صـباح الخـير
اعتادت اسرائيل على فرض سياسة الأمر الواقع الذي يخدم استراتيجيتها التوسعية وتعود العرب على الاستسلام لهذه السياسة لعدم قدرتهم على ردع هذه القوة الغاشمة ويلاحظ بأن الحرب الاخيرة التي يخوضها (حزب الله) مع اسرائيل رغم عدم تكافئها الا انها تفرض استراتيجية قتالية جديدة وفاعلة لصالح الحزب نسبيا، المجتمع الدولي غالبا واسرائيل وامريكا تستفردان بالعرب والمسلمين دولة بعد اخرى بدءا من فلسطين الى العراق الى لبنان التي اثبتت بأنها حتى الآن عصية عليهم وقد تمتد هذه الحرائق الى سوريا وايران ودول اخرى يقولون عنها الدول المارقة.فخامة الاخ الرئيس (حفظه اللّه) ابدى موقفا ايجابيا تجاه هذه الحرب غير العادلة كما عهدناه يثبت الاصالة والثقة بالنفس والاعتزاز والكرامة، ولن استغرب ان يفتح باب التطوع لمناصرة اخوتنا الذين يسقطون على مرأى من اعيننا بجبروت الطغاة وقد اعلنها بالفعل في حروب سابقة وقال : "افتحوا لنا الحدود ونحن سنقاتل" .. معبرا بذلك عن جديته في نصرة القضايا العربية.وكنت قد التقيت بالسيد خالد مشعل المناضل الفذ اثناء زيارته الاخيرة الى صنعاء قبل حوالي شهرين وبدا عملاقا كما عهدناه وكنت أود أن اشير اليه بالقول : والله لولا استمراركم في رفض نزع السلاح واصراركم على عدم الاعتراف باسرائيل لكنت اعتبرت تولي (حماس) السلطة بانه مؤامرة حاكتها اطراف دولية لتقدموا تنازلات تنهي القضية الفلسطينية، حمدا لله على استمرار هذا الصمود. قال تعالى "وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون" وقال تعالى: "إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب"، سقطت الحسابات الزائفة للعدو وتمسك اللبنانيون بكل طوائفهم بالوحدة الوطنية والحفاظ على كرامة لبنان ولم يستسلموا في كل الحروب التي خاضوها مع العدو الصهيوني، ولقن شعب لبنان المتخاذلين دروسا في حب الوطن والذود عن الكرامة دروسا لاتنسى.اعود مرة اخرى للحديث عن القيم الانسانية والحضارية لدعاة التقدم والحرية والعدالة في الغرب ونذكركم بان هناك ( حضارات سادت ثم بادت) وسيأتي حتما وقت الحساب لان اسرائيل تضر بمصالح الولايات المتحد الامريكية وتوجه سياستها الخارجية للمزيد من الاخطاء وتكرس جهودها للمزيد من العداء للمسلمين ناسية بذلك ان المسلمين هم الذين اوقفوا المد الشيوعي ولانبالغ ان قلنا هم سبب رئيس في انهيار تلك المنظومة.اتهم القادة الاسرائيليون العرب بانهم لايقرؤون وان قرأوا فهم لايفهمون.. هؤلاء من يعتقدون انفسهم عباقرة الزمان لايفقهون شيئا في تاريخ الشعوب ولاحتى في جغرافيتها لينظر العالم كيفية تخبطهم والى اعمال الهدم والدمار والاستهانة بالحياة البشرية التي كرمها الله وتحترمها كل ديانات العالم بما فيها ديانتهم التي لم ولن يحترموها ابدا فهم يهدمون آثار امة عريقة وهم لايحترمون ثقافة الشعوب وحضاراتها النيرة بسبب الحقد الدفين في نفوسهم والالحاح على نزع ارض فلسطين الحضارات ومهد الانبياء.. لكن ومهما زيفوا التاريخ وسكتت عنهم وجارتهم في عدوانهم دول اوروبا نقول سيصمد الشعب الفلسطيني واللبناني وان ضحوا بمائة روح طاهرة فسيأتي بدلا عنها الآلاف وان كانت آلاف سيأتي بدلا عنها الملايين ، فنحن أمة الرسول محمد (صلوات الله عليه) الذي قال: (اني مكاثر بكم الامم)، صدقت يارسول الله ومهما كثرت تضحياتنا فنحن مؤمنون بالشهادة.[c1]* كبير الاختصاصيين في مكتب رئيس الوزراء[/c]