في الشبكة
قبل ساعات من موعد اللقاء الثاني لمنتخبنا الوطني لكرة القدم في بطولة كاس الخليج التاسعة عشرة والمقامة حاليا في سلطنة عمان الشقيقة تذهب التطلعات لدى الجماهير اليمنية باتجاه واحد يتمثل بمطلب التعويض بكل ما يمكن أن تحمله كلمة التعويض من معنى ، وذلك عقب السقوط الأول الذي كان أمام الإمارات في المباراة الافتتاحية في المجموعة الثانية والخسارة بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.ورغم أن المطلب المتبنى من طرف الجماهير يبدو عصيا بعض الشيء عطفا على الظروف النفسية التي أحاطت بلاعبينا عقب الخسارة الأولى ، وأيضا قوة الطرف الآخر في المباراة ( المنتخب السعودي) الذي يعد ابرز المرشحين لنيل اللقب بغض النظر عن كبوته التعادلية أمام قطر، إلا أن الخروج بنتيجة جيدة يبقى هو السبيل الوحيد لإقناع هذه الجماهير أن المنتخب الذي ذهب إلى (المونديال الخليجي) ليمثلها قد نجح فعلا في تجسيد معنى ذلك التمثيل بالصورة اللائقة، من دون أن ننسى أهمية امتداد الحضور المقنع والنتيجة الحسنة إلى مابعد هذه المباراة ونعني مباراتنا مع المنتخب القطري مساء السبت وهي مباراة الختام بالنسبة لنا ـ حسب مؤشر التوقعات القائمة على المنطق الفني والتاريخي كذلك ـ والتي ينبغي أيضا أن نضعها في الحسبان ونعول عليها لتحقيق شيء ولو معنوي قبل العودة إلى الوطن استهلالا لفترة انتظار الحدث الذي نراهن عليه لتسجيل الدخول القوي في أجواء البطولة مثلما يقول مسئولو الرياضة لدينا ألا وهو بطولة خليجي20. نظريا وقبل الدخول في المعطيات الميدانية للمباراة يبدو هناك تضادا جليا بين تطلعاتنا كشارع رياضي يمني وتوقعات النقاد والمتابعين المحايدين من باب أن لامجال للالتقاء بين مانطمح إليه وما يتوقعونه، وهنا يمكن أن يكون بيت القصيد كما يقولون إذ سيكون لاعبونا أمام التحدي الصعب وهم ينازلون ( الأخضر ) الذي هزمنا مرتين في البطولة ذاتها وبنتيجة واحدة هي هدفين دون رد، وسيكون أمام اللاعبين ذاتهم مهمة أخرى قد تكون أكثر صعوبة من تلك التي سيواجهونها على ارض الملعب وهي التي تتمثل بهزيمة التوقعات و»الاستخفافات» التي تتردد بياناتها صباحا مساء والتي لا تقيم لمنتخبنا وزنا أمام الآخرين وتعتبرنا « كمالة عدد» بانتظار أن نثبت العكس بالحضور الميداني والرقم الذي لا يقبل الشك ولا يحتمل الجدل.بطبيعة الحال ليست المسالة سهلة وبالذات أمام البطل المتمرس خليجيا وقاريا وحتى دوليا ، وهي صعبة أيضا بالنسبة لفرض براهين قوتنا على محللي (الغمز) و(اللمز) لكن كل شيء يبقى ممكنا إذا ما لعب منتخبنا بعقلانية في التكتيك وسخر قدرات لاعبيه في الموضع الصحيح والوقت المناسب ، وأيضا يبقى كل شيء ممكنا إذا ماعرف مدربنا المنشغل بالبحث عن وجهة تدريبية جديدة أن احترام المنافس وتقدير قوته أول مراتب الجدية وان الجدية تقع في أول طريق الفلاح، وان الفلاح ممكن إذا آمنا بقدراتنا ولعبنا وفقها.وفي كل الأحوال تبقى الخسارة من السعوديين واردة وضمن الحسابات المتوقعة كما قلنا لكننا لن نقبل (السقوط ) مهما كانت المبررات.. ولمن لم يفهم نقول: شتان بين الخسارة والسقووووووط.وعلى بركة الله.