أرسل الصديق العزيز / د . عصام محمد عبده غانم هدية جميلة الى صفحة ( فنون ) في صحيفة 14 أكتوبر الذي كان واحداً من ابرز المساهمين بالكتابة في صفحاتها الثقافية والفنية .الهدية الجميلة عبارة عن بعض الكتب التي صدرت للدكتور / عصام خلال الاعوام القليلة الماضية .. ومن ابرزها كتابه ( حديث الثلاثاء ) في طبعته الثامنة .وتقديراً للصديق الشاعر والكاتب المتميز / د . عصام غانم اخترنا موضوعين يختصان بالجانب الفني .. هما ( استعراض كتاب الشعر والشعراء في لحج الخضراء ) و (الأدب والفقه والفن في صنعاء ) .. ننشرهما معاً :استعراض كتاب الشعر والشعراء في لحج الخضراءالمؤلفة : رضية حسن سالم .الناشر : مركز عبادي للدراسات والنشر ، صنعاء .السعر : 300 ريال .الصفحات : 175 من الصفحات المتوسطة .التاريخ : 2004م .كنت افضل ان يكون العنوان لحج الخضيرة كما تعودنا على ذلك في عدن والتي عشقت الاغنية اللحجية وبثتها من اذاعتها .يبدأ الكتاب الشيق / بأحمد فضل بن علي العبدلي المعروف بالقمندان من اعلام الجزيرة العربية حسب ما كتبه الرحالة / أمين الريحاني .يسرد الكتاب كلمات اغنية مليح يا زين :ياورد يا كاذي يا موز يا مشمش ويا عمبروديا فل يا نادي قل لي ليالي الوصل شي باتعودالهجر ما هو سوا في ليالي السعودوهي اغنية تبنتها عدن فانتشرت في دول الخليج .ومن أشهر اغاني القمندان يا وليد يانينو ولكن الكتاب لم يسردها .ومازالت تغنى في النوادي المسائية في عدن وفي الاعراس في اليمن عموماًوتستشهد المؤلفة برثاء الدكتور / محمد عبده غانم للقمندان :كنا نؤمل ان تعيش طويلاً لتحارب التدنيس والتدجيلاونشق في عدن ولحجها للعاملين المخلصين سبيلاوالواقع ان عدن ولحج وأبين الساحل وحدة جغرافية لا تعرف الانفصال منذ القدم .كما قال الشاعر / علي محمد لقمان في رثائه :ومضى الشاعر الذي ينشر الحب نميراً كفضله سلسبيلاكل عيش بغير حب حرام مستذم من حظه ان يزولينتقل الكتاب الى الشاعر / عبدالله هادي سبيت من اعمدة المدرسة القمندانية .وتسرد المؤلفة قصيدة استفسار التي ينسبها بعض الناس الى / محمد سعيد جرادة لسببين :الاول ان من لحنها وغناها هو الفنان الكبير الاستاذ / محمد مرشد ناجي والكثير من اغانيه من نظم الجرادة . والثاني هو اختيار الالفاظ الموفق الذي تميز به الجرادة :ـسألتني عن هوايا فتناثرت شظاياافلا تدرين عني لوعة هدت قواياومن القصائد اغنية تبنتها عدن فانتشرت ايضاً في الخليج وفي اليمن عموماً :القمر كم با يذكرني جبينك يا حبيبيوالشفق كم با يذكرني خدودك يا حبيبيكيف با انساها ليالي كل شي فيها صفا ليومن اغاني / محمد صالح حمدون من كلمات سبيت :يا باهي الجبين كم مرت سنينوأنا في أنين ليلي من بحينقالوا مستحيل تحظى بالقليلخذ غيره بديل قلت لهم منينما أنساها ليالي مرت يا جميلوأنا بين نهديك والخد الاسيلما قد مر يكفينيهب عمري أنينكما تذكر المؤلفة قصيدة :با هجرك والقلب يتقطع ألمبا هجرك والعين باتبكيك دميا حياتي والعدموالواقع ان ملحنها الاستاذ / اسنكدر ثابت مدير مدرسة البريقة في عدن .وهكذا نرى ان قصائد سبيت لحنت في عدن مثلما لحنت في لحج الخضيرة ، ولقد كانت عدن جزءاً من لحج قبل الحكم البريطاني .وينتقل الكتاب الى الشاعر / صالح نصيب صاحب الكلمات الشهيرة :بداية الحب نظرة نظرة سببها العيونتبات في القلب جمرة وفي الحنايا شجونوغناها / محمد صالح حمدون وكذلك اجتمعا في اغنية :عرفت الناس الا انت مكاني اجهلكوكذلك اجتمعا في اغنية :يواعدني وينسى ليلة الميعادويتركني أنا والليل والاوهاماما يا قلبي الجريح فقد كانت حسب ما اتذكر من نصيب / عبدالكريم توفيق :يا قلبي الجريح اعلنها صريحقل له انك تحبه واحلف له بربهفي هذا السكوت شوفك باتموتفي ذمة سكوتك عمرك بايفوتكوالواقع ان هذا الكتاب في طبعة قادمة سيكون اكثر فائدة لو ذكر الملحن والمغني للكلمات في جميع القصائد صعوبة ذلك فبعض اغاني القمندان وسبيت غناها عدد من المطربين .