إعداد / محمد فؤادانتشرت بالآونة الأخيرة ظاهرة استخدام المواد البلاستيكية والمتمثلة بالأكياس والعبوات والقوالب التي تستخدم في المطاعم السياحية بما يُعرف بالمأكولات (السفري) وغيرها من المواد الاستهلاكية الأخرى بشكل غير مألوف واعتيادي وبطرق وأساليب ليست منظمة من قبل متداوليها، حيث هناك العديد من المواطنين على مستوى اليمن على وجه الخصوص أسواق مدينة عدن، باعتبارها الملتقى الحضاري والثقافي والسياحي لليمن لذلك كون هذه المعضلة تأزماً لا معهود رغم أن هناك محاولات حقيقية وجهود تبذل من قبل جهات الاختصاص في المجلس المحلي لمحافظة عدن والازدياد المفرط بالتعامل مع هذه المادة السامة والخطيرة على الإنسان والحيوان والبيئة من دون استثناء.ومن الأسباب التي تجعل المواطن ضحية تلك النسب الكربونية والبتروكيماوية واللامبالاة من قبل هؤلاء التجار العابثون بحياة الإنسان والحيوان والنبات، ولا يهمهم سوى اتساع وزيادة ثروته على حسابنا.مؤخراً أظهر في تقرير حديث أنّ هناك صناعةً جديدة انتشرت في عدة دول أفريقية غربية وهي تحويل الفضلات والمخلفات المصنوعة من مادة البلاستيك إلى ألعاب وملابس وحقائب مصنوعة يدوياً، حيث لقيت التجرِبة الإنتاجية إقبالاً كبيراً وغير اعتيادي من ناحية السياح، كما بيعت أيضاً في كافة الأسواق الأفريقية إلى جانب عملية تصديرها للدول المجاورة حتى اتسعت لتصل الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا وبأسعار لا تتجاوز الخمسة دولارات أمريكية ما ساعده على توفير دخل يومياً للعاملين بهذه المهنة حيث بلغ نحو عشرين دولاراً للفرد الواحد.. وتلك التجرِبة الآمنة والصديقة للبيئة الأفريقية يمارسها كثيرون في عددٍ من الدول الأفريقية شديدة الفقر مثل (بوركينا فاسو، كينيا وغانا ومعظمهم من دول أفريقية تحتوي على العديد من المحميات الطبيعية الخلابة).والشيء المميز لهذه التجرِبة للصناعة اليدوية هي سيطرة العنصر النسائي عليها، من خلال بيعها لمكافحة الفقر وإيجاد فرص عمل للأسر المعيلة، فضلاً عن الحماية البيئية وحظيت هذه التجربة دعماً كبيراً وتأييداً من قبل المنظمات الدولية التي تعنى بشؤون البيئية حيث تصنع هذه المنتجات من الأكياس البلاستيكية السوداء والبيضاء التي كانت مبعثرة على الأرض وفي النفايات وهي اليوم بطريقها إلى العديد من متاجر العالم المتقدم وشكلت تجربة فريدة من نوعها بالاستفادة منها بإلهام جديد رفيق للبيئة، ويجعلها المصدر الوحيد للحصول على المال.إذاً لماذا بعد أن عرفنا هذه التجرِبة الرائعة لدولة أفريقية والأشد فقراً بالابتكار المذهل الذي يهيئ العديد من فرص العمل، بالإضافة إلى المحافظة على البيئة البشرية والطبيعية فيها، وهل يا تُرى ستصل إلى اليمن عما قريب، قبل وقوع الفأس على الرأس أو انتظار ظهور تلك المعضلة التي سوف تودي بالأخير بحياة البشر وبالمحيط البيئي من حولنا، وبتفشي هذه المادة السامة للأسف تدخل بشكل وبصورة كبيرة بالمنظومة الحياتية للمواطنين على مختلف الأصعدة دون هوادة بالطعام والملبس وحتى تكوينات وتركيبات الأدوات الكمالية المنزلية عامة، لذلك بالأخير أدعو الجهات ذات الاختصاص العمل على بدل الجهود والتضافر والتآزر لمنع أية اختلالات قد تجلب لنا بالمستقبل الذي ليس ببعيد بعواقب وخيمة على جميع الأصعدة.ومن خلال وجوب الحذر بالتعامل والتعاطي مع مادة البلاستيك بكل حذر دون أي أعذار لأننا في الأول والأخير نجلب على أنفسنا وبأيدينا البؤس والهلاك الذي لم نصنعه نحن، فعلينا أن نبدأ خطوة.. خطوة حتى تتكرر في اليمن هذه التجربة الأفريقية ونعمل معاً كمجتمع بيئي محافظ على الأسس والنظم لنرتقي ونلتحق لمواكبة العالم المحيط بنا جنباً إلى جنب.
|
ابوواب
المواد البلاستيكية بأنواعها مضرة.. إذا لم تتأقلم بيئيا!!
أخبار متعلقة