مع الأحداث
لايختلف أثنان على أن المعونات التي تحصل عليها الدول الفقيرة في العالم الثالث تفرضها الضرورة الملحة في معركة التنمية وبناء الاقتصاد والأكثر قدرة على تقديم هذه المعونات هي الدول الصناعية المتقدمة في الغرب خاصة والشرق عامة . ولكن مهما حملت المعونات من عبارات الود والتعاون والتضامن والإنسانية فإن كل طرف من أطراف الدول المانحة يريد أن يحصل على مايناسبه في معركة المعونات وتنقسم هذه المعونات على منح بلامقابل وقروض ذات شروط ميسرة أو باقي الشروط في أحيان اخرى في أسعار الفائدة وأجل السداد الذي يمتد الأن في كثير من الحالات إلى عقود من السنين خلال القرن الواحد والعشرين . وهي تدفقات تساعد بلاشك على التنمية أوتسد ثغرة الاستهلاك أو تدفع بعجلة الحرب وتزيد الترسانة العسكرية وأياً كان الغرض فإن كل طرف ينظر إليها من زاوية محدودة . قد يرى الفقراء في عالمنا الثالث أنهم قدتعرضوا لاستغلال طويل . وقد حان الوقت لأن يدفع العالم المتقدم بعض (دينه القديم) وأنه لا مفر أمام دول فقيرة محدودة الموارد إلا أن تستورد جرعات مالية ومعونات تقنية وخبرة ومعدات عسكرية وكل ذلك بالمجان أو بالتقسيط. وعلى الجانب الأخر يرى المجتمع الدولي انه تعاون ضروري فمصير البشرية واحد وانهيار أجزاء من العالم يؤثر على بقية أنحاء العالم . وفي التفاصيل يسفر الساسة والأقتصاديون عن وجوههم فيقولون هل يمكن ان يستمر سوق العالم الثالث مستهلكاً لما نقدمه دون ان يستمر العون؟ أن المعونات ضرورة لكي تنتقل سلع ومنتجات أوروبا وأمريكا إلى العالم الثالث ولكي يظل ذلك الأخير قادراً على الشراء والتعامل .ولكن بعض الدول تسفر عن أهدافها بشكل أوضح فيها هي بعض الوثائق الأمريكية تتحدث صراحة عن أن هدف المعونات هو تحقيق أهداف السياسة الأمريكية وتتحدد هذه الأهداف بالتفصيل وتوضع على مائدة المفاوضات السرية وتحدث المساومات معونات مقابل قواعد أوتسهيلات أو القبول باتجاه نمو الاقتصاد الحر أو القبول بأوضاع سياسة مثل وجود كيان صهيوني في الشرق الأوسط أو القبول بمحاربة الأرهاب . وهنا يثير العالم قضية التعاون الكفء والتبعية ويتحدثون عن شروط للأتفاقيات تحد من سيادة الدول المدينة أو التي تتلقى العون بل ويتحدثون عن المعادلة المطلوبة التي أصبح العالم الثالث بموجبها يدفع من الأقساط والفوائد أكثر مما يأخذ من منح وقروض كل عام. وهكذا تستمر اللعبة وبأي شروط وتحدد الأسئلة نوع العلاقة وإن كانت لاتحدد جدواها فتلك قضية يحسمها حسن أو سوء استخدام المعونات من جانب الطرف الأخر العالم الثالث.