المعاقون في العالم
إن الاحصاء الذي قدمته الأمم المتحدة بأن عدد المعاقين في العالم يبلغ حوالي ستمائة وخمسين مليوناً أي ما نسبته عشرة في المئة من عدد سكان العالم يكاد لا يكون دقيقاً، فالعدو الإسرائيلي خلال اجتياحه جنوب لبنان في الثاني عشر من يوليو حتى منتصف أغسطس وكذا قصفه المتكرر خلال نفس الفترة وما بعدها لقطاع غزة في فلسطين المحتلة قد فاقم من حجم المعاقين تحت الاحتلال، ناهيك عن أن أكثر عائلات دول العالم النامي تحجم عن الافصاح لمندوبي الإحصاء عن وجود معوق من أفراد العائلة، وهذا الإحجام يجعل الإحصاء المذكور أعلاه أقل بكثير مما هو في الواقع.إعداد/ عمر عبد ربه السبعغير أن هذا الإحصاء - رغم عدم دقته - ورغم إنه لا يشمل المصابين بأمراض نفسية وأمراض الصرع، وصعوبات التعلم وما شابه هذه الأمراض إلا أنه شكل بارقة أمل للأشخاص المعاقين وهيأ الأجواء للعمل الفعلي وليس النظري من أجل توفير حياة مناسبة لكل معوق ومعوقة إذا أكدت القراءات السياسية نجاح الأمم المتحدة في تمرير أول معاهدة دولية لحماية حقوق المعاقين، هذه المعاهدة التي تلزم الموقعين عليها بالعمل على إلغاء التمييز ضد أصحاب الإعاقات إضافة إلى زيادة دمجهم في مجتمعاتهم ومحاربة الصور النمطية السائدة عنهم، كالنظر إليهم بعين الشفقة والرحمة.فمعاهدة »حماية وتعزيز حقوق المعاقين وكرامتهم« قد وقعتها 102 دولة وعارضتها خمس دول هي إسرائيل والولايات المتحدة واستراليا وكندا واليابان، فيما امتنعت ثماني دول عن التصويت، بعدما أصرت المجموعة العربية على أن تتضمن المعاهدة معاناة المعوقين تحت الاحتلال.الجدير بالإشارة إن مقدمة نص المعاهدة قد أشارت إلى أن الاحتلال مصدر خطر للمعاقين في إشارة واضحة لدولة إسرائيل، وقد رفض كل من مندوب الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل المقترح الذي قدمته المجموعة العربية بإدراج نص على "حماية كاملة للمعاقين بسبب النزاعات المسلحة والاحتلال الأجنبي".إن الاتفاق على حماية وتعزيز حقوق المعاقين وكرامتهم وإنجاز هذه المعاهدة يشكل تحولاً كبيراً في التعاطي الدولي مع ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين، وإن كانت فاعلية هذه المعاهدة سيتم العمل بها ابتداءً من العام 2008م.وقد هنأ رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة (بان ياسون) أعضاء الوفود المشاركة والأعضاء في الأمم المتحدة وكذا المدعوين من المنظمات المدنية غير الحكومية المعنية بحقوق المعاقين بما تم التوصل إليه بالمعاهدة وقال :"أنتم تبعثون برسالة رائعة إلى العالم، رسالة مفادها إننا نريد الحياة والكرامة للجميع، وأن جميع الناس متساوون".إن الجمعيات المدنية والأهلية العاملة مع ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين في اليمن تعمل بشكل حثيث لتأهيل جملة من المعاقين للمشاركة في العمل المكسب كما أنها تلقى الدعم والمساندة من قبل الحكومة اليمنية وتيسر الدولة لها الإمكانات والجو الملائم لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع كالمساهمة في الأعمال التي تلائم إمكاناتهم وقدراتهم وطاقاتهم، وتوفر لهم سبل العيش الكريم البعيد عن النظرة القاصرة المفعمة بالشفقة والرأفة.