إب /محمد الورافيأوقفت الجهات الأمنية في محافظة إب عدداً من المشتبه بتورطهم في قضية نهب وتدمير الموقع الأثري بمنطقة العصيبية بمديرية ظفار السدة بمحافظة إب ووفقاً لتوجيهات الأخ على القيسي محافظ إب فقد تمكنت أجهزة امن المحافظة من تحديد هوية خمسة أشخاص على صلة بسرقة وتدمير الموقع الأثري الذي كان قد تعرض للتدمير ونهب كل محتوياته من أثاث جنائزي ممثلة بتوابيت برونزية وقد عثر عليها في قبر حجري ملكي يعود تاريخه إلى العصر السبئي الريداني..وقد أشارت مصادر تاريخية وأثارية إلى أن تلك الآثار التي نهبت كانت تخص العائلة التي حكمت مملكة سباً وذي ريدان في القرون الثلاثة الأولى الميلادي منذ ذلك العهد..[c1](اللجنة الحكومية تنهي أعمالها )[/c]كانت اللجنة الحكومية المكلفة من قبل الدكتور /علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء والتي كلفت برئاسة الدكتور عبد السلام الجوفي وزير التربية والتعليم وعضوية الأخوة العميد علي بن علي القيسي محافظ محافظة إب والدكتور احمد سالم القاضي نائب وزير الثقافة والدكتور عبد الله باوزير رئيس الهيئة العامة للأثار والمتاحف قد أنهت أعمالها بنجاح بالنزول الميداني خلال زيارتها إلى منطقة العصيبية بهدف الإطلال على ما تعرض له الموقع الأثري من عملية النهب والتدمير والتعرف على كافة الملابسات في تلك الموقع الأثري وبعد زيارتها قامت اللجنة بالتحقيق مع الوزراء وقد رفعت اللجنة تقرير مفصلاً وأوصت في تقريرها بضرورة نزل فريق أثاري لدراسة الوضع ميدانياً والتحقيق مع قيادة مديرية السدة وأمنها والجهات المعنية والوقوف إلى جانب من يقع عليهم التهمة في عملية النهب والتدمير .[c1](المحافظ القيسي يوجه بسرعة اتخاذ الاجراءات الأمنية للقبض على المتهمين)[/c]وجه الأخ / العميد على بن علي القيسي محافظ محافظة إب الإجهزة الأمنية بالمحافظة بسرعة إلقاء القبض على الأشخاص المتهمين بسرقة الموقع الأثري بمنطقة العصيبية بمديرية السدة بمحافظة إب وأشار الأخ المحافظ إلى أن تلك المنطقة الأثرية تعتبر امتداداً لمنطقة ظفار التاريخية ووجه بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية والتدابير العاجلة بالعمل على إعادة تلك المسروقات وتوفير الحراسة الأمنية اللازمة للمواقع الأثرية داعياً الجميع إلى الإسهام الفاعل في حماية كافة المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية باعتبارها ثروة وطنية وأن يكونوا الحراس الأمناء على الموروث الحضاري اليمني وأن أهمية حماية الأثار تعود باعتبار ذلك حماية للتاريخ اليمني المتبقي شاهدة حية على أصالة وعراقة شعبنا اليمني وتراثه الحضاري الكبير..وعلمت الصحيفة بأنه قد تم تنفيذ الجهات الأمنية بالمحافظة في متابعة ومواصلة اجراءاتها الأمنية في البحث والتحرير عن الأشخاص المتهمين الذين قاموا بسرقة تلك المحتويات من الذهب والآثار الثمينة وقد تم اتخاذ كافة الاجراءات الأمنية في مديرية السدة لحماية الآثار في ضوء توجيهات الأخ المحافظ.
