، مشيرا الى "انهم لا يستطيعون انكار شهادته ان هذا الشاهد واقعي من قلب دائرة القرار، كما انه وضع النظام السوري في وضع صعب". وقال: "توقعاتنا وتوقعات النائب وليد جنبلاط انه ستزداد الشراسة السياسية ". واضاف: "هناك خلاف كبير مع "حزب الله" في مسألة الموقف من النظام السوري وتقديمه أولوية التضامن مع النظام السوري على أولوية التضامن مع الحلفاء في الوطن وليس في مسألة مواجهة اسرائيل التي نحن معه فيها يدا بيد". من جانبه قال النائب الدكتور فريد الخازن من ( التيار الوطني الحر ) ان خدام يعد واحدا من أركان النظام الاساسيين، وأشار الى ان كلامه له وقع كبير على الرأي العام السوري واللبناني لأنه من اكثر العارفين بباطن الأمور، موضحا ان خدام اعطى وقائع ترتبط مباشرة باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وفي حضور الرئيس السوري بشار الاسد، كما انه اكد ثقته بالتحقيق الدولي".وكان نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام قد اعلن انشقاقه عن النظام مساء امس الأول الجمعة من مقر اقامته في باريس عبر مقابلة على الهواء اجرتها معه قناة " العربية " التي تبث برامجها من دبي, واتهم القيادة الحالية بارتكاب "مجموعة أخطاء", ولوح بأن لديه الكثير ليقوله "في الوقت المناسب", مشيرا الى تهديدات سورية وجهت الى رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري قبل اغتياله في بيروت في فبراير الماضي ، وقال انه وجد نفسه أمام الخيار بين الوطن والنظام فاختار الوطن لانه باق مشددا على ان النظام حالة عارضة في التاريخ ".وأشار خدام الى أنه خرج من سورية لكتابة مذكرات عن المرحلة السابقة , نافيا تعرضه لاي مضايقة أو تهديد ، وقال "لست مبعدا أو مبتعدا .. جئت الى باريس لأكتب عن مرحلة كنت عاملا اساسيا فيها".وألمح إلى ان لديه الكثير والخطير ليقوله في الوقت المناسب, وقال رداً على سؤال عن إحتمال محاكمته في سورية "إذا جرؤ أحد على التفكير بمحاكمتي يجب أن يحسب أنه سيكون يوما ما في قفص الاتهام...لدي الكثير لأقوله.. ومن يفكر أو يحاول فهو يعرف جيدا ما لدي ويعرف أن لدي الكثير والخطير".ورفض خدام تحديد ما بحوزته مشيرا الى ان " مصلحة سورية تقتضي ألا يتحدث الآن ، مؤكدا على ان الرئيس بشار الاسد ودعه قبل سفره وان الاخير كان يعرف انه سيقيم طويلا في باريس, مشيرا الى انه لم يسمع كلمة تؤذي مشاعره من الرئيس السوري .الجدير بالذكر ان عبد الحليم خدام طلب في اليوم الأول لمؤتمر حزب البعث القطري العاشر في يوليو الماضي إعفاءه من مناصبه كنائب للرئيس السوري وعضو قيادة قطرية وعضو في الجبهة الوطنية التقدمية المنضوية تحت لواء البعث الحاكم . وتحدث في مداخلة له عن عمله 1 6 عاما في الحياة العامة واربعين عاما في مناصب السلطة, منتقدا التقرير السياسي المقدم للمؤتمر والسياسة الخارجية السورية, مبديا تذمره مما آلت اليه الاوضاع.وشن خدام حملة غير مسبوقة على النظام الذي كان مشاركا في قيادته , وعرض لحالات الرشاوى المنتشرة وقال : " ان موظفاً في الامن العام كان يتقاضى راتبا قدره 200 ليرة توفي "عن ثروة تزيد على 4 مليارات دولار وهناك موظف آخر كان يعمل في شركة الطيران بينما يملك واولاده ثروة لا تقل عن 8 مليارات دولار.. كل هذا يجري والبلد تزداد فيه نسبة الفقر والحاجة ".