المناضل ناصر أحمد العرجي في لقاء مع ( 14 أكتوبر ):
لقاء/ محمد مرشد الأهدل ناصر أحمد العرجي.. من الرموز التاريخية في الحركة الوطنية والنقابية. وقد كان من القياديين في المؤتمر العمالي وحزب الشعب الاشتراكي.. وعضواً بارزاً في جبهة التحرير.. وعضو مجلس القيادة في التجمع الوطني للجنوب اليمني وسكرتير مكتب الإعلام، ترأس وفود الجبهة إلى مؤتمرات منظمة التضامن الآفرو آسيوي في القاهرة وقبرص والجزائر، ومثل العمال في احتفالات الأول من مايو عيد الطبقة العاملة العالمية في كل من العراق وسوريا وتونس والمغرب.وساهم مساهمة فعالة في العمل النقابي والوطني.. ودخل السجن عدة مرات، آخرها في أحداث (يوم الزحف على المجلس التشريعي المزيف في عدن يوم 24 سبتمبر 1962م) وحكم عليه مع مجموعات كثيرة بالسجن، وبعد خروجه من السجن في يناير 1963م توجه إلى القاهرة كمندوب للمؤتمر العمالي لدى اتحاد العمال العرب بدلاً عن الشخصية اليمنية البارزة (محسن أحمد العيني) الذي تولى منصب وزير خارجية أول حكومة سبتمبرية .. وهناك الكثير من المواقف الوطنية الصلبة حتى داخل تنظيمه السياسي.[c1]عرض بريطاني بتشكيل حكومة* يقال إن بريطانيا قبل خروجها قدمت عرضاً لجبهة التحرير بتشكيل حكومة بالاشتراك مع الجبهة القومية.. ماهي حقيقة ذلك بأن يكون لجبهة التحرير خُمس العدد؟ [/c]بالنسبة للعرض البريطاني للجبهتين، لم يكن رسمياً.. ولكن من خلال أطراف أخرى ودول آخرى. وكان العرض يتضمن نسبة أكثر برقم بسيط لجبهة التحرير.. ولم يتحدد بالثلث أو الخُمس أو الربع للجبهتين فقط ولكن كان هناك شركاء آخرون مثل الرابطة والمستقلين ، وكان الالتزام الأكيد هو أن بريطانيا لن تشرك مع الجبهتين، لا سلاطين ولا مستوزرين.. وقد حمل العرض المسترتوم دريبرج Tom Driperg الذي وصل إلى مدينة تعز بصحبة المرحوم المناضل حسين سالم باوزير، وللأسف تعصب بعض الإخوة المتأثرين بالمخابرات المصرية ورفضوا هذا العرض في البداية وعندها غادر المندوب البريطاني مدينة تعز.. وبعد ذلك بعدة ساعات جاءت مباركة الرئيس عبدالناصر وتم قبول العرض من حيث المبدأ.. لكن بعد فوات الأوان وبعد مغادرة المندوب البريطاني.[c1]* هل صحيح أن الحكومة في صنعاء بعد نجاح ثورة 26 سبتمبر كانت ترغب في تجميع كل القوى الوطنية في جنوب الوطن في حكومة واحدة؟[/c]هذا الأمر غير صحيح.. ولكن كان رأي الإخوة في الشمال 1967م وموقفهم الرسمي.. هو توحيد كل القوى الوطنية في الجنوب وعلى رأسها جبهتا التحرير والقومية، حفاظاً على الخط النضالي وحفاظاً على أرواح المناضلين الوطنيين.. وحفاظاً على الوطن أرضاً وشعباً هذا ما أعرفه.[c1]* ماهي عوامل عدم تحقيق الوحدة بعد الاستقلال مباشرة؟ [/c]لم تتحقق وحدة شطري اليمن، بعد الاستقلال مباشرة، لأن هناك عوامل كثيرة ساعدت على تكريس الانفصال.. وأول تلك العوامل كان موقف حركة القوميين العرب (التنظيم الأم) وتأثيرها بالنسبة للجبهة القومية.. لأن الحركة (كتنظيم على مستوى الوطن العربي) تريد أن يكون لها وجود في اليمن وتقوم دولة مستقلة.. مثل ما كان لحزب البعث العربي الذي أصبح له دولة في سوريا وأخرى في العراق.. ولكن هذا لم يكن رأي وموقف جميع قادة الجبهة القومية وقواعدها.. فهناك كان تيار قومي عربي مثل الناصريين وضباط الجيش.. وكان على رأس هذا التيار الأخ المناضل (أبوبكر علي شفيق ومجموعته).. ومازال هذا موقفه رغم ماتعرض له من ظلم من تنظيمه ومن الرفاق .. ورغم ماقدمه هذا المناضل الفذ من تضحيات.. وأكبر تضحية رفضه أن يبقى محافظاً لعدن على حساب مبدئه القومي العربي.[c1] *ما تعليقكم على ماورد في حديث فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بمناسبة الذكرى الـ (40) للاستقلال بمنح أوسمة (الوحدة) لمن لم يتم منحهم من قبل؟[/c] ما ورد في خطاب الرئيس القائد علي عبدالله صالح بمناسبة الذكرى الأربعين للاستقلال حول منح وسام أو أوسمة (الوحدة) لبعض القيادات التي لم تمنح بعد.. موقف عظيم.. ولفته كريمة من القائد.. واعتراف بما قام به الرواد الأوائل في الحركة الوطنية.. بل يعتبر بسمة تشفى المناضلين، لأن هناك للأسف، نوعاً من التجاهل للمناضلين الحقيقيين ، وللرموز التاريخية والوطنية التي لعبت دوراً كبيراً في مرحلة النضال الوطني حتى تحقق الاستقلال.. خاصة الآن بعد أن تحققت (الوحدة اليمنية).. فعلى الجميع أن يتجردوا من انتماءاتهم الحزبية السابقة.. لأن الوحدة محت كل السلبيات التعصبية .. أما الذين في الخارج ننصحهم بقبول الدعوة من اجل الوطن .. لامن اجل الأشخاص.. وإذا لم يكن للمناضل أو السياسي.. أيا كان.. وجود واقعي داخل أرضه.. وبين شعبه وجماهيره.. فيعتبر كأن لا وجود له على الإطلاق.. وقد قضينا سنوات كثيرة في الخارج أيام الاستعمار والتشطير.. ولوكان النظام السابق عرض علينا مثل هذه الدعوة.. معارضين – لقبلناها مهما كان الخلاف الحزبي أو الإيديولوجي .. لأن الوطن بحاجة للجميع.. ولكنهم كانوا يرفضوننا في السابق.. واليوم .. جاء الدور عليهم.. فلا يفوتوا هذه الفرصة الثمينة وعليهم أن يقبلوا دعوة العودة .. والوطن يتسع للجميع لبناء اليمن الديمقراطي الموحد.. فتصحيح أية تجاوزات من الداخل هو الحل لقيام الدولة القوية الموحدة.[c1]* ماهي الرسالة التي تريدون إيصالها لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح؟[/c] الرسالة التي نريد أن نوجهها لفخامة الرئيس القائد الذي نتمنى من الله تعالى له التوفيق في أن ينظر بعين العطف والاحترام للرموز التاريخية لهذا البلد.. تلك الرموز التي توفى الله تعالى بعضهم وهم مقهورون.. ومازال البعض ينتظر .. ويعيد لمن تبقى منهم ولأسر الشهداء والمتوفين العون والمساعدة ليستطيعوا مقاومة غلاء المعيشة ويعيش الآخرون.. الأحفاد منهم – بكرامة وعزة داخل هذا الوطن.. وهم الذين كانوا أول من رفع شعار يمن واحد.. شعب واحد.. منذ 1955 – 1956م قبل أن تشرق شمس الثورة والاستقلال.. وندعو الله تعالى له بالتوفيق ولمن يشاركوه، لإسعاد هذا الشعب .. وكل عام وشعبنا بخير وبعزة وكرامة.
مع الرئيس الكوبي فيدل كاسترو في يوليو 1966م