إسلام أباد/14 أكتوبر/ سايمون كاميرون مور: التقى المبعوث الأمريكي جون نيجروبونتي مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس السبت للضغط عليه لإلغاء حالة الطوارئ المستمرة في البلاد منذ أسبوعين وإحلال السلام مع زعيمة المعارضة بينظير بوتو. ويحاول نيجروبونتي إحياء الاتفاق بين بوتو ومشرف بالرغم من الكراهية بين معسكريهما في الوقت الذي تخشى فيه الولايات المتحدة إضعاف حليف مهم في وقت بدأ فيه تنظيم القاعدة إعادة تنظيم نفسه في المناطق القبلية الباكستانية. وقال مسؤول في الرئاسة الباكستانية "الأمريكيون يشعرون بتوتر خشية ألا يبقى مشرف رئيسا لباكستان." وبعد فترة قصيرة من وصوله إلى إسلام أباد تحدث نيجروبونتي هاتفيا مع بوتو في مدينة لاهور الشرقية حيث أفرج عنها بعد أن وضعت رهن الإقامة الجبرية لمدة ثلاثة أيام لمنعها من قيادة احتجاج. والتقى نيجروبونتي أيضا مع طارق عزيز سكرتير مجلس الأمن القومي والمستشار الوثيق لمشرف يوم الجمعة. وأضاف المسئول الباكستاني أن مشاورات جرت أيضا هاتفيا مع ستيف هادلي مستشار الأمن القومي الأمريكي وأن الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق من أن يكون أي أحد يحل محل مشرف غير قادر على تقديم مثل مساندته في الحرب ضد الإرهاب. وبالرغم من أن مشرف قال إن الانتخابات العامة ستجرى قبل التاسع من يناير وأنه سيستقيل من منصبه كقائد للجيش ويؤدي اليمين كرئيس مدني قبل إجراء الانتخابات إلا أن بوتو والولايات المتحدة يريدان المزيد. ويشعر مشرف بالغضب من التقارير الصحفية السيئة التي تتحدث عنه في وسائل الإعلام الدولية والمحلية بعد أن أعلن حالة الطوارئ في البلاد وألقى باللوم على قضاة ومنافسين في إخراج العملية السياسية عن مسارها. وأقنع مشرف أمس السبت دولة الإمارات العربية المتحدة بوقف بث قناة جيو التلفزيونية الفضائية الناطقة بالأردية وهي قناة إخبارية مستقلة تبث إرسالها من دبي بسبب تغطيتها التي تنتقده. ومن المتوقع أن يحث نيجروبونتي على الإفراج عن آلاف المحامين والمعارضين والنشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان وإنهاء حالة الطوارئ كمطلب سابق لإجراء انتخابات "حرة ونزيهة." وأدت حكومة مؤقتة اليمين أمام مشرف الجمعة والتي تضم أشخاصا موالين لحلفائه في حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح القائد الأعظم بعد يوم من حل الجمعية الوطنية في أعقاب انتهاء فترة ولايتها والتي استمرت خمسة أعوام. ولا تثق بوتو في أن مشرف سيسمح لحزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه بخوض الانتخابات بحرية وتريد تغيير المفوض الانتخابي وحل الحكومة المؤقتة وتغييرها بشخصيات يتفق عليها الطرفان للإشراف على البلاد قبل الانتخابات. وقالت بوتو الأسبوع الماضي إنه يجب أن يتنحى مشرف واستبعدت أي فرصة للعمل كرئيسة للوزراء تحت رئاسته بالرغم من أن الولايات المتحدة ساعدت من قبل في التوسط في تفاهم بين الطرفين لاقتسام السلطة بعد إجراء الانتخابات.