حدث وحديث
(كفانا خطابات وبيع كلام وعلينا أن نتجه إلى التنمية الشاملة) بهذه الإشارات توجه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إلى المواطنين في كلمته في ختام المهرجان الكرنفالي الذي شهدته مدينة عدن بمناسبة الذكرى 40 للاستقلال ورحيل آخر مستعمر من ميناء عدن في مدينة التواهي.واستناداً إلى ما ورد فأنه علينا جميعاً أن نعيش الحقيقة التي لاريب فيها بأن ( الكمال لله وحده) ولأتقول (أن كل شيء تمام) لأنه من يعمل يخطى ومن لايعمل لايخطى، ونعي كذلك : حقائق وأمور من صلب الواقع والإمكانيات المتاحة كانت السبب الرئيس للمضي في طريق النجاح. وبالمقابل كانت هناك عوامل هي السبب في وضع العراقيل وأدت إلى حدوث اختلالات يتم الآن العمل على إيجاد المخارج بشأن إصلاحها انطلاقاً من أن (اليمن بيت الجميع).ولان (اليمن بيت الجميع) فإننا في هذه الأوقات المهمة وما يتوجب فيها من بذل الجهود المخلصة الصادقة، علينا أن لاننسي بأن (الأوطان لاتبنى الا بسواعد أبنائها) وهذه حقيقة عرفتها المجتمعات البشرية في كل الأزمنة، ونحن هنا في (يمن الإيمان والحكمة) علينا أن لانتجاهل ما أجترحته جماهيرنا الصامدة في كل ربوع اليمن من انجازات بتضحياتها وبذلها السخي انطلاقاً من (حب الوطن من الإيمان) وهذا الإيمان الذي يجعلها محصنة بوعيها الذي يحميها من الوقوع (أسيرة الأفكار الهدامة) وحتى لا تقع في فخ الانجرار إلى الماضي بكل علاته والإنشداد إلى (الشعارات المحلية) التي ترسل من (وراء البحار) والأهم من كل ذلك أن هذه الجماهير التي بذلت جهوداً في مختلف ميادين العمل من اجل البناء والتنمية، تعي وتدرك تماماً أن (التطوير أو التغيير لا يأتي عبر التدمير).وليس عيباً أو نقيصة أن نقول أن ما تحقق منذ قيام الثورة وتحقيق الوحدة اليمنية، ليس عند المستوى المطلوب، لان الإخفاقات والقصور هي من صنع البشر، وكذلك الانجازات كان سببها بشر ولم تأت من المريخ. وهنا لابد من اتخاذ خطوات لتعزيز فاعلية الإدارة وقوة القانون ومواصلة السير في الطريق الصحيح لمعالجة (الإختلالات في مرافق ومفاصل الدولة) ووضع النقاط على الحروف، لان مؤشرات الواقع تؤكد أهمية تعاطي الدواء الناجع (ولوكانمراً) حتى يتعافي الجسم من الأمراض التي قد تصبح أوراماً خبيثة. ومن اجل أن نكون عند مستوى (أن الأوطان لاتبنى الا بسواعد أبنائها) فإن ما أعلنه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بمناسبة ذكرى الاستقلال أيضاً عن دعوة المخلصين للعودة إلى الوطن للمساهمة في عملية البناء والتنمية من الداخل، فأن الحوار يبقى مسؤولية الجميع من اجل بناء الوطن وتحقيق التنمية الشاملة ، ولذلك فإن قادمات الأيام ومن اجل الانتصار للوحدة والثورة والديمقراطية، تتطلب من كافة جماهير شعبنا اليمني (مجتمع مدني وأحزاب وتنظيمات سياسية) تفعيل دورها المطلوب عملياً في إطار حوار صادق هدفه العمل الجماعي لتنفيذ برامج التنمية الشاملة بعيداً عن الانتماءات والمصالح الشخصية والولاءات الضارة بالوطن.