الفلسطينيون يحيون اليوم الذكرى الثالثة لرحيل ياسر عرفات
طفل فلسطيني يحمل صورة الزعيم ياسر عرفات في الذكرى الثالثة
فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/ من علي صوافطة: قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس السبت انه سيواصل المسيرة حتى يعاد دفن جثمان الرئيس الراحل ياسر عرفات في مدينة القدس. وقال عباس في كلمة مقتضبة في حفل افتتاح ضريح عرفات في الذكرى الثالثة لرحيله بحضور ممثلين عن السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي لدى السلطة الفلسطينية "سنستمر في المسيرة من اجل ان يعاد دفن الرئيس الشهيد في القدس التي أحب... والتي ولد... والتي سعى ونسعى ان تكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة."، وأضاف قائلا "نؤكد لكم ولروحه إننا ماضون على العهد." ويستعد الفلسطينيون للذهاب إلى مؤتمر للسلام دعا إليه الرئيس الأمريكي جورج بوش يأملون أن يؤدي إلى جولة جديدة من المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي ضمن جدول زمني محدد للوصول إلى معاهدة سلام شاملة تقود إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. ووصف عباس المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي الأسبوع الماضي بأنها "صعبة وعسيرة". وتحيي حركة فتح التي يتزعمها عباس الذكرى الثالثة لرحيل قائدها وقد فقدت السيطرة على قطاع غزة الذي سيطرت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد اقتتال داخلي في يونيو. وكانت فتح أحيت الذكرى الثانية لرحيل عرفات وقد خسرت الانتخابات التشريعية الأولى بعد وفاته عقب فوز ساحق لحماس. وقال محمود الزهار القيادي في حركة حماس أمام مسيرة حاشدة في قطاع عزة "إسرائيل تقول ان الحزب الموجود في رام الله (فتح) يخدم مصلحة إسرائيل وإذا خرجت إسرائيل من الضفة الغربية فان حماس ستستولي عليها وهذا الكلام صحيح." وإقامة الفلسطينيين ضريحا لرئيسهم الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) في المكان الذي ظل محاصرا فيه لسنوات أمر مليء بالرموز والدلالات. وقال محمد اشتية رئيس المجلس الاقتصادي الفلسطيني الذي اشرف على إقامة الضريح أمس السبت في كلمة له في حفل الافتتاح "الضريح (ضريح عرفات) الذي تم بناؤه مليء بالرموز فطول واجهته 11 مترا وعرضها 11 مترا و11/11 هو يوم استشهاد ياسر عرفات." وأضاف "بني الضريح على مسطح مائي لان الماء رمز مؤقت ولا شيء يستقر على سطح الماء ونحن رمزنا للمؤقت على أمل ان ينقل الضريح إلى القدس... وجعلنا جدرانه من الزجاج المقوى رمزا للشفافية وجعلنا الضريح كله في غاية من البساطة والتواضع وذلك انعكاسا لشخصية أبو عمار." ورحل الرئيس عرفات في 11/11 عام 2004 في العاصمة الفرنسية باريس بعد ان نقل على متن طائرة هليكوبتر أردنية من مقر المقاطعة في رام الله الذي بقي محاصرا فيه لسنوات ورفضت إسرائيل السماح للفلسطينيين بدفنه في القدس فيما أعيد جثمانه إلى رام الله ليوارى الثرى وسط تجمع مئات آلاف من الفلسطينيين الذين كان عرفات يمثل رمزا لصمودهم. وحاصرت إسرائيل عرفات في مقره ومنعته من التنقل بين المدن الفلسطينية منذ عام 2002 وفرضت عليه حصارا مشددا وعرضت حياته للخطر أكثر من مرة عندما قصفت مقره خلال تواجده فيه ولكنه في كل مرة كان يخرج من الحصار وسط التفاف شعبي فلسطيني اكبر إلى أن أصيب بمرض غير معروف استدعى نقله إلى فرنسا حيث توفي هناك. ووضعت في ساحة الضريح جدارية للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش يقول فيها "كان ياسر عرفات الفصل الأطول في حياتنا وكان اسمه احد أسماء فلسطين الجديدة الناهضة من رماد النكبة إلى جمرة المقاومة إلى فكرة الدولة. في كل واحد منا شيء منه."، وأقيم الضريح الذي تحيط به بركة من الماء وضع فيها حبل من الألياف الزجاجية لإعطاء ألوان الطيف للماء من جهات ثلاث وسط حديقة خضراء بمساحة 603 أمتار تحيطها ساحة بعرض سبعة أمتار وأخرى بعرض ثلاثة أمتار من الناحية الأخرى وببلاط من الطراز القديم. والى جانب الضريح شيد مصلى قسم إلى قسمين أحدهما للرجال والآخر للنساء يتسع لما يقارب من 400 مصل ومصلية ونقشت على جدرانه الخارجية يدويا آيات قرآنية وبجانب المصلى أقيمت منارة بارتفاع ثلاثين مترا وترتفع عن سطح البحر 901 متر. وقال اشتية "بني الضريح بطريقة هندسية هي الأولى من نوعها في فلسطين وهي طريقة التثبيت الميكانيكي بالحجر القدسي المعروف وبجانب المصلى بنيت المنارة على ارتفاع ثلاثين مترا ومنها ينطلق شعاع ليزر نحو القدس."، وأضاف اشتية "بدأنا التحضير للمرحلة الثانية وهي إقامة المتحف الذي سيؤرخ لياسر عرفات عبر ما كتب وقيل عنه وعبر مقتنياته الشخصية." وأوضح اشتية ان تكاليف المرحلة الأولى من المشروع بلغت مليون وسبعمائة ألف دولار دفعها صندوق الاستثمار الفلسطيني. ويستعد الفلسطينيون إلى إحياء الذكرى الثالثة لرحيل عرفات اليوم الأحد في احتفال جماهيري حاشد وسط المقاطعة في رام الله حيث سيوجه عباس كلمة في هذه المناسبة إلى الشعب الفلسطيني. وزينت ساحة المقاطعة بجداريات كبيرة لصور عرفات تستعرض حياته ومنها صور تظهره مقاتلا وأخرى وهو يقف إلى جانب رفيق دربه خليل الوزير وصورة أخرى وهو تحت الحصار في رام الله يقرأ على ضوء شمعة والى جانبها صورة لجنازته في رام الله.، والى جانب الأعلام الفلسطينية الكبيرة وضعت صورة لعباس وعرفات وصورة لقبة الصخرة بينهما.