الدكتور العليمي في كلمة اليمن لدى ترؤسها اجتماعات الدورة الـ (25) لمؤتمر وزراء الداخلية العرب :
تونس / سبأ :أكدت الجمهورية اليمنية ضرورة إعادة اللحمة العربية وتقوية أواصرها والسير بخطى ثابتة ومتزنة نحو وحدة الصف العربي وتفعيل وتطوير الجامعة العربية وتكويناتها.وقال نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الدكتور رشاد العليمي في كلمة ألقاها مساء أمس في اجتماعات الدورة الـ 25 لمؤتمر وزراء الداخلية العرب التي بدأت أمس في تونس وتستمر يومين برئاسة اليمن:” إن ما نشهده في عصرنا الراهن من تحديات وتغيرات متسارعة في مختلف المجالات ليؤكد حاجة دولنا العربية إلى القيام بمراجعة الواقع الذي يعيشه الوطن العربي اليوم والمسيرة العربية في الماضي القريب وتقييم هذه المرحلة بإخفاقاتها ونجاحاتها تمهيداً لوضع رؤية واضحة محددة وموحدة لإعادة بناء المجتمع العربي كقوة إقليمية في خضم عالم جديد تسوده التكتلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.وأضاف “إن عالمنا المعاصر يفرض علينا أن نعيد حساباتنا في ترتيب أولويات مجتمعاتنا وتعزيز أواصر الأخوة بيننا من خلال الاحترام الصادق لبيت العرب (جامعة الدول العربية) والعمل على تقييم أدائها والوقوف أمام سلبياتها وايجابياتها ومن ثم التوجه الصادق لتحقيق الطموح العربي الذي أنشئت الجامعة من أجله “. ولفت الدكتور العليمي إلى أن السياسة التي تنتهجها الجمهورية اليمنية بقيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية, تكرس لدعم المساعي الحثيثة لإعادة اللحمة العربية وتقوية أواصرها والسير بخطى ثابتة ومتزنة نحو وحدة الصف العربي، وتحرص على تفعيل وتطوير الجامعة العربية وتكويناتها”.وأكد العليمي أن تحقيق مصالح الشعوب العربية يدعو إلى تجاوز الصعوبات والمعوقات التي حالت دون وصولهم إلى التكتل المنشود والقادر على تحقيق الاندماج الاقتصادي والسياسي في الوطن العربي.وتابع قائلا :” “ وبالرغم من تلك الصورة القاتمة لمسيرة العمل العربي المشترك إلا أن هناك نقاط مضيئة في تاريخنا المعاصر منها إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة وكذا التطورات الاجتماعية والسياسية التي أسفرت عنها قيام التكتلات العربية الناجحة ونذكر منها في تاريخنا المعاصر مجلس التعاون لدول الخليج العربي والاتحاد المغاربي التي نأمل أن تكون مقدمة لشراكة اقتصادية حقيقية وسوق عربية مشتركة”.وأضاف “وإذا كانت جامعة الدول العربية بمكوناتها المتعددة قد أسهمت في محاولة توحيد الصف العربي وتكوين مجتمع متكامل في اقتصادياته وسياساته انطلاقا من قواعده الثابتة في التاريخ والثقافة والمصالح والمصير، فإن الأمل ما يزال يحدو الشعوب العربية في أن تنهض حكوماتها لتنهض معها الجامعة العربية من كبوتها التي عمقتها الخلافات والصراعات السياسية التي سادت الوطن العربي خلال ما يزيد عن نصف قرن من الزمان منذ تأسيس الجامعة العربية وعصفت بما كان الأمل معقوداً عليه في النهوض نحو الاندماج الاقتصادي والسياسي والاجتماعي”.ونوه نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية إلى أن ما يعاني منه المجتمع الدولي من انتشار للجريمة المنظمة عموماً وجرائم الإرهاب خصوصاً يؤكد العبء الثقيل الملقى على عاتق الأجهزة الأمنية في القيام بواجبها الأساسي في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات ووقاية المجتمعات من أضرارها ومخاطرها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.وقال “ لما كان من المسلم به أن العالم أصبح بمثابة قرية واحدة نظراً لسهولة الانتقال والاتصال ولم يعد أي مجتمع أو دولة بمنأى عن الإضرار بها وبمصالحها من قبل الإرهابيين والمجرمين فإن الحاجة اليوم ماسة إلى توحيد جهود الأجهزة الأمنية في مواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه وتمويلاته ومكافحة الجريمة المنظمة عموماً” .. مجددا دعوة الجمهورية اليمنية إلى ضرورة التعاون والتنسيق على المستوى الثنائي (بين دول الجوار خصوصاً) وعلى المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي بما يكفل نجاح عمليات ضبط الجريمة والمجرمين ومحاكمتهم أو تسليمهم لمحاكمتهم وفقاً للقواعد والاتفاقيات النافذة بين الدول.وتطرق العليمي إلى النجاح الذي أثبته التعاون على المستوى العملي بين الأجهزة الأمنية في اليمن ونظيراتها في المملكة العربية السعودية الشقيقة والذي أدى إلى إحباط العديد من العمليات الإرهابية التي كانت مخططات الإرهابيين تسعى لتنفيذ بعضها في اليمن وبعضها الآخر في السعودية وربما في بلدان أخرى مجاورة .. مشيرا في هذا الصدد إلى تمكن أجهزة الأمن اليمنية خلال العام المنصرم من ضبط ما يقارب خمسة أطنان من المخدرات وأكثر من /800/ ألف قرص مخدر كانت كلها معدة للعبور بها إلى دول الجوار.