في طريقي من الشيخ عثمان إلى المعلا، على الطريق البحري، عصر يوم الثلاثاء الموافق 18من شهرنا الجاري ،الساعة الخامسة إلاَّ ربع، شدَّ انتباهي منظر طائرة أقلعت من مطار عدن، وهي تنفث دخاناً أسود من ذيلها، واستمر خيط الدخان يخرج منها دون توقف حتى ارتفعت إلى ما وراء الأفق .. حينها لاحظت أن كل ركابالتاكسي، الذي يحملني، في حالة ذهول وحيرة، فسألت الراكب المجاور لي: هل رأيت طائرة في قلب السماء تطير والدخان يخرج من ذيلها دون توقف؟ فرد مشتت الفكر: لم يسبق لي ذلك، إلاَّ إذا كانت الطائرة تحترق!!فأردف السائق: ربما هي طائرة عسكرية.فأجاب راكب آخر: إنها مدنية، وهذا أمر خطير..وظللنا ، بقية الركاب، ننظر إلى الطائرة وهي تجر دخانها حتى غابت عن الأنظار.كان الموقف مخيفاً، إذ انتظرنا جميعاً وقوع كارثة، وأمرٌ جلل .. ولاندري هل وصلت الطائرة بسلامة الله وحفظه إلى مقصدها الأخير ـ حيث مقرر لها إنهاء رحلتها ـ أو حدث شيء ما لها ومن فيها .. إن مثل هذا الأمر، كانت توجد جهة ترصد حركة الطيران بشكل صحيح،في المطار، وجهة تتقبل أي ملاحظات تسجلها جهة الرصد تلك، لتم تشكيل لجنة تحقيق حول أسباب خروج الدخان من هذه الطائرة وقد ارتفعت عن الأرض،وتحملت إدارة الصيانة في المطار مسؤولية هذه المشكلة ، لان المعروف والمفروض أن اى طائرة تحط أو تقلع إلى ومن مطار يجب أن تجرى لها المفاقدة الاعتيادية ، والصيانة إذا تطلب الأمر ذلك ، وان تسبب هذا العمل في تأجيل موعد الرحلة القادمة ،لكن من أنا حتى اسأل هذا السؤال، أو أطلب مثل هذا التحقيق؟!كثيراً من الأمور الخطيرة تحدث في بلادنا ولا تؤخذ بعين الاعتبار حتى تقع الفأس في الرأس، وكم من طائرات عسكرية سقطت وتكرر ذلك في العام الماضي خاصة، وبشكل مفجع ومؤسف له ..لقد أصبحنا ـ في اليمن في حالة من المجازفة بكل شيء حتى بالأرواح، ولا نفكر بالنتائج، كما قال أحد الركاب: «نحن في اليمن .. ابتسموا» ..