المهمشون يقفون على هامش آليات التنمية !!
لقاء / نعائم خالدالمهمشون هم أكثر فئات المجتمع معاناة سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية .. وهم فئات اجتماعية انتهى بهم القدر إلى الوقوع في شراك الفقر و أصبحوا غير مؤمن عليهم غذائياً، وفي كثير من الأحيان لا يستطيعون الحصول على الخدمات الأساسية مثل التعليم و الصحة .ولما كانت هذه الفئات هي الأكثر ضعفا وحاجة، فقد استهدفتهم منظمة «ديا » الفرنسية التي تعمل في اليمن منذ العام 1999 م، متتبعة منهجية للتحسين المباشر للأوضاع المعيشية الخاصة بفئات المهمشين اجتماعياً من أجل تنمية اجتماعية مستدامة ، وتقوم المنظمة حاليا باستهداف مهمشي محافظة تعز ووضعت الخطط والإستراتيجيات لتؤمنهم غذائيا وصحيا واجتماعيا.وفي هذا السياق تحدث عن منظمة « ديا » وبرامجها وآليات عملها السيد ماثيو كير ليرو ممثل المنظمة في اليمن ضمن اللقاء التالي : * في البداية نود منكم التعريف بمنظمة « ديا » الفرنسية وبداية عملها في اليمن ؟- منظمة « ديا » هي منظمة دولية غير حكومية و مقرها الرئيسي في فرنسا و حالياً «ديا » لديها مشاريع في اليمن و الرأس الأخضر في أفريقيا والمغرب و فلسطين. وقد بدأت « ديا « بتنفيذ بعض مشاريعها في اليمن منذ عام 1999م ، وقد تأسست منذ 21 عاماً . وقال: التزام « ديا » قائم على أساس حقيقة واحدة وهي اجتثاث ظاهرة الاستثناء الاجتماعي ، حيث توجد عدة أسباب تخلق هذا الاستثناء منها ما هو جغرافي و من الممكن أن تكون اجتماعية أو سياسية.وأضاف: المهمشون هم فئات اجتماعية انتهى بهم القدر بالوقوع في شراك الفقر و أصبحوا غير مؤمن عليهم غذائياً، وفي كثير من الأحيان لا يستطيعون الحصول على الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة، ولديهم فرص اقتصادية محدودة جداً، وهم يقفون على هامش آليات التنمية وليس لديهم أكثر من استراتيجيات البقاء ، وهم أكثر ضعفاً ، ومن هذا المنطلق تطمح «ديا» إستراتيجيا إلى التحسين المباشر للأوضاع المعيشية الخاصة بفئات المهمشين اجتماعياً من أجل تنمية اجتماعية مستدامة .وقال : منهجيتنا التنفيذية تقوم على ثلاثة مبادئ هي التحسين المباشر للأوضاع المعيشية من خلال وصول أفضل للخدمات الأساسية (كالتعليم و الصحة و العمل والمنزل و الماء..) ورفع قدرات التنظيمات و تعزيز القدرة على التفاوض لديهم وتصميم خطط العمل التعاوني بالشراكة مع مختلف القطاعات من المجتمع المدني و السلطات المحلية.واسترسل : أولا و فوق كل شيء ، يستند هذا النهج الميداني على الأفراد و الأسر و المجتمعات المحلية أو الذين يحرصون على التغيير و يتطلب شراكة قوية مع منظمات المجتمع المدني و السلطات العامة والمحلية و الوطنية ومقدمي الخدمات العامة.وقد بدأت « ديا » بالتدخل في اليمن في محافظتي تعز و لحج فعملت بالتعاون مع السلطات المحلية على إعادة تأهيل 16 مدرسة و 14 مركزا صحياً ووحدة صحية في عام 2001م من أجل تطوير الأوضاع المعيشية للأطفال الفقراء وبدأت بتنفيذ برنامج إعادة تسكين عمال النظافة « المهمشين » في منطقة سوق الجملة في مدينة تعز ، وخلال الأعوام من 2003م - 2007 م قامت ديا بتنفيذ مشاريع أخرى في ثلاث مناطق هي سوق الجملة في الجانب الصحي والتعليمي والدمج الاجتماعي، وزيد الموشكي في الجانب الصحي و التعليم و الصرف الصحي ومنطقة المفتش في جانب الجندر (المساواة الاجتماعية) و الصحة ، وخلال هذه المرحلة أيضاً بدأت ديا بتنفيذ 6 مشاريع إمدادات مياه في مديريتي المخا و الوازعية (بمحافظة تعز).[c1]المشاريع الحالية للمنظمة في اليمن[/c]* ما هي المشاريع الحالية للمنظمة في اليمن؟ وما مقدار الدعم المقدم لهذه المشاريع؟ - المنظمة حالياً تتدخل في محافظة تعز ولكن في منطقتين مختلفتين و تقوم حالياً بتنفيذ مشاريع مختلفة في المجال الاقتصادي والتعليمي و الصحي بهدف تطوير الأوضاع المعيشية للمهمشين ، ويهدف جوهر البرنامج إلى زيادة الدمج الاجتماعي و الاقتصادي من اجل الوصول إلى الحقوق الأساسية. وفي المناطق الساحلية (المناطق الريفية في مديريتي المخا و باب المندب) تنفذ ديا حالياً مشروع الأمن الغذائي ، والذي يركز على الحصول على المياه المأمونة و الحصول على الغذاء من خلال تنفيذ مشاريع صغيرة والتوعية بالعناية الصحية الأساسية في التغذية وقال في الحقيقة تعمل ديا جنباً إلى جنب مع الجمعيات و السلطات المحلية على تعزيز عملية العمل التعاوني مع الشركاء. وفي تعز تهدف المشاريع الاقتصادية إلى التأثير على مستوى الدخل وتطور الأداء في إدارة اقتصاد الأسرة المهمشة على حدٍ سواء وفي الوقت نفسه فإن الأمية في أوساط المهمشين مرتفعة و كثير من الأطفال يلتحقون بالمدرسة الابتدائية حتى السنة الخامسة فقط ولهذا عملت المنظمة في هذا الجانب من أجل تعزيز التعليم و الالتحاق بالمدارس ، أما مشروع الصحة فهو مشروع لتحسين الوصول للمرافق الصحية (الوحدات و المراكز و المستشفيات ) و كذا دعم نوعية خدمات الصحة ورفع المعرفة و الممارسات الصحية من خلال جلسات توعية.وقال إن المنظمة تعتمد على الدعم المقدم من المجموعة الأوروبية (EUROPAID) و السفارة الفرنسية في تنفيذ مشاريع تعز وستنتهي المشاريع في نهاية العام 2011م لافتا إلى أن المنظمة تسعى للحصول على مانحين دوليين لديهم الرغبة لدعم والشراكة اليمنيين في هذه المشاريع التي تتركز على الفئات المهشمة . * لماذا تتركز مشاريع المنظمة على الفئات المهشمة ؟ - التركيز على الفئات المهمشة من قبل منظمة «ديا » جاء بناء على طلب من محافظ محافظة تعز في العام 2001م، وقد تدخلنا وفقاً للاحتياجات ومهمتنا و خبرتنا في هذا المجال لافتا إلى أن وضع المهمشين مقلق للغاية ومثال على ذلك أكثر من 95 % من الناس الذين يعملون في مكتب النظافة كعاملي نظافة للشوارع في اليمن يأتون من مجتمعات المهمشين ، وفي الوقت ذاته لا يوجد فرد مهمش يعمل كمدير في مكاتب النظافة في اليمن و توجد بعض النتائج و المؤشرات على معدلات الدخل السنوي ففي عام 2007 م كان دخل الفرد اليومي 175 دولارا أمريكيا للشخص الواحد من « الأخدام» (دراسة تم إجراءها في تعز وصنعاء و عدن في عام 2007م) و ما يقارب 372 دولار أمريكي في المتوسط في مستوى دخل أفراد المجتمع اليمني (إحصائية الـUNDP للعام 2007م ).وفي دراسة تم انجازها في عام 2007م في صنعاء وتعز المعدل المئوي للأطفال المهمشين والذين يتسربون من المرحلة الأساسية للدراسة (بعمر 6 سنوات) و حتى الثانوية العامة ( بعمر 18 سنة) كان 98 % والإحصائية الوطنية كانت 27 % .ووفقاً للدراسة المقدمة من الدكتورة فوزية حسونة في عام 2005م ، 80 % من السكان المهمشين لا يستطيعون الحصول على خدمات المياه النظيفة ، بينما معدل حصول المواطنين على خدمة المياه النظيفة هو 57 % .وراء هذه الإحصائيات نجد أن هناك واقعا لا يطاق لآلاف الأسر التي لا تستطيع الحصول على احتياجاتها الأساسية ، والمشكلة ليست فقط في تحدي الفقر و لكن أيضا تأتي لمعالجة مشكلة اجتماعية عميقة ، ووفقاً للقانون كافة المواطنين اليمنيين لديهم نفس الحقوق. ولكن عندما اطرح هذا السؤال على عدد كبير من غير الفئات المهمشة فتصورهم حول هذه الفئة سلبي إلى حدٍ ما : يقولون “ هم قذرون” و“هم كسالى” و“يريدون فقط إنجاب الأطفال و يستغلون النظام” .. بالطبع يوجد في أوساط المهمشين من هم كسالى و قذرون كما يوجد في بقية المجتمع أيضاً من غير المهمشين. هذه ليست مشكلة لدى المهمشين فقط ، ونحن نريد أن نغير التصور الخاطئ عن هؤلاء الناس .