ومن شعراء لحج / صالح مهدي :ليه يا هذا الجميل خدك الباهي الاسيل دمعتك فوقه تسيلذا بكا والا دلع به تزيدني ولع فوق ما بي من شعيلليه يا هذا العنود ليه مرة ما تجود جود لي حتى قليلوكما توضح المؤلفة فان من غناها هو حمدون .ومن كلماته :يقولوا لي نسى حبك وليه تجري وراهتناسى الحب من قلبك ودور لك سواهولقد غناها / احمد يوسف الزبيدي .ومن شعراء لحج / محمد السلامي :ساكت ولاكلمة صابر ولا رحمهويتألم ونا ساكت وبتظلم ونا ساكتولقد غناها / احمد يوسف الزبيدي في عدن وليس في لحج .ومن الشعراء / مهدي علي حمدون :ضناني الشوق وازدادت شجونيمن اللي حبهم قلبي نسونيوكثر الدمع قد حرق جفونيولا حتى بكلمة يذكرونيوطبعاً هذه الاغنية التي ابدع فيها / المرشدي ومن بعده الموسيقار / محمد عبده .وهذه الكلمات الجميلة دليل على دور الشعر اللحجي الغنائي في الجزيرة العربية .ولو نظرنا في الكلمات للشعراء ، وانغام الملحنين الذين تلوا القمندان لوجدنا ان تأثرهم بالقمندان كبير ، كما ان الترابط بين فناني عدن وشعراء لحج جلي وكذلك تأثيرهم على بقية انحاء الجزيرة العربية فلقد اقتبست مثلاً موزة سعيد في دبي اغنية حمدون :سألت العين حبيبي فين أجاب الدمع راح منكالأدب والفقه والفن في صنعاءشعر الغناء الصنعاني دراسة اشاد بها الموسيقار / محمد عبده والدكتور / شوقي ضيف وادباء صنعاء بشكل عام هو كتاب مبني على رسالة دكتوراه بالانكليزية في جامعة لندن .زمان الصبا للقاضي الآنسي ما كان سيرى النور لولا ان تم تحقيقه ونشره وكان مجرد مخطوطة في الجامع الكبير .» صنعاء حوت كل فن « كذلك حقق ونشر وكان بعض الانفصاليين يرددون قبل ذلك : صنعاء حوت كل عفن .الاغنية الصنعانية ماتت في صنعاء فتلقفتها عدن وادخلت عليها تحسينات مثل ما جاء في اداء الاستاذ / محمد مرشد ناجي ، ثم عادت الى صنعاء بعد ان تعدنت .واصبحت بعض الاغاني العدنية القديمة مثل : حرام عليك تقفل الشبك والقلب يا صاحبي يهواك ( خليل 8491م من كلمات مؤلف شعر الغناء الصنعاني ومحقق زمان الصبا ومحقق صنعاء حوت كل فن ، د . محمد غانم ) .اصبحت اكثر انتشاراً في صنعاء منها في عدن .وقد يقال ولكن ما الغريب في ذلك ؟فلننظر الى موقف لحج :غني يا هادي نشيد أهل الوطن غني صوت الدانما لنا من غنا صنعا اليمن غصن من عقيانيا مرحبا بالهاشمي يجلي الشجنوالعبرة في : ما لنا من غناء صنعاء اليمن ، فنتركه جانباً .عدن رحبت بالاغنية الصنعانية وحفظتها وطورتها ونشرتها بحيث غناها الموسيقار / محمد عبده تأثراً بالمرشدي .ولننظر الى موقف صنعاء من العدني : جنوبي مقيم والادلة في البطاقات الشخصية القديمة .مركز البحوث نشر قبل الوحدة : العدني كان يسمى الشمالي جبلي .كانت تلك مجرد اشارة الى الطبيعة الجبالية للشطر الشمالي .ولعل التجاوز الوحيد كان اغنية : حبة مطبق وحبة باجية .وكما شرح الحاج / عبده حسين الادهل في الاستقلال الضائع :الاسودي من مواليد تعز كان عضواً في الجمعية العدنية ، وغيره .واخيراًَ وليس آخراً نجد ان الفقه الهادوي وعلم الكلام الزيدي لم يصل الى المجلات العلمية العالمية الا في الثمانينات منهذ عشرين عاماً فقط بشكل تحليلي مفصل وبلغة رصينة وكان ذلك على ايدي باحث عدني ( مؤلف حافة اركزه - الكتاب التحفة ) .ومع ذلك تتهم عدن بأنها انفصالية ، حيدر العطاس من حريضة وليس عدن .
|
رياضة
د. عصام غانم وخواطر عن الغناء اللحجي والصناعي
أخبار متعلقة