وشدد العليمي على أهمية انعقاد دورات مجلس وزراء الداخلية العرب لتقييم مسيرة المجلس خلال المرحلة الماضية وتحديد جوانب النجاح والتحديات أمام تحقيق الأهداف والمقاصد التي أنشئ من أجلها.. وكذا وضع الرؤية الصحيحة لحاضر ومستقبل العمل العربي في هذا المجال من خلال التمسك بأوجه النجاح والمحافظة عليها والعمل على معالجة أوجه القصور والسعي لتصويبها وتجاوزها.. مؤكداً أن نظرة الجمهورية اليمنية نحو مجلس وزراء الداخلية العرب هي نظرة إعزاز وتقدير باعتبار أن هذا المجلس ظل مواكباً لمستجدات العصر في مواجهة تطورات الجريمة وانتهاج السبل الملائمة للوقاية منها ومكافحتها، بالإضافة إلى تقريب وتوحيد الرؤى والنظم للأجهزة الأمنية العربية في تشريعاتها وإجراءاتها والتعاون والتكامل فيما بينها، والاهتمام برعاية الحقوق الإنسانية لرجال الشرطة ولأبناء المجتمع على حد سواء.. فضلاً عن أن المجلس عمل على فتح آفاق التعاون البناء مع مجلسي وزراء العدل والإعلام العرب، والمنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة بالعمل الأمني.ونوه إلى أن مضامين الاتفاقيات والاستراتيجيات والقوانين النموذجية والاسترشادية والدراسات والبحوث الصادرة عن هذا المجلس في مختلف المجالات والأنشطة الأمنية تؤكد وتعزز ذلك.وقال الدكتور العليمي في كلمته “إن المؤتمرات والاجتماعات التي ينظمها المجلس دورياً لرؤساء الأجهزة الأمنية المختلفة (الهجرة والجوازات والجنسية - البحث الجنائي والأدلة الجنائية - مكافحة المخدرات - مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة - أجهزة المرور - أجهزة الدفاع المدني - الإعلام الأمني) قد حققت تقارباً وتعاوناً على قدر كبير من الأهمية بين هذه الأجهزة من خلال ما يصدر عنها من توصيات يتولى المجلس تمحيصها وإقرار الصائب منها والإشراف على متابعة تنفيذها بهدف تحقيق التكامل والتنسيق الشامل بين كافة الأجهزة الأمنية العربية وبما يخدم الأمن في أقطارنا العربية ومنطقتنا والعالم عموماً”.وأكد أن الاستمرارية في انتظام انعقاد دورات المجلس ومستوى التمثيل فيه جعل من المجلس الذي يعد أحد مكونات الجامعة العربية يمثل صفحة مضيئة ونقطة نجاح وبارقة أمل في وحدة الصف العربي وإبراز إمكانيات العمل العربي المشترك لخدمة المصالح القومية.. بالإضافة إلى الجدية الملموسة في الأمانة العامة للمجلس ومكاتبها المتخصصة والدور العلمي البارز الذي تقدمه جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وفوق ذلك ما يحظى به المجلس من حسن الرعاية المقدمة من رئيسه الفخري صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز.وشدد العليمي ضرورة أن تصدر عن هذه الدورة توصية خاصة بوضع آلية مناسبة لتقييم دور المجلس في مسيرته الماضية وتقديم المقترحات المناسبة لرفع كفاءته وتطوير أدائه في المستقبل بما يكفل تحقيق كامل الأهداف المتوخاة منه لمواجهة تطورات ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة في ظل الأوضاع والمستجدات الإقليمية والدولية الراهنة.وجدد العليمي تأكيد اليمن على ضرورة التعاون والتنسيق لإنجاح الجهود الرامية إلى حفظ السلم والأمن الدوليين والعمل على إنهاء ومعالجة كافة بؤر التوتر في منطقة الشرق الأوسط والقرن الأفريقي ومختلف مناطق العالم خصوصاً الأوضاع المتدهورة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي العراق والصومال واحترام قرارات الشرعية الدولية التي تفرض على المجتمع الدولي احترام الحقوق الإنسانية ومنع الاعتداء والاحتلال والتدخل في الشؤون الداخلية للدول.. وبالإضافة إلى ذلك تأكيد احترام حقوق الشعوب المشروعة في الدفاع عن أراضيها المغتصبة.. داعياً الدول والمجتمع الدولي إلى أن يعيد حساباته في احترام هذه الحقوق ويعمل على إنهاء بؤر التوتر من أجل الحفاظ على الاستقرار والأمن المنشود لكافة دول العالم.وقال “إن اليمن في هذا الصدد تؤكد وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل نيل حقوقه وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني ، كما تؤكد تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي وتشدد في الوقت نفسه على ضرورة التعاون مع الشعب العراقي والشعب الصومالي والأخذ بأيديهما للخروج من محنهما والسعي للحيلولة دون التدخل في الشؤون الداخلية لكافة شعوب المنطقة ، وتدعو جمهورية إيران الإسلامية كدولة مسلمة وجارة إلى القبول بدعوة الإخوة في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتحكيم لحل الخلاف القائم حول الجزر الإماراتية المحتلة.