من جانبه علق الدكتور عمار قربي الناشط الحقوقي المعارض في سوريا على تصريحات خدام في تصريح تناقلته وسائل الإعلام السورية والعربية" قائلا انه من ناحية المبدأ لم يكن هناك أية مفاجأة في حديث خدام سواء من المعلومات التي أفاد بها والتي يعرفها القاصي والداني في سورية ولا في موقف خدام الذي أصبح علنيا في خروجه على النظام السوري، مشيرا الى ما تسرب عن اجتماعات سرية وعلنية قام بها خدام في باريس وخاصة ذاك الاجتماع مع الحريري الابن وحكمت الشهابي رئيس الاركان السوري الاسبق إضافة إلى رعاية أمريكية وفرنسية . وأعرب قربي عن اعتقاده بأن ما ذكره خدام في حديثه لقناة " العربية " يدينه أكثر مما يبرئه وخاصة باعترافه انه والرئيس الأسد الأب كانا يتعاملان مع الزعماء والقيادات اللبنانية كأحجار للشطرنج ، وقال : " لا ننس أن خدام الذي اتهم غزالي بأنه يتصرف وكأنه حاكم لبنان كان نفسه حاكم لبنان الفعلي وكان يؤمر ويطاع " . ونوه قربي انه إذا كانت هناك أخطاء قاتلة في لبنان وهي أكثر من ذلك فمن المجحف أن نحملها لغازي كنعان أو رستم غزالي دون ان نشرك خدام معهما وخاصة وانه في دائرة القرار مذ كان محافظا لحماة في الستينات من القرن المنصرم ، واعتبر قربي ان خدام إذا كان شاهد زور عبر تلك الفترة المتجاوزة لأربعين عاما كان متنعما خلالها بالسلطة فلا يحق له الآن أن يطلب الغفران وهو الذي لم يأت بأي تصرف يدلل على عدم موافقته على ما كان يجري إذا تناسينا انه لم يستقل ويطلب إعفاءه من مهماته الجليلة ، متابعا : " أما تقسيمه لمرحلة خدمته إلى قسمين إحداها مشرق مع الأسد الأب والاخرى مرحلة مظلمة مع الأسد الابن فهي محاولة بائسة للتنصل من تحمل المسؤولية لان ما يحصل حاليا في لبنان وسواه ليس إلا نتائج لمقدمات شارك خدام نفسه في صياغتها" .واعتبر قربي ان ما ينسف فحوى تصريحات خدام أن الدستور السوري أعطاه فرصة تقلد مسؤولية الرئاسة في سورية بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد وهو الذي وقع كل المراسيم التي مهدت للرئيس بشار الأسد بالوصول للسلطة كما انه شارك في ترشيح القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم للدكتور بشار للرئاسة عندما كان عضوا في القيادة القطرية تلك ومن هنا أي نقد للمرحلة الجديدة يبدو فاقدا للمصداقية وهو احد عرابيها .وأشار قربي الى ان الفساد طال كل نواحي الحياة في سورية ، معتبرا أن خدام وأولاده وحاشيته وزوجات أولاده كانوا إلى جانب زملائهم من أبناء المسؤولين السوريين النجباء صانعي الفساد السوري بامتياز حيث استفادوا من مركز خدام في السلطة باستثمارات وتراخيص ومشاريع في سورية وخارج سورية ، وراى قربي انه سيأتي يوم تفتح فيها كل ملفات الفساد بدءا من دفن نفايات نووية في تدمر ، وقال : " لم استطع أن امنع نفسي من الضحك عندما ذكر خدام قصة رجل الأمن والذي كان مرتبه مائتي ليرة وبعد وفاته وجد معه أربعة مليارات دولار وقصة الموظف بشركة الطيران السورية صاحب ثروة بلغت الثماني ملياردولار ...كنت اضحك وأنا أشاهد خدام في التلفاز من باريس في قصر يناهز ثمنه الأرقام التي ذكرها علما انه قضى عمره موظفا من ذوي الدخل المحدود من عائلة محدودة الدخل . " !!
خدام يعلن انشقاقه ومجلس الشعب السوري يطالب بمحاكمته
أخبار متعلقة