غضون
* أعلن طارق الفضلي في 25 مارس 2006م في بيان مشهور «اعتزال العمل السياسي بكل أشكاله سواء في المؤتمر الشعبي أو أي عمل سياسي آخر قولاً و فعلاً، وذلك لقناعته الشخصية وانشغالاته الخاصة» - بحسب بيانه - .. ونسخ البيان إلى كل من رئيس الجمهورية ونائبه ورئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء أمين عام المؤتمر ورئيس مجلس الشورى، ورئيس جهاز الأمن السياسي!وكان للرجل دوافعه لاعتزال العمل السياسي «قولاً وفعلاً» كمال قال، ومعظمها ناتجة عن ضغوط أو إجراءات تتعلق بمكافحة الإرهاب وطرد الأفغان العرب من البلاد وزيادة الرقابة على أنشطة الجهاديين، ورغم أن «انشغالاته الشخصية» بالأرض والتجارة لم تشغله عن اهتماماته وعلاقاته بالجهاديين في هذه الأثناء إلا أنه وجد أن مكافحة الإرهاب وتنفيذ حملة منع الأسلحة أمر يفوق قدرته على الاحتمال.* عندما بدأت أجهزة الأمن المسنودة بقوات عسكرية يقودها وزير الدفاع بحملة ملاحقة المجرمين والمطلوبين أمنياً في أواخر مارس الماضي خاصة في مديرية خنفر وعاصمتها جعار ظهر الفضلي غاضباً لأن الحملة استهدفت أولئك المطلوبين الذين ينتمون غالباً لجماعة الفضلي، فأخذ يحاول إعادة صلاته القوية بتنظيم القاعدة ويبدو أنه نجح في ذلك إلى حد كبير.وبعد أسبوع من تلك الحملة خرج الفضلي في بيان أوائل أبريل قال فيه إنهم حينها سعوا إلى الوحدة سعياً ودافعوا عنها عام 1994م وإنهم كانوا يشعرون أنهم يؤدون واجباً وطنياً وعربياً وإسلامياً ليعودوا إلى وطنهم وأهلهم، لكن - كما قال - «خابت آمالنا».. لأن الوحدة صارت تؤذيهم في «أملاكهم وسمعتهم» وصاروا عرضة للمضايقة من قبل الذين لا يرون رأيهم ولا يدينون بمذهبهم السياسي. وطبعاً الرجل يتحدث عن نفسه وعن القاعدة والجهاديين.* وبعد أن أعلن أن تجربته «في العمل الرسمي لم تعبر عن اتجاهاته الوطنية» شرع في العزف مع العازفين على أوتار «الجنوبية» وتنطط من هيئة حراك إلى أخرى ولما وجد أن أصحابها لم يصدقوه ولم يثقوا به، تحالف مع دعاة «الجنوب العربي» الذين وجدوا أن طارق الفضلي وتنظيم القاعدة قد يخدمون مشروعهم ولو مرحلياً، وبرز هذا التحالف تحت مسمى «مجلس قيادة الثورة السلمية لأبناء الجنوب».. وقد استخدم الفضلي مؤخراً بعض السلفيين من عرابي تنظيم القاعدة والجهاديين فأصدروا له فتوى مباسم «وثيقة صادرة عن الهيئة الشرعية للثورة السلمية لأبناء الجنوب» أصلوا فيها تأصيلاً شرعياً لجواز دعم الثورة السلمية وجواز الاشتراك في الفتنة إذا كان أهل الفتنة محقين، كما حددت الفتوى الموقف من المواطنين المنحدرين من المحافظات الشمالية المقيمين في الجنوب وهو عدم إيذائهم إذا لم يعتدوا وإذا لم يتدخلوا في قرارات وخيارات الجنوب.. ومنطق الوثيقة هو منطق السلفيين المنظرين للقاعدة.