إعداد/ لؤي عباس غالبقال ابن القيم: التوكل نصف الدين والنصف الثاني الإنابة، فان الدين استعانة وعبادة فالتوكل هو الاستعانة والإنابة هي العبادة، ويقول الإمام الغزالي: التوكل منزلة من منازل الدين ومقام من مقامات الموقنين، بل هو من معالي درجات المقربين.. ويقول بشر الحافي: يقول أحدهم: توكلت على الله هو يكذب على الله فلو توكل على الله لرضي بالمقدور,[c1]حقيقة التوكل[/c]التوكل هو انطراح القلب بين يدي الرب كانطراح الميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف يشاء وهو ترك الاختيار.ـ من توكل عليه تولاه ومن استغنى به أغناه.[c1]رزقك على ربك[/c]نحتاج إلى التوكل خاصة في قضية الرزق، فربما قبل إنسان أن يذل نفسه ويحني رأسه ويبذل كرامته من أجل لقمة العيش التي يحسبها أنها في يد مخلوق مثله إن شاء أعطاه وإن شاء منعه، فحياته وحياة أولاده في قبضته، فهو قادر في نظره ان يحيي ويميت، كما قال النمرود وقد أمر الله رسوله بالتوكل: "فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين."المتوكلون من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب لقول الرسول (ص):"الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون" متفق عليه.والرسول كان يقول: "اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت".[c1]الشيطان يحزن[/c]عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص) "من قال ـ إذا خرج من بيته ـ بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يقال عنه: هديت ووقيت وكفيت، فيقول الشيطان لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هُدي وكُفي ووُقي" رواه أبو داود.[c1]لا تتكاسل[/c]جاء رجل على ناقة إلى رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله أأدعها وأتوكل؟ فقال الرسول (ص) "أعقلها وتوكل" رفض الرسول مبدأ التهاون، ويقول ابن القيم: لا تقوم عبودية الأسباب إلا على ساق التوكل، ولا يقوم ساق التوكل إلا على قدم العبودية.ويقول صاحب الظلال: إن سنة الله تجري بترتيب النتائج على الأسباب ولكن الأسباب ليست هي التي تنشئ النتائج فالفاعل المؤثر هو الله وهو الذي يرتب النتائج على الأسباب بقدره ومشيئته.إذ أن الناظر إلى مجاري سنة الله عز وجل يرى أن المشيئة ليست على قدر الأسباب فكم من عاقل محروم وكم من أحمق مرزوق، ولو رزق الله كل عاقل وحرم كل أحمق لظن الناس أن العقل يرزق صاحبه، فلما رأوا خلاف ذلك علموا أن الصانع أراد أن يدلهم على نفسه فهل علمت من هو المتوكل.
|
رمضانيات
المتوكلون على الله
أخبار متعلقة