الموقع الاثري بظفار إب الذي تعرض للنهب والتدمير
[c1](اللجنة الحكومية تواصل التحقيقات )[/c]باشرت اللجنة المكلفة من قبل مجلس الوزراء عملية التحقيقات مع مديرية السدة وقيادة السلطة المحلية والجهات الأمنية في مديرية السدة من خلال تعاون قيادة محافظة إب مع اللجنة الحكومية حول كيفية معرفة ملابسات النهب والتدمير ومعرفة المسلحين الذين هاجموا على الموقع وسرقوا كافة المحتويات الأثرية والتابوت وتتواصل التحقيقات حتى يتم معرفة من قاموا بعملية النهب.[c1](عملية النهب والتدمير تمت بعد مغادرة الحراسة )[/c]أوضح الفريق الأثارى في منطقة العصيبية بمديرية ظفار السدة بأنهم عندما أنهوا العمل في تحرير عدد من القطع والمأثورات في تلك المنطقة الأثرية فوجئوا بعدم وجود محتويات القبر داخل التابوتين البرونزنيين وقد قام بعملية النهب والتدمير عدد من المسلحين تمكنوا من مهاجمة الموقع في الليل وذلك بعد مغادرة الحراسة الأمنية والبالغ عددهم حسب المصدر ستة أفراد وقاموا المسلحون بالدخول إلى المواقع الأثري وقاموا بالنزول إلى القبر وتم كسر التابوتين ونهبوا كل محتويات القبر بكل ما فيه من أثار ثمينة تعود إلى العهد الحميري.[c1](سرقة الأدوات الثمينة بالموقع الأثري بالعصيبية)[/c]أكد الجهات المعنية بالمحافظة بأنها سجلت كافة المحتويات التي نهبت من الموقع الأثري بمنطقة العصيبية بظفار السدة وهي عبارة عن أقراط وأساور وخلاخيل ذهبية ثمينة جداً وقد تم العثور عليها من قبل الفريق الأثارى على هيكل عظمي رجح بأنه يرجح (لسيدة) كما كانت في جانب الهيكل العظمي سيف ورمح ومباخر وبعض الأدوات النحاسية والحديدية - وبعد الاعتداءات على الموقع الأثرى في منطقة العصيبية سارعت قيادة محافظة إب وسلطتها المحلية لتشديد الإجراءات وأكد الاجتماع الذي عقد برئاسة الأخ أمين علي الورافي أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة وضم الإخوة وكيل المحافظة لشؤون المناطق الوسطى/محمد جابر وممثلي النيابة العامة ومدراء الأمن السياسي وأمن المحافظة وعدداً من المسؤولين والجهات ذات العلاقة وقيادة وأبناء مديرية السدة على سرعة متابعة المتورطين وتقديمهم للعدالة واعتبر الاجتماع ، بأن هذا العمل أجرامي ويقصد تدمير الحضارة اليمنية ممثل بالحضارة الحميرية ووجهت بسرعة توفير الحماية الأمنية في تلك المنطقة .[c1](رصد تاريخي لمدينة ظفار)[/c]تزخر مدينة ظفار السدة بمحافظة إب بالعديد من المعالم التاريخية والأثرية وتقع مديرية ظفار السدة (ظفار حمير)في الجزء الشمالي الشرقي لمحافظة إب ... يحدها من الشمال مديرية يريم ومن الشرق مديرية الرضمة ومن الجنوب مديرية النادرة ومن الغرب مديرية الشعر والمخادر ويبعد مركز المديرية عن عاصمة المحافظة بنحو 70 كم وتتميز المديرية بموقعها السياحي الجغرافي وتبلغ مساحة المديرية (350) كم2 أي حوالي (35000) هكتار وتتوزع تلك المساحة على النحو التالي _ أراضي زراعية تشكل 74% من مساحة المديرية (25900) هكتار المساحة المزروعة منها (19425) جزء منها مدرجات زراعية مناطق هاشمية ومرتفعات جبلية 26% من المساحة أي 9100 هكتار.(عدد السكان)يبلغ عدد سكان المديرية (39696) ذكور (42806) ويمثل الذكور بنسبة 48% والأناث نسبة 52% ويبلغ عدد الأسر في المديرية (11658) حيث تقع مديرية ظفار السدة على سفح جبل ريدان وترتفع عن مستوى سطح البحر بنحو (2750) متراً وقد شهدت هذه المديرية قيام دولة حمير والتي تم تأسيسها على يد الملك الحميري (ذي ريدان) في عام (115) قبل الميلاد بمنطقة ظفار .. ووضع لها تقويم خاصاً بها يسبق التاريخ الميلادي لــ 115) عاماً أرخت النقوش الحميري من اهمها نقوش الملك الحميري ذي نواس (يوسف/اسار/يثأر/ التي أرخت بـ 23 (حسب التقويم الحميري ومدينة ظفار عدها الجغرافي الاسكندري بطليموس ضمن المدن التاريخية الداخلية العربية السعيدة ونعتها بعاصمة ملوك حمير وظفار هي أحدث عواصم الدول اليمنية القديمة والحميريون هم أول من أٍس بنيانها.ورد ذكر ظفار في النقوش اليمنية القديمة لأول مرة ضمن نقش نذري عثر عليه في مأرب ويروي النقش أن حرباً شهدتها اليمن في القرن الثاني الميلادي أمتدت شرارتها إلى أبواب عاصمة حمير .. اتخذت ملوك حمير من قصر ريدان مركزاً لحكمهم ومقراً رئيسياً لهم على جبل ريدان الشامخ الذي تسمى به ملوك ذي ريدان.