صباح الخير
بالرغم من ترديد هذا الشعار كشعار لهذه المرحلة فاني ارى ان القائمين على هذا المجال بحاجة لاستيعاب مفهوم هذه الكلمات وربطها بالواقع الذي نعيشه واسلوب التعامل الجاف شديد الربح الذي اصبحوا يتعاملون به معنا.فالضربات الموجعة لتكاليف الاتصالات لم يسلم منها واحد من زبائنهم الكرام سواء من حيث الفواتير المجحفة التي لاترحم، او من حيث تقليعة القطع المفاجئ بسبب الفواتير المرتفعة التي لم يعد عقل المستهلك ولا امكانياته تستطيع تقبلها ، مهما حاول من تقنين وتخفيض في عدد المكالمات او تقليل استعمال الانترنت لمن لديه هذا النوع من الخدمة.اوقفنا خدمات السيار، قطعنا صلة الرحم ولم نعد نتواصل مع الاهل ولا مع الاصدقاء بالسؤال عن احوالهم في التلفونات، غرسوا فينا الانانية وحب الذات، وصار كل منا ينتظر ان يبادر غيره مهما كانت منزلته بالاتصال ، وبدلا من ان تسجل المكالمة عليه تسجل على غيره. صارت خدمة الاستقبال موجودة في اكثر البيوت حتى لاتنقطع مصالح الناس او صلتهم بذويهم، صار قطع خدمة التلفون بين الوقت والآخر امرا عاديا لايسلم منه اي منزل مهما كان حجم استهلاكه قليلاً او كثيراً، الكمبيوتر دائما صح والمواطن دائما غلطان.خدمة الاتصالات لم تأت لخراب جيب المواطن ولكن لمصلحته ، وتسهيل اموراده الحياتية، التلفون اصبح كابوسا يؤرق الجميع ولولا انه مهم في حياتنا لما تردد الكثير منا لحظة واحدة في وقف هذه الخدمة التي اصبحت تقاسمنا لقمة عيشنا وبدرجة كبيرة، لكل منا قدرة على الاحتمال ولم تعد اعصابنا ولاسننا ولاصحتنا تحتمل الانفعالات الكبيرة التي تسببها لنا الفواتير ذات الارقام الخيالية التي لاتتوافق لا مع استخداماتنا ولا مع ماتحويه جيوبنا من الراتب الشهري.وفي الوقت الذي يمارس فيه هذا الضغط الكبير على المستهلك المنزلي لخدمة الاتصالات نرى التوسع الكبير وغير العقلاني في كابينات الاتصالات وهاهو الانترنت وكأن هناك خطة لتنفير المواطن من خدمة المنزل وتوجيهه لخدمة كبائن الاتصالات، وبالمقابل ايضا انتشار مقاهي الانترنت والتعامل غير العقلاني معها للمستهلك افضل من خدمة الانترنت للمنازل.كواحدة من المستهلكين لخدمة الاتصالات وبالرغم من انتظامي في تسديد الفواتير وعدم افراطي ولاحبي لاستخدام التلفون غير العقلاني وكذا افراد اسرتي قليلة العدد فقد وصلت رغم كل هذا الى مستوى العجز في تسديد قيمة الفواتير التي ارتفعت فجأة ودون مقدمات ولا اسباب من ادنى مستوياتها الى اعلاها مما دفعنا وسيدفعنا الى الاستغناء عن كثير من خدماتة وبالتدريج بدءاً بفصل خدمة السيار وانتهاء بتعليق خدمة الانترنت وربما يكون الحل القادم الاستغناء نهائيا عن خط التلفون والاتجاه الى كبائن التلفونات ومقاهي الانترنت، وبهذا تكون الرسالة قد وصلت!!.كنا نتصل وندفع ملاليم، صرنا لانتصل وندفع آلاف !! نحن لانتقدم بل نرجع الى الوراء فرفقاً بنا.