فريد محسن عليظهر مؤخراً بين اوساط الشباب واطفال المدارس تعاطي ( الشمة ) بل واستفحلت في كثير من جلسات القات وقد حدثني احد الزملاء بأنه اقلع عن تدخين السجائر واتجه نحو ( الشمة ) لانها اقل سعراً ولاتكلفه كثيراً وهي اي الشمة عندما تتعاطاها مع القات اكيف من السجائر وغير مضره وتذهب بك بعيداً بعيداً جداً ، ووضعها تحت الشفه السفلي لاتثير الاشمزار ولا احد يدرك وانت بين الحموع بانك تتعاطاها .. هذا هو التفسير على حد قول المتعاطين ، ولكن ماهي هذه ( الشمة ) والتي كنا زمان لانعرف عنها الا عندما نشاهد النازحين من محافظة الحديدة والذين كانوا ياتون لطلب لقمة العيش في عدن او لحج وكانت بالنسبة لهم التخديرة ، وهذه الفئة هي التي كانت معروف عنها تعاطي الشمة .. وفجأة تظهر في عصر العولمة والتحديث وعصر التكنولوجيا والتقدم وتصبح عادة ولاشك بأن تعاطيها يكثر في بلادنا وحتى دول الجوار وبعض الدول العربية والاجنبية الاخرى ، وتعد اصابات الفم من اخطر ماينجم عن تعاطي الشمة ، وتسبب تغيراً ملحوظاً في لون المخاطية الفموية نحو الابيضاض ( الطلاوة ) والتي تمثل آفة ماقبل السرطانية مما ينذر بالاصابة بسرطان الفم مستقبلاً ، فالشمة هي مسحوق يتدرج لونه من الاصفر الى الاصفر المخضر الى البني حسب نسبة التبغ المخلوط فيها ومواد اضافية اخرى ، وهنالك تسميات اخرى للشمة منها السعوط (التدخين بدون دخان ) البردقان باللهجة الصنعانية . وتستعمل الشمة اما بوضعها في تجويف الفم تحت اللسان اوبوضعها بين الشفة السفلى واللثة ، وذلك بهدف استحلاب المادة الفعالة فيها وهي مادة النيكوتين والتي تعتبر مهيجة كيميائياً للمخاطية الفموية ، ومما يساعد على امتصاص هذه المادة من مخاطية الفم هو وجود مادة قلوية ومسحوق كربونات الصودا المائية وعن خطورة هذه الآفة يجيب الدكتور / خالد احمد محمد الجوفي اخصائي امراض الفم والاسنان قائلاً :ان وضع الشمة واستحلابها لفترات عديدة يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم وسرعة ضربات القلب والدوخة .. ولقد تبين وفق دراسات طبية يمنية بأن مرضى السرطان في اليمن يصل عددهم سنوياً الى عشرين الف مريض تقريباً ، حيث ان مضغ الشمة يقع في المرتبة الثانية من حيث مسببات مرض السرطان ، كما اوضحت هذه الدراسات بأن محافظة الحديدة موبوءة بسرطان اللسان لانتشار عادة مضغ الشمة بين الاميين والبسطاء من الناس .. ولقد ثبت علمياً بأن مضغ الشمة يعتبر من الاسباب الرئيسة للاصابة بسرطان الشفه السفلى واللثة واللسان ، وان نسبة الاصابة السرطان تزداد مع ازدياد نسبة تعاطي الشمة ، وخاصة عندما تبين بأن موضع السرطان يكون في موضع مضغ الشمة والوقاية يتمثل في تجنب تعاطي الشمة التي تسبب سرطان الفم ، ويكمن دور المؤسسات الحكومية في الحد من انتشارها وتصنيعها وبيعها بالاضافة الى التوعية الصحية وبيان الاخطار الناجمة عن تعاطها .
