قال مايك ستيفن الصحفي والمحلل الاقتصادي في كتابه ( نافذة العصر) أن العالم يتشكل على مدار الساعة ، ما يعرف بالصدمة الاقتصادية .. وبمفهوم يدركه من يطل على نافذة العصر من الانترنت. (مستر مايك) ... يقصد بالطبع بـ (الصدمة الاقتصادية) : الاجتياح الاقتصادي بشقيه التقني والصناعي الذي تشكل في السنوات العشر الماضية في جنوب شرق أسيا وتحديداً في الصين ، التي استقطبت العقول المهاجرة في أبنائها ، الذين نقلوا التقنية الحديثة إلى وطنهم الأم واستثمروها لإعادة صياغة الوعي التقني والصناعي في هذا البلد المنفتح بصمت ، والذي أجاد صناعة الاستثمار صناعة الاستثمار العصري المتطور وحول الصين إلى مقاطعات تخصصية وجاذبة للمستثمرين وحققت الصين بذلك صدمة للسياسة لحساب إنشاء قاعدة اقتصادية تحقق نمواً مذهلاً في سوق التجارة العالمية تصل إلى 65 في المائة سنوياً ، بحسب آخر الإحصائيات وأصبحت الصين تغازل اليابان على مستوى القمة وتخرج من جمودها الأيديولوجي وماضي الثورة الثقافية إلى عملية استدعاء العصر بأدواته للصعود وكسر الحواجز السياسية والنفسية مع الجارة السباقة ، للوصول إلى محور استثمار المتغيرات الدولية لوضع قاعدة للشراكة الاقتصادية ، بعد تأهيل الاقتصاد الصيني للمنافسة عالمياً. من هنا ندرك أن مقومات أي دولة هو اقتصادها ولم تعد شعارات الستينات والسبينات وما بعدها تتماشي مع الإصلاحات والانفتاح .. إذ أن العالم شهد ما يشبه (زحزحة القارات) بالمفهوم الجغرافي ، أصبح العالم الغني يتعاطى مع جزء من جنوبه الفقير بفعل ماض وهو يلاحظ تلك العيون الصغيرة (النصف مفتوحة) في القارة العجوز بحذر شديد ، عندما نسأل أنفسنا نحن هنا في اليمن : ما الذي يعنينا في هذا السياق المحموم .. ولماذا أبعدتنا الجغرافيا عن الخطوط الكنتورية لنجد أنفسنا في قلب مدار الجدي وعلى اليابسة نعيش في إقليم واحد ونتبنأ دائماً بهبوب رياح معاكسة؟! ربما كانت عملية تهميش العقول والمبدعين هنا في اليمن ظاهرة من ظواهر إنتاج الفساد لكنها بالطبع ليست العامل الأساسي في هروب وتقهقر هذه العقول عن الإسهام في معركة من نوع آخر ، بعيداً معركة (الترويج للاستثمار) وإظهار اليمن من خلال عقولها وليس من خلال أبواقها التي تلعلع وتحول بلادنا إلى طبل كبير!!عملية الترويج للاستثمار ، هي علم اقتصادي في مجال المنافسة ، ولن تنجح هذه العملية بدون مشاركة أقلام صحفية متخصصة وإعلام مرئي بقنواته الفضائية والنشرات الدورية المتنوعة التي يصدرها متخصصون مؤهلون .. من هنا حاولت الغرفة التجارية والصناعية في محافظة لحج البدء بهذه التجربة في عام 2005م وكانت بالفعل هي السباقة والرائدة في خطف المبادرة من المتفرجين في المحافظة.. كانت الفكرة هي جذب رجال الأعمال والباحثين والصحفيين والمبدعين لإيجاد حراك اقتصادي عرف بـ (الملتقى الأول) ونظمت ندوات لرجال أعمال وباحثين من أساتذة الجامعات ومتخصصين في البحث العلمي وصحفيين واقتصاديين ومبدعين في الوسط الإعلامي ، قاموا بالتغطية الكاملة للملتقيات السنوية الثلاثة بشكل مبرمج. حققت نتائج الملتقى خلاصة .. هي : (أن اليمن غنية بثرواتها المعدنية والزراعية والسمكية والسياحية والمياه المعدنية الحارة والآثار ، قامت الغرفة مشكورة عبر رئيس مجلس إداراتها الشاب حسين عبدالحافظ الوردي بإصدار مطبوعات عن مناطق الاستثمار في اليمن ، تم إعداد جزء كبير منها من قبل صحفيين متخصصين ، وأبحاث في بطون ثلاثة مجلدات لأكاديميين وباحثين اقتصاديين ، وكتاب عن الثروات المعدنية في اليمن وأماكن تواجدها بالصور والخرائط للباحث الجيولوجي الدكتور محمد علي مقاش ، ومتحف جيولوجي في الطابق الأعلى لمبنى الغرفة في حوطة لحج يحتوي على (250) عينة جيولوجية مع خرائط وصور لأماكن تواجد هذه القطع ، كتاب آخر عن السياحة ، يستعرض الأماكن السياحية والمياه المعدنية الحارة والآثار في اليمن. وكتيب يتناول (التلك) في اليمن مواقعه وخواصه واستخداماته ، مع إصدار دليل استثماري لمحافظة لحج. جهود ضخمة وعقول نيرة ساهمت في إضاءة شمعة في لحج ، ولإبقاء الشمعة متقدة تحتاج هذه المحافظة إلى قيادة متميزة في السلطة المحلية تدرك أن الترويج للاستثمار هو مهمة وطنية .. هل نتفاءل يا (مستر ستيفن)؟ حسناً سنفعل .
|
اتجاهات
لحج.. والترويج للاستثمار
أخبار متعلقة