إن ما يفسد الصيام هو ما يدخل الجوف من المنافذ الطبيعية كالفم والأنف والأذن وأن يكون الداخل إلى الجوف مما يمكن الاحتراز عنه كدخول المطر والثلج وأمثالهما فإذا لم يمكن للإنسان الاحتراز عنه لم يفطر إجماعاً.وبالنسبة للتداوي بالحقن ففي قول للمالكية إنها لا تفطر لأن ذلك لا يصل إلى المعدة ولا سبيل إلى تغذية الجسم بها تغذية مباشرة وإن كان ذلك مكروهاً إذا أمكن الاستغناء عنه أو تأجيله كحقن الفيتامينات وإذا كانت بعض هذه الحقن تحدث نشاطاً في الجسم وقوة عامة فإنها لا تدفع جوعاً ولا عطشاً.ومن ثم فإنها لا تأخذ حكم الأكل أو الشرب وان أدت شيئاً من مهمته ومن الفقهاء المحدثين مثل فضيلة الشيخ محمود شلتوت في كتابه الفتاوى يرى أن الحقن كلها لا تؤدي إلى الإفطار سواء كانت مغذية أم غير مغذية لأنها لا تدخل من المنفذ المعتاد للجسم فالحقنة الشرجية يدخل بها الماء في الجوف ولكن لا يصل إلى المعدة ولا تؤدي إلى الإفطار والحقن الجلدية أو ما يعطي في العروق يسري أثرها في العروق ولا تدخل محل الطعام والشراب فلا تفطر وبناء على هذا الرأي فإن أقماع البواسير أو المراهم أو التقطير في العين كل ذلك لا تأثير لشيء منه على الصوم حيث إنه ليس بأكل في صورته ولا في معناه لأنه لا يصل إلى المعدة التي هي محل الطعام والشراب.و القاعدة الشرعية التي تعتمد على قول رسول الله صلي الله علىه وسلم: “دع ما يريبك إلى ما لايريبك “ تجعلنا نحتاط في أمور ديننا وبخاصة في العبادات فإذا كانت حقن العلاج مرتبطة بأوقات معينة لا سبيل إلى تأجيلها وإلا اضطرب الجسم أو تأجل الشفاء.ولهذا لا حرج في تناول هذه الحق حيث لا ضرر ولا ضرار أما إذا كانت تحتمل التأجيل إلى ما بعد إفطار الصائم فمن المستحسن تأجيلها إلى ما بعد المغرب حتى يتحول الصائم من الشك إلى اليقين والمسلم بين عزيمة تدعوه إلى الالتزام بالتكاليف الشرعية بكيفيتها وأوقاتها وبين رخصة تخفف عنه هذا الالتزام إذا وجد مشقة فيه حيث يقول الله تعالى: “ يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر” والله أعلم .
|
رمضانيات
الحقن في رمضان.. لا تفطر
أخبار متعلقة