سفير «اليونيسف» الإقليمي للنوايا الحسنة الفنان محمود قابيل لــ ( 14 اكتوبر ) :
دبي / لقاء وتصوير : دفاع صالح(( قبل خمسين عاماً رغبت منظمة «اليونيسف» في وسيلة لإيصال رسائلها إلى أطفال العالم لترويج مبادئها ومشاريعها ، فوجدت أن أفضل السبل تكون من خلال شخصية لها قاعدتها الشعبية الواسعة وجمهورها العريض . آنذاك وقع الاختيار على الممثل الكوميدي البريطاني (داني كابي) المشهور جداً بين الأطفال والمعروف بأنه كان يقوم دائماً بأعمال خيرية ، وهكذا أصبح داني كابي أول سفير للنوايا الحسنة لـ«اليونيسف»...)).بهذه الإفادة الرائعة بدأ حديثه معنا .. وكونه سفيراً إقليمياً للنوايا الحسنة ، فقد كان حاضراً في المنتدى الإعلامي الإنساني العربي الثالث الذي نظمه مكتب اليونيسف الإقليمي بالتعاون مع نادي دبي للصحافة وصحيفة البيان الإماراتية في دبي للفترة من 24 - 27 نوفمبر 2007 ..أمور كثيرة تطرقنا إليها في حديثنا مع الفنان محمود قابيل ، فإلى التفاصيل :[c1]منزلي هو موقع سفارتي * عن دورة كسفير للنوايا الحسنة يقول :[/c]- سفير النوايا الحسنة عبارة عن شخصية محبوبة من قبل الأطفال ، وفي المجال الذي تعمل فيه ، وهذه الشخصية تقع عليها مسؤولية إقناع الجمهور برسالتها ، وقبل أن تبعث إلي منظمة اليونيسف وتطلب مني أن أكون للأمومة والطفولة ، وطبعاً كانت موافقتي فورية لأن ذلك أعطاني فرصة للتعامل مع أطفال العالم ، وليس فقط مع أطفال مصر ، وبالتأكيد أن التعامل الداخلي مع الأسرة هو الذي جعلني أصل إلى هذا المركز كسفير للنوايا الحسنة ، فمنزلي هو موقع سفارتي واهتمامي بأولادي وكيفية التعامل معهم وكيفية تربيتهم واحترامهم والتعامل معهم كأشخاص لهم حقوق وعليهم واجبات ، ومشاركة الأم في جميع المراحل أمر ضروري للغاية ، لأن المسؤولية مشتركة بالطبع والتواصل والصدق هو مفتاح الوسائل المختلفة للتعامل مع الأطفال ، والأب والأم مسؤوليتهما عبارة عن وحدة لا تتجزأ وجبهتها واحدة ، ورسالتي للآباء والأمهات أن يكون هناك تواصل وصدق وهذا هو مفتاح نجاح أية علاقة ، يجب أن نبتدئ بأنفسنا وبعلاقتنا ببعض ، وعلينا مواجهة أنفسنا لمعرفة الصح من الغلط وما هو الشيء الذي ممكن نغيره من أجل القدرة على التواصل مع النفس ومع الفرد الآخر.[c1]واقع الطفولة * ماذا عن واقع الطفولة اليوم ؟[/c]- شهادتي عن واقع الطفولة ، نتجت عن العديد من الزيارات الميدانية التي قمت بها خلال عملي كسفير اليونيسف للنوايا الحسنة ، ففي زيارتي إلى الأردن والسودان ولبنان وصعيد مصر والوجه البحري واليمن ودول افريقية وأسيوية أخرى .. رأيت أطفال كلهم طاقة وذكاء وحنان ، رأيت إمكانيات هائلة لمستقبل عظيم ، فهؤلاء الأطفال لديهم إمكانية أن يكونوا علماء المستقبل وكتابه وفنانيه ورياضييه ، ينافسون على الميداليات ويفوزون بجوائز نوبل واوسكار ، ويتفاعلون مع العالم وفيما بينهم بقيم الحق والعمل والمساواة واحترام ثقافتهم وثقافة الغير ، ومعنى ذلك أن واجبنا نحن الكبار هو أن نوفر الفرصة لهؤلاء الأطفال .[c1]شباب الأمس واليوم * وعن شباب الأمس واليوم ،يقول :[/c]- أكيد في تطورات وتغيرات كثيرة بين الأمس واليوم ، وبالطبع التطور شيء جميل والتأقلم على التطور شيء أجمل ، خصوصاًُ من الأجيال حين تتواصل مع أجيال أخرى ، فالفنان عمر الشريف كان يتكلم مع ابنه وعلاقته بأصدقائه وعلاقاته العاطفية فيقول نحن أيام زمان كنا نقرأ ، وكنا نسمع عبد الحليم حافظ وأم كلثوم ، وكان أقصى شيء نعمله أن نكتب (جواب ) نعبر فيه عن مشاعرنا ؛ والآن شيء مختلف جداً ، وبوجود الانترنت وغيره أصبحت المشاعر الكترونية ، إنما الحلو في عمر أنه تأقلم وقبل بالآخر ، وطبعاً في فرق شاسع بين شباب الأمس وشباب اليوم وهذا لا يعني أن هذا أحسن من ذاك أو هذا أسوأ من ذاك ، هذا معناه أن هناك تطوراً في جوانب ايجابية يجب أن تحترم في تعاقب الأجيال ، والأسس السليمة واحترام الذات واحترام العقيدة واحترام العادات والتقاليد هذه أسس لا تتغير ولا تتطور وهذه هي البطاقة الشخصية لنا والتي يجب أن نفتخر بها .[c1]محمود قابيل .. الفنان * وماذا عن مسيرتك مع الفن ؟[/c]- الفن استعداد فطري كان يلازمني ، ولم يكن اكتساباً وأنا في صغري كنت أملك رغبة فنيه غنية ، كنت أرسم وأؤلف باللغة الفرنسية قصصاً قصيرة وأحب الاستماع إلى الموسيقى مع أني لا أجيد العزف وعندما قررت اختيار مهنة توجهت إلى الكلية الحربية ، ولكن حبي للفن لم يتغير لمجرد دخولي هذا السلك .[c1]* وكيف استطعت أن تجمع بين كل هذه الميول ؟[/c]- كما قلت أن حبي للفن كان ناتجاً عن استعداد فطري ودخولي السلك العسكري لم يصنع أي قيود على ذلك الاستعداد ، كما أن حبي للكتابة الأدبية دفعني لإصدار مجموعة قصص قصيرة .[c1]* هل هناك شروط معينة تضعها لاختيار أدوارك التمثيلية ؟[/c]- لا أضع شروطاً ؛ عندي منهج معين ، فأنا اختار وأوافق وأوقع العقد عندما أحب الدور المعروض علي ، وإذا عرض علي دور لا أحبه أرفضه بكل بساطة .[c1]* ما هو الدور الذي قدمته ، ثم ندمت عليه ؟[/c]- في فترة ماضية شاركت في مسلسل درامي وقمت بدور سائق عربة جاهل لا يجيد القراءة والكتابة ويحب بائعة (الكازوزة) . كانت قصة غريبة ، وقد تلقيت اتصالات انتقدت الدور . وبما أن المقياس هو الجمهور، فقد اقتنعت بأني لم أكن أصلح للدور، لكني لست نادماً.[c1]الإعلام العربي * كيف تقيمون أداء الإعلام العربي في تناوله قضايا الأطفال واليافعين والشباب ؟[/c]- أستطيع القول إن مستوى العطاء الإعلامي العربي في تطور كبير جداً ويحتاج إلى تشجيع والإعلامي أنا اعتبره أخطر من الجندي ، والكلمة بالفعل قد تكون أقوى من الرصاص ، لكني أيضاً أقول أن ما يقوم به الأعلام العربي تجاه قضايا الأطفال والشباب غير كافٍ ومازال أعلامنا يعطي للأخبار الفنية والشائعات الفنية مساحة أكبر من المساحة التي يعطيها لقضايا الشباب ، ويجب أن لا تغلب هذه الاخبار على أشياء أخرى لها أهمية كبيرة ، ويجب أن يكون هناك تناول أكثر جدية في مختلف وسائل الإعلام لكل الأمور المتعلقة بحياة الشباب وطبعاً هذا لا يمنع من وجود مساحة لأخبار نجوم الفن ونجوم كرة القدم المحبوبين ، لكن بنسب متعادلة ومعقولة .[c1]* ما هي الكلمة التي تحب ان توجهها في ختام هذا الحديث ؟ [/c]- اطلب من كل واحد أن يقوم بعمل واحد يساهم في تحسين وضع الأطفال في العالم العربي ، وقد يكون هذا العمل هو مقال أو برنامج تلفزيوني ، وقد يكون إطلاق مبادرة جديدة لإصلاح مركز الشباب في إحدى القرى ، وقد يكون إقامة فصل دراسي للفتيات المهم أن ننتقل من مجال الكلام إلى مجال العمل..