وكان بجانب القصر مبانٍ فخمة أخرى تحدثت عنها النقوش وتغنى بها الشعراء حتى فترة صدر الإسلام.[c1](من ظفار انطلقت دولة سباً وذي ريدان)[/c]في القرن الأول بعد الميلاد برزت حمير كقوة ضاربة في اليمن حيث مدت نفوذها على أرض شاسمة كانت ضمن سيطرة قتبان وسبأ، وادعت سيطرتها على مناطق سبأ وذي ريدان واضعة لقبها الأول ريدان في المحل الثاني بعد سبأ خاضت حروباً عديدة لتوطيد كيانها وفرض سيطرتها حيث خرجت منتصرة في الصراع القوي الذي احتدم بين الأسر المتعددة في اليمن في نهاية القرن الأول الميلادي ودام حوالي (150) سنة وأصبحت حمير قوة ثانية إلى جانب حضرموت لا ثالث لهما في اليمن وذلك في منتصف القرن الثالث الميلادي..وعندما مرت خمسون سنة حتى كان كل اليمن تحت السيطرة الحميرية بعد أن أدخلت حضرموت ضمن ذلك النفوذ ... وأتخذ ملوك حمير اللقب الملكي الطويل ملوك سبأ وذي ريدان وحضرموت ، ويمنات وذلك في عهد الملك أبي كرب أسعد التبع اليماني الشهير الذي حكم من ظفار كل أراضي الجزيرة العربية بما فيها شمال وشرق الجزيرة العربية تم فيما بعد كان لظفار دور بالغ الأهمية في نقل الديانة المسيحية إلى اليمن لتحل محل الديانة اليونانية حيث يفيد مؤلف تاريخ الكنائس اليونانية انه عهد إلى نيوقيلوس أسقف سقطرة أن يصل إلى بلاط حمير لغرض إنشاء طوائف مسيحية وبناء بعض الكنائس ومن ضمن ذلك تشيد كنيسة ظفار وذلك في العام 354م.. ولكن الملك الحميري يوسف ذي نواس الذي اعتنق الديانة اليهودية بدأ من عام 517م بشن حملاته الواسعة على أهل اليمن المسيحيين وكان أول ما استهدفه هو مدينة ظفار وكنيستها في محاولة منه لطرد الأحباش ومحاربة ديينهم ومن والاهم .. لذا نجد انه قد كتب على أسوار ظفار نصاً يعبر عن حنين أهل اليمن إلى ما ضيهم بعد أن ذاقو ويلات الغزو الحبشي (لمن ملك ظفار؟ للحبشة الأشرار ، لمن ملك ظفار الحمير سيحار...) وكان ذو نواس يلقب نفسه بملك جميع القبائل ، وبهزيمته أمام الاحتلال الحبشي وسقوط حمير وبدأت العاصمة ظفار تؤول إلى الاندثار وحلت صنعاء محلها حاضرة لليمن بظهور الإسلام في القرن السباع الميلادي .لكن أخبار ظفار لم تنقطع حتى في العصور الإسلامية وظل رونقها يسطع عبر الزمن..ومن يزور موقعها اليوم لابد أن يلمس بقايا تراثها في الحقول الممتدة العامرة وفي اللقى الأثرية الرائعة التي تتزين بها مباني قرية ظفار وتلك التي يحتويها متحفها . ومن يزورها يشاهد ما سجله التاريخ عن نهاية واحدة من أشهر المدن اليمنية قبل الإسلام...وما تعرض له الموقع الاثري بمنطقة العصيبية بمدينة ظفار السدة بمحافظة إب بعد جريمة تاريخية بحق الموروث الحضاري في بلادنا.[c1](اهمال الحراسة الأمنية)[/c]أوضح الأخ خالد العنسي مدير عام مكتب الهيئة العامة للآثار والمتاحف بمحافظة إب في تصريح للصحيفة بأن الاعتداءات التي وقعت على الموقع الأثري بمنطقة العصيبية الذي تم اكتشافه السنة الماضي من قبل فريق عمل كان مختصاً للحفاظ على الآثار في المنطقة المنهوبة والتي أدت إلى وجود العراقيل والخلافات التي كانت قد نشبت بين حين وآخر وذلك من قبل عدد من المنفذين بمنطقة العصبية وذلك لمحاولة عرقلة أعمال استكمال عملية التنقيب والاكتشافات الأثرية أثيرت شكوك حول مصير القطع الأثرية والحلي التي عثر عليها .ونوه بأنه قام بإبلاغ الجهات الأمنية والمختصة وعدد من مشايخ وأعيان وشخصيات من أعضاء مجلس النواب وقيادة مديرية السدة وسلطتها المحلية بجرد تلك القطع والحلي الموجودة في متحف ظفار السدة والتي تم اكتشافها وذلك من أجل نقلها وتوثيقها في المتحف العام للحفاظ عليها من عملية النهب والتدمير وأشار العنسي إلى انه تم تحريز عدد من القطع الأثرية والحلي المكتشفة في أثناء عملية التنقيب في القبر منها (ستون قطعة) ذهبية عبارة على حلي ومجوهرات غالية بالإضافة إلى سيف وعدد من الرماح وقطع برونزية وعملة نقدية وتعود تاريخها إلى عهد (ميرون) القيصر إلى ما قبل الميلاد وقد تعرض هذا القبر والتابوت ونهب كافة القطع الأثرية والتحف والحلي والمجوهرات الذهبية والتي لا يعرف مصيرها حالياً وأضاف العنسي بأن تباطؤ الجهات الأمنية في الحراسة وتهاونها وإهمالها وان أنسحاب الأطقم الأمنية التي كانت مكلفة بحراسة الموقع ساهمت في تسهيل تنفيذ عملية السطو من قبل المتنفذين الذي قاموا بتحطيم التابوت وسرقة كافة محتوياته..