حدث وحديث
يرتبط الإعلام ارتباطاً وثيقاً بالاتصال على الرغم من أنه لكل منهما شخصيته المتميزة وبمعنى آخر الإعلام توأم الاتصال متلازم معه وظيفياً, حيث يقوم الإعلام بنشر الأفكار والمعلومات بين الأفراد والجماعات وإيصالها إلى مختلف فئات المجتمع بأشكال اتصالية فنية بديعة وفي ظل التطورات الحديثة في تكنولوجية الاتصال عززت تقنيات الانترنت عمل الصحافيين من خلال تزويدهم بأساليب فعالة لسير المعلومات بعمق أكبر كما إنها أدخلت ثقافة مختلفة بأساسها تقوم على التفاعل المتبادل وعلى عدد أقل من القواعد والقيود, وقد بدأت الظاهرة المتعلقة بالصحافة في عالم الانترنت مع دخول المطبوعات إلى الشبكة الالكترونية وظهور البوابات والمواقع الإخبارية المستقلة عن هذه المطبوعات وقد حدث ذلك بين اندماج عالمين عالم المطبوعة التقليدية والالكترونية ويمكن القول هنا أن علاقة الصحافة بالانترنت قد أدى إلى نشوء الصحافة الالكترونية.إن جاذبية الانترنت تكمن في سهولة نشر المعلومة عليه واسترجاعها كونه وسيلة إعلامية تفاعلية تمكن المستخدم من حرية التصفح وإبداء واختيار ما يريده من معلومات كما إنها وسيلة اتصال تتيح له خدمات مثل البريد الالكتروني والاتصال والاتصال بالهاتف عن طريق الشبكة وسماع الموسيقى وحتى مشاهدة الأفلام، إضافة إلى ذلك أن الانترنت بات يعني القمة في التعبير عن حرية الرأي بعيداً عن مقص الرقيب وقوانين المطبوعات والنشر ولاشك أن الانترنت اليوم هو قلب ثورة المعلومات قد أصبح سمة مميزة لواقع العولمة الذي نعيشه.والصحافة الالكترونية باعتبارها وسيطاً إعلامياً هي بطبيعتها التكوينية تكون خارج سيطرة الدول وحكوماتها وذلك لأن الانترنت لا يتطلب ترخيصاً ففضاؤه مفتوح لكل من أراد أن يكون ناشراً كما أن الصحافة الالكترونية تتجاوز الأشكال التقليدية السابقة كقطب أحادي التأثير إلى تبني مفهوم الصحافة التفاعلية حيث تفتح على علاقة أفقية مع الجمهور وتتيح تفاعل المستهلك مع المراسلين والمحررين وكل المهتمين بالموضوع المعني وتمتاز الصحافة الالكترونية عن الصحافة الورقية والقنوات الفضائية والإذاعية بتحررها من الضغوط الناشئة عن عنصر الوقت وعدم وجود ضغوط إعلانية عليها ما يمنحها هامشاً واسعاً عن الحرية القدرة على التحليل والتوسع في تقديم أشكال متنوعة من النشاط الصحفي حيث يشكل الإعلام في عصرنا الحاضر القوة الأكثر تأثيراً في حياتنا بسبب التطور والتقدم التكنولوجي والمعلوماتي لكن هذه التكنولوجيا رغم فعلها المؤثر وقدرتها على تسهيل حياة الإنسان وشؤونه فإنها جلبت معها الآفات والكوارث والمآسي النفسية والاجتماعية, أسأل الله أن لا يكون ذلك وبالا على البشرية.