صباح الخير
ضمن الجهود المبذولة لتجميل الشوارع، قامت البلدية في محافظة عدن بغرس الورود في المساحات المخصصة لها، وكانت هذه لفتة حضارية لم نتعودها خلفت مناظر تسر النظر تبهج الروح. وكان لزاماً علينا وعلى كل واحد فينا أن يحافظ على هذا الشيء الجميل الجديد في حياتنا ومن حولنا، وأن نحمل أنفسنا مسؤولية الحفاظ على كل شيء جميل عمل من اجلنا. ولكني فوجئت وللأسف بأن بعض المواقع التي جملت بمختلف أنواع وألوان الزهور تعرضت للعبث المؤلم من الأطفال أو الكبار على حد سواء، وتم القضاء على كل الزهور ولم يتم الإبقاء حتى على واحدة منها، وتركت المساحات أو الأحواض التي غرست بعشرات الغرسات من الزهور فارعة بعد أن كانت جميلة تفرح القلب قبل العين. وأنا في الوقت الذي أشيد فيه بدور القائمين على هذه الأمور، ألوم الجهات الأخرى في البلدية بعدم المحافظة على جهد هؤلاء وفي ذلك استنزاف للجهد والمال معاً، وإحباط لمن صنعوا هذا الجمال، ولم يتسن لهم التمتع بما عملوه أو إمتاع الآخرين ، كما إن بعض هذه المساحات المخصصة للأشجار والورود وتحولت إلى مقالب لرمي ببقايا السجائر والعلب والقناني الفارغة للمارة والمخزنين على قارعة الطريق، والذين أصبحوا أكثر. إضافة إلى أن من حق البلدية أن تعاقب كل الذين يحاولون حرماننا من التمتع بالشيء الجميل وأن تخلق لدى الناس الحس بالحفاظ على كل ما يعمل من أجلهم. ولقد حرمنا كثيراً من البيئة النظيفة والمناظر التي تسر النظر وتبهج القلب وحين توفرت لنا هذه الأشياء، لايفترض بنا، أن نقضي عليها، أو أن نقف موقف المتفرج على كل من يتلف أي منظر جميل ، لنعود إلى ما كنا عليه نشكو سوء الحال من حولنا. على صحة البيئة والنظافة أن تخلق النظافة والجمال، ولكن مهمتها لاتقف عند هذا الحدومسؤوليتها الأكبر ومسؤولية الجميع هو كيفية الإبقاء على أي جهد أو مال استثمر في هذا الجانب، وهنا دائماً بحاجة إلى رقابة دائمة في هذا الأمر، وهذا أمر تقع مسؤوليته على الجميع. ولكن هناك جهات ذات اختصاص في هذا ، إضافة إلى أننا بحاجة ماسة إلى عقوبات تردع أي المخالفين في الحفاظ على البيئة، والقوانين كثيرة، ولكنها للأسف غير موجودة في الواقع ومازالت حبيسة الادراج رغم تجديد الكثير فيها. أيضاً العيب من قبل البعض لهذه المساحات الخضراء لايعني أن تحاط بالسياج ويغلق عليها بالمفتاح فمن حق الناس أن تجد مكاناً جميلاً نظيفاً تجمله الأشجار والورود لتقضي فيه بعض اللحظات في الدردشة والتنفس من هموم الحياة في أجواء مفتوحة خارج المنزل خاصة أن كثيراً من المنازل والأحياء السكنية ضيقة تفتقر إلى أي مواقع جميلة بداخلها أو خارجها للتمتع بها.