رغم اتفاقهن على واقعيتها وارتباطها بمشاكل المجتمع
الكويت/(ايلاف) الاليكتروني: تحتل الدراما الكويتية المرتبة الأولى خليجيًا، واستطاعت أن تحقق هذه المكانة من خلال تناول وطرح موضوعي وواقعي لمشاكل المجتمع، إضافة إلى الأداء العالي الذي يقدمه فنانوها، والكم الهائل من إنتاج الأعمال الدرامية سنويًا. واستطاعت الدراما الكويتية أن تسترعي انتباه الفضائيات الخليجية مثل دبى، وأبو ظبى، وروتانا خليجية وmbc، فضلاً عن القنوات الفضائية البنانية مثل المؤسسة اللبنانية للإرسال، وتلفزيون المستقبل. واللافت أن عدة انتقادات توجه إلى الدراما الكويتية حيث أن بعض أعمالها تتضمن إساءة للمرأة بتصويرها بالضعيفة والمغلوب على أمرها، على الرغم من أنها في الواقع حصلت على كافة حقوقها السياسية في الترشح والتصويت واستطاعت أن تصل الى مجلس الأمة حيث فازت أربع سيدات بالعضوية فيه، كما دخلت مجالات متعددة في المجتمع وتساهم في بنائه جنبًا إلى جنب مع الرجل.وفي رمضان الجاري أنتجت الدراما الكويتية 25 مسلسلاً عرضت على شاشات الكويت ودول الخليج ولبنان وتضمنت مواضيع وقضايا مختلفة. وفي استطلاع لآراء بعض الناشطات الاجتماعيات،استخلصت رؤيتهن للدراما الكويتية ومدى معالجتها للقضايا الاجتماعية مثل الزواج والطلاق والعنوسة وغيرها من الظواهر الغريبة داخل المجتمع: فى البداية .. تحمّل الدكتورة منى غريب..الأستاذة في جامعة الكويت ومديرة مركز الإيحاء والإيماء والكينزيولوجيا، الإعلام الكويتي مسؤولية الإساءة إلى المرأة الكويتية والحط من شأنها.وقالت “إن الإعلام أدى دوراً رئيساً، وأنه تخطيط من جانب جهلاء -على حد قولها- يستعينون بالماضي وباحتقار المرأة الكويتية، في الوقت الذي استطاعت فيه الحصول على حقوقها السياسية في الترشح والتصويت. ودعت غريب نساء الديرة إلى مقاطعة مشاهدة أعمال الدراما الكويتية احتجاجا على تصويرها المرأة الكويتية من خلال الجمعيات النسائية، وأن تستمر هذه المقاطعة حتى يقوم المؤلفون بتغيير النظرة للمرأة الكويتية والتي تتمتع بالثقافة والشخصية القوية والاحترام في المجتمع، فضلاً عن أنها استطاعت أن تتبوأ مناصب ومواقع مهمة في مجالات مختلفة، بل أحرزت تفوقًا على الرجل في بعض الأعمال”. في المقابل أكدت المؤلفة فاطمة الصولة أن “المرأة أخذت حقها في الدراما الكويتية، وأنه في معظم المسلسلات تستحوذ المرأة على البطولة لأن المرأة لها دور في المجتمع، وأختلف مع الرأي بأن المرأة الكويتية مهانة بل العكس ليست مهانة أو محتقرة أو مضطهدة والدليل على ذلك وصولها إلى مجلس الأمة والذي يعتبر نجاحًا لكل امرأة كويتية، وأحرص دائماً في كتاباتي على أن أعكس واقع المرأة الحقيقي حتى المغلوبة على أمرها في الحالات الاستثنائية وأظهرها صابرة ومتفانية”.وقالت الصولة: إذا كانت المسلسلات الكويتية تتناول حياة المطلقات أوالعوانس فيظهرن بصورة جيدة ولا يصورن على أنهن منحرفات أو مضطهدات بل على العكس يعشن حياتهن، وحالها حال أي إنسانة طبيعية ومتزوجة.وتابعت: للأسف هناك بعض المحطات والمنتجين يبحثون عن الإثارة، لكي يكسبوا مساحة مشاهدة أكثر وذلك باختيار مواضيع اجتماعية حساسة وقد تتناول هذه المواضيع مخالفات متعددة أو إساءة إلى التاريخ من خلال تناول سير ذاتية لبعض الشخصيات ما يحدث بلبلة سياسية أو دينية .يذكر أن للمؤلفة فاطمة الصولة عدة أعمال عرضت على شاشة تليفزيون الكويت وبعض الشاشات الخليجية مثل “حتى نلتقي” ،”أحلام لا تعرف الدموع” ،”رجال يبيعون الوهم”، “عمر الشقا”، كما تم تصوير مسلسلين آخرين سيعرضان في أكتوبر المقبل وهما “أشياء لا تشترى” ،”نور عيني”. ومن جهتها دافعت الدكتورة عالية شعيب (أستاذة فلسفة الجمال بجامعة الكويت والكاتبة والممثلة)” عن الدراما الكويتية بأنها تقترب من الواقع كثيرا ، فأدوار النساء في بعض المسلسلات تدور حول المرأة المطلقة أو الفتاة الصغيرة التي تطمح الى الزواج من ثري، فضلاً عن نماذج المرأة الضعيفة التي تتعرض للضرب فهذه نماذج موجودة بالفعل.وتابعت” المجتمع ليس مثالياً مع المرأة الكويتية وبالرغم من أن المرأة تتبوأ مراتب عليا،لكن يوجد ما نسبته 49 % للمطلقات والعوانس والمراهقات والمتغيبات عن منازلهن، ولا نريد أن نبالغ بأن المجتمع مثالي أو أن المرأة الكويتية مقتربة من الكمال، والدراما الكويتية تسلط الضوء على الواقع وهذا موجود ونشاهده يومياً”.وأضافت: من خلال شركة إنتاجي أتعامل مع العديد من السيناريوهات، وأحترم عقلية المشاهد الذى يخرج إلى الشارع ويعرف إنني على حق، كما أن الدراما الكويتية هي الأولى خليجياً ومطلوبة حتى من القنوات العربية، لأنها تؤكد على الواقع وتعرضه بهدف توعية المجتمع وليس تعريته أو تشويهه، كما أود أن أؤكد على أن الدراما الكويتية ليست ظالمة للمرأة ولكنها تعكس الواقع.وأشارت شعيب إلى أنها قامت بأداء دور شخصية “وزيرة “في عام 2008، وحالياً يعرض لها مسلسل “العقيد شمة “على قناة فنون وتقوم فيه بدور قاضية ومن خلال هذا المسلسل تستشرف المستقبل في الكويت -على حد قولها- لأن المرأة الكويتية لم يسمح لها حتى الآن بشغل منصب “قاضية”بينما مسموح بذلك في الإمارات والبحرين.أما الناشطة في حقوق المرأة عائشة الرشيد فأكدت على أن الدراما العربية من محيطها الى خليجها أحيانا قد تتجاوز الواقع، لكنها تمثل الواقع إلى حد ما، أما بالنسبة إلى المرأة العربية فأعتقد أن الدراما لا تعكس الصورة الحقيقة لها، ولو قارناها بالدراما التركية فنجد أن الأخيرة تعكس واقع المجتمع وهي بالتالي أكثر مصداقية من العربية، وتعطيك إحساساً بالواقعية وتمثل واقع المرأة الحقيقي ومثال على ذلك مسلسل”ويبقى الحب”.وانتقدت الرشيد مسلسل “أم البنات“الذي يعرض حاليا على قناة روتانا خليجية، وتقوم ببطولته الفنانة “سعاد عبدالله”-الزوجة والأم- ،بينما يقوم بدور الزوج والأب”الفنان غانم الصالح الذي تتفانى زوجته في خدمته وهذا الأمر “غير واقعي في عالمنا”.وترى الرشيد أن “حال الفن في الوطن العربي يرثى له، والخلل الحاصل هو نتيجة عدة أسباب منها عدم المصداقية ، وفقدان الممثلين إلى الإحساس الصادق، فضلاً عن عدم تركيز المخرجين على الواقعية، إضافة الى وجود دخلاء على الفن لأنه أصبح عملية تجارية ومربحة خاصة للمنتجين ومن هنا تضيع رسالة الفن الحقيقية”. وتختلف الإعلامية والفنانة التشكيلية وداد المطوع مع دعوة د.منى غريب الى مقاطعة مشاهدة الدراما الكويتية قائلة “بالعكس، نحن نشاهد الأعمال الدرامية ونعالج من خلالها الأخطاء برؤية جديدة”.وتابعت: أحيانًا تكون هناك مبالغة في طرح الأحوال الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تتطرق لها الدراما الكويتية مثل مواضيع الطلاق والضرب بشكل فظيع، والإهانة والسب، والإدمان، والجنون وبعض الظواهر الاجتماعية المستوردة والغريبة عن مجتمعنا الخليجي المحافظ.وتدعو المطوع المؤلفين إلى تحسين صورة المرأة الكويتية بعد المتغيرات الأخيرة التي طرأت عليه، فضلاً عن إعطاء الفرصة للمؤلفين الشبان لأن هذا الجيل لديه أفكار وآراء جديدة ويكتبون أحداثًا معاصرة ومواكبة للمتغيرات التي نعيشها وليست أحداثاً تقليدية قديمة.