للتحذير من هجمات إرهابية :
لندن / متابعات :بعد أحداث 11 سبتمبر تحاول الدول الكبرى جاهدة تسخير كل ما توصلت إليه من تكنولوجيا في مواجهة الإرهاب أو على أقل تقدير تفادى الخسائر الفادحة الناتجة عنه وهو ما دفع دولة مثل بريطانيا بعد تعرضها لهجمات إرهابية في البدء باستخدام الرسائل الإلكترونية لتحذير مواطنيها في حال التعرض للخطر.وبالفعل بدأ جهاز المخابرات الداخلية في بريطانيا والمعروفة باسم M15 في تقديم خدمة جديدة لتحذير المواطنين في بريطانيا من هجمات إرهابية محتملة عبر الرسائل الإليكترونية.ويستطيع مستخدمو الإنترنت التسجيل في هذه الخدمة من خلال موقع الوكالة www.mi5.gov.uk لتلقي رسائل إليكترونية في حال حدوث أي تغير في درجة الأمن في البلاد. ويحدد هذه الدرجة مركز تحليل الإرهاب المشترك التابع للحكومة البريطانية ويتم بثه على موقعي جهاز المخابرات الداخلية ووزارة الخارجية البريطانية منذ العام الماضي. وقد حدد المركز درجة التهديد الحالية بالمستوى الثاني منذ أوائل شهر أغسطس الماضي بعدما أحبطت الشرطة وأجهزة الأمن مؤامرة لتفجير طائرات الركاب العابرة للمحيط الأطلنطي باستخدام متفجرات سائلة. ويقصد بالمستوى الثاني أن هناك احتمالات كبيرة بوقوع هجمات إرهابية في حين أن المستوى الأول يشير إلى أن هجوماً إرهابياً وشيكاً. وقد أعلنت رئيسة جهاز المخابرات الداخلية أن الجهاز يتتبع أكثر من 1600 مشتبه فيهم من 200 جماعة وتجمع معظمهم علاقات بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن. [c1]التكنولوجيا سلاح ذو حدين [/c]وإذا كانت الدول تستخدم التكنولوجيا فى مواجهة الإرهاب فإن الأخير هو الآخر يستغلها لمصلحته وخير دليل على ذلك برنامج جوجل إيرث “Google Earth” الذى يصفه البعض بأنه نعمة ونقمة فى الوقت نفسه نظراً لما أتاحه البرنامج من معلومات جغرافية كانت تعتبر قبل ظهوره من الأسرار العسكرية.وباستخدام هذا البرنامج أصبحت أغلبية الدول كالكتاب المفتوح سهل القراءة والتصفح فأي شخص يتصل بالإنترنت يمكنه استخدام البرنامج وطباعة اسم المكان الذي يريد مشاهدته أو "تحديد المكان بشكل يدوي إن أراد"، للحصول على الصور الدقيقة للمكان المرغوب، وهو ما استغلته العناصر المسلحة فى عملياتها داخل بلادهم أو فى دول خارجية سواء بغرض تنفيذ هجمات إرهابية أو الدفاع عن أراضيهم ضد المحتل كما حدث بالعراق. فقد ذكر تقرير إخبارى نشر فى جريدة تليجراف أن المقاومة في العراق تستخدم برنامج جوجل إيرث لتنفيذ هجمات ضد المعسكرات البريطانية والأمريكية.وهذه المعلومات لم تأت من فراغ ولكن تم اكتشافها من خلال مستندات عثر عليها أثناء مهاجمة عدد من المنازل التي كان يختبئ فيها المسلحون.وأشارت الصحيفة استناداً إلى دوائر استخباراتية أن عناصر المقاومة قد استخدمت برنامج جوجل إيرث فى تحديد المناطق المستهدفة ويظهر ذلك جلياً فى الصور التي تم العثور عليها والتى تظهر محيط مدينة البصرة الجنوبية وكانت تحتوي على مبان تفصيلية داخل المعسكر البريطانى.بالإضافة إلى أهداف يمكن قصفها مثل الخيام وأماكن الغسيل والمراحيض كما أن خطوط الطول ودوائر العرض للأهداف المخطط قصفها كانت محددة على ظهر الصور.وأوضح ضابط مخابرات بريطاني فى تصريحات أوردتها الجريدة أنهم يستخدمون برنامج “جوجل إيرث” لتحديد أكثر الأهداف سهولة لقصفها، وتتعرض المعسكرات البريطانية في البصرة بشكل يومي تقريباً لقذائف الهاون.ويتيح برنامج جوجل إيرث تحديد الأماكن بسهولة كبيرة ودقة متناهية وبسرعة فائقة ، فما على مستخدم البرنامج سوى الضغط على منطقة ذات دلالة معينة وحينئذ ستنبثق إحدى نوافذ ديسكفري تضم روابطًا لكلا من ملفات الفيديو ومعلومات الموسوعة حول هذه المنطقة وتوضيح خطوط الطول